كشف الدكتور أحمد محمود يوسف رئيس قسم مواد التعبئة والتغليف بمعهد بحوث الصناعات الكيماوية بالمركز القومي للبحوث عن تنفيذ مجموعة من المشروعات البحثية المختلفة لتطوير مواد التعبئة والتغليف وإيجاد بدائل صديقة للبيئة.
وأكد يوسف، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن تلوث البيئة يتزايد يوما بعد يوم بسبب زيادة إستخدام المواد البلاستيكية ،كما أن معظم المواد المستخدمة في تغليف الأغذية غير قابلة للتحلل وتولد مشكلات بيئية خطيرة ،لذلك تتركز الأبحاث على إستخدام بدائل للبلاستيك للحصول على بيئة مستدامة وأكثر اخضرارا مع تأثير أقل على البيئة.
وأشار إلى أهم 8 مشروعات ينفذها المركز حاليا في هذا الصدد، منهم 3 مشروعات بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي إنتاج خشب بلاستيكي إقتصادي وصديق للبيئة بإستخدام مخلفات البلاستيك والمخلفات الزراعية، ومشروعا للقضاء على الخسائر والمخاطر الناجمة عن نمو الفطريات المفسدة على الجبن الجاف المصرى باستخدام أفلام أو مواد تغليف صالحة للاكل.
ولفت إلى أنه يتم كذلك تنفيذ مشروع لانتاج وتقييم العبوات الذكية لتعبئة الحاصلات البستانية ومنتجاتها تحت جو معدل من الغازات لزيادة فرص التصدير، بالتعاون مع معهد بحوث الاغدية بمركز البحوث الزراعية.
وأوضح الدكتور أحمد يوسف أنه يتم أيضا تنفيذ 5 مشروعات بتمويل من المركز، لتطوير وتقييم متراكبات بوليمرية نانومترية جديدة وذكية لزيادة فترة الصلاحية من نوع التغليف إلى التطبيقات الغذائية وإنتاج مواد وسيطة من بعض مخلفات مصانع الاغذية واستخدامها في انتاج أغذية وظيفية ومواد تعبئة وتغليف صديقة للبيئة.
وتابع “يتم العمل كذلك على تحضير متراكبات متقدمة قائمة على مواد حيوية ذات تطبيقات متعددة ، وتحضير وتوصيف مواد تغليف صديقة للبيئة بإستخدام تكنولوجيا النانو لتغليف بعض منتجات الالبان المصرية بالإضافة إلى تطوير متراكبات بوليمرية حيوية جديدة معتمدة على الزيوت الأساسية النانومترية والمواد النانومترية لأغراض تغليف الغذاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وأكد أن تلك المشروعات سيكون لها أثرا بيئيا محتملا ويحقق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة نحو الإقتصاد الأخضر المستدام وكذلك مبادرة رئيس الجمهورية (اتحضر للأخضر) لتوعية الشباب بأهمية الحفاظ على البيئة إلى جانب فتح أسواق جديدة للإستثمارالأخضر ،وهو أحد أعمدة التنمية المستدامة وتحقيق التوازن البيئي المرجو والذي بالطبع سيعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
وعن أهمية مواد التعبئة والتغليف في الحفاظ على البيئة ، قال الدكتور أحمد يوسف إن مواد التعبئة والتغليف تلعب دورا حاسما في حماية المنتجات والحفاظ عليها أثناء النقل والتخزين والعرض، وشهدت تطورات كبيرة على مر السنين مدفوعة بالحاجة إلى الاستدامة والابتكار وتفضيلات المستهلكين.
وأضاف أن منظومة التعبئة والتغليف تعد عنصرا أساسيا يجب الاهتمام به حتى يستطيع المنتج الغذائي المنافسة فى الأسواق العالمية المواد المستدامة، ومع القلق المتزايد بشأن البيئة، هناك تركيز قوي على استخدام مواد التعبئة والتغليف المستدامة.
وأوضح أن المواد البلاستيكية الخضراء أو البلاستيك الحيوي والبوليمرات القابلة للتحلل الحيوي والأفلام”مواد التعبئة” الصالحة للأكل أمثلة جديدة لحل هذه المشكلة،كما يعد إستخدام الأفلام القابلة للتحلل البيولوجي أحد استراتيجيات التغليف الجديدة التي يمكن انتاجها لحل هذه الأزمة.
وحول المخاطر الصحية التي يسببها استخدام البلاستيك في التعبئة والتغليف، أوضح الدكتور أحمد يوسف أن البلاستيك يستخدم في نطاق واسع، سواء فى شكل عبوات أو اكياس، في التعبئة والتغليف وذلك لتوفره ورخص ثمنه وخفة وزنه اُثناء النقل، لافتا إلى انه في الفترة من عام 1950 وحتى 2020، زادت عمليات تصنيع البلاستيك من 2.3 مليون طن، وحتى 448 مليون طن.
وقال إن مواد التغليف البلاستيكية المستخدمة حاليا مثل “البولي إيثيلين” و”البولي إستر” و”البولي بروبلين “،واسعة التطبيق في مجال تغليف الغذاء لها مخاطر بيئية عظيمة نظرا لصعوبة التخلص من مخلفات هذا النوع من المواد البلاستيكية، مثل ثلوث الهواء والتربة والنبات وأضرار على صحة الإنسان نتيجة حرقها وكذلك التهديد المحتمل للكائنات البحرية التي تتغذي علي حبيبات الميكروبلاسيتك الناتجة من تفتتها.
وأضاف “علاوة على ذلك، فإن هذه “البوليمرات” باهظة الثمن ويتم شرائها من الخارج، وحتى بعض “البوليمرات” التي يتم تصنيعها داخل البلاد يستلزم شراء بعض موادها الاولية والمواد المحفزة في تصنيعها من الخارج مما يمثل عبئا إقتصاديا بالأخص في الظروف الراهنة” .
وأكد يوسف انه على المستوى العالمي والمحلي بدأ العلماء والباحثين في العمل لإيجاد بدائل لهذه البوليمرات ليس فقط لتخفيف التكلفة الإقتصادية لإنتاج مواد تعبئة وتغليف رخيصة ولكن أيضا للحفاظ علي البيئة وتقليل الإنفاق علي إزالة الأثار الجانبية الناتجة عن إستخدام البلاستيك.
والقى الضوء على إستخدام مخلفات المواد الزراعية ولاسيما السليلوزية منها والتي يمكن أن يكون له أثر بيئي وإقتصادي ايجابي، حيث يتم تطوير السليلوز المستخلص لتصنيع أفلام “مواد” أو هلاميات متينة وقابلة للأكل منه يمكن إستخدامها كبديل للبلاستيك المستخدم حالياً لتغليف الغذاء وكذلك تطعيمه بكبسولات من المواد النشطة التي سوف تكسبه خواص مضادة للبكتريا وخواص مضادة للأكسدة ذات أهمية كبيرة للحفاظ علي الطعام لأطول فترة ممكنة بالمقارنة بالأفلام غير المعالجة والعرضة للتآكل الفطري والبكتيري.
وأوضح أنه يمكن كذلك إضافة هذه المواد المستخلصة بنسب متفاوتة لهذه “البوليمرات” البلاستيكية السالف ذكرها والذي ليس فقط يعزز من خواصها الميكانيكة والفزيائية ولكن سوف يكسابها خواص جديدة مثل التأثيرالمضاد للميكروبات والمضاد للأكسدة فضلاً عن التكسير البيولوجي ومن ثم تصبح صديقة للبيئة إلي جانب التقليل من إستهلاك مخزونها أثناء عملية التصنيع.
وأشار إلى أهمية البلاستيك الحيوي المصنوع من الكائنات الحية الدقيقة سريعة الانتشار مثل البكتيريا والطحالب الدقيقة والتي تتمتع بإمكانية كبيرة للتخفيف من ثاني أكسيد الكربون ، وتتطلب كميات أقل من المياه للزراعة مقارنة بالمحاصيل الأرضية ، وعلى عكس المحاصيل الغذائية ، لا تُستخدم كمصدر أساسي لتغذية البشر ، مما يجعلها مصدرًا كبيرًا للبلاستيك الحيوي مع تأثير أقل على الأمن الغذائي.
وشدد على أن البحث عن بدائل البلاستيك التي تتناسب مع الاستخدام المنزلي اليومي، بات أمرا ضروريا وحتميا، خاصة، مع ازدياد خطره على البيئة والصحة ، نتيجة استخدامه بصورة موسعة على مدى السنوات والعقود الماضية، مسلطا الضوء على أبرز الحلول والبدائل الطبيعية والأكثر أمانا التي يمكنك الاعتماد عليها، والتخلص من البلاستيك والعمل على التقليل من استخدامه،ومنها الزجاج ، الاستانلس ستيل الأكياس صديقة للبيئة، المصنوعة من القماش أو الجلد أو الخوص، الى جانب استخدام السيليكون والخشب.
أ ش أ