أكد المهندس خالد صديق رئيس صندوق التنمية الحضرية، أهمية مشروع تطوير القاهرة التاريخية، الذي يستهدف إحياء الطابع التاريخي والأثري لهذه المنطقة المسجلة ضمن مناطق التراث بمنظمة “اليونسكو”، وتحويلها إلى “متحف مفتوح”.
وقال صديق في مقابلة مع وكالة أنباء “شينخوا”، إن الحكومة المصرية تنفذ خطة لتطوير القاهرة التاريخية من المقرر الانتهاء منها بحلول العام 2030.
وأضاف رئيس صندوق التنمية الحضرية أن الهدف هو إحياء القاهرة التاريخية لأنها مسجلة لدى اليونسكو كمنطقة تراث حى، وتحويلها إلى متحف مفتوح.
وأوضح أن الخطة لا تتضمن فقط عملية تطوير بل إحياء المبانى التراثية ذات القيمة ودمجها فى النسيج العمرانى التاريخى وإقامة فنادق تراثية وإحياء وكالات قديمة مندثرة وإنشاء مطاعم وأنشطة سياحية وتجارية، فضلا عن تنفيذ مخطط كامل لشبكة الطرق والشوارع بالقاهرة التاريخية.
وكشف أن التكلفة الإجمالية للخطة، التي تتضمن خمس مراحل، كانت تبلغ قبل تغير سعر الصرف نحو 100 مليار جنيه، مشيرا إلى أن العمل يجري حاليا في المرحلة الأولى حيث تم إنفاق نحو ثلاثة مليارات جنيه حتى الآن في هذه المرحلة.
وأرجع صديق طول أمد الخطة إلى أن القاهرة التاريخية تتضمن عدة مواقع أثرية يجرى لها عمليات ترميم من قبل الأثريين، وهو ما يستغرق وقتا طويلا.
وأشار إلى أن هناك تحديات كثيرة جدا تواجه مشروع تطوير القاهرة التاريخية من بينها أن مساحة الشوارع صغيرة والمباني متقادمة وحالتها الإنشائية صعبة جدا ما يتطلب تركيزا كبيرا في العمل حتى لا تحدث كارثة.
من بين التحديات أيضا تواجد المواطنين داخل المناطق بالتزامن مع أعمال التطوير، ما يتطلب إجراء الأعمال بهدوء حتى لا تؤثر على المواطنين ولا تشل الحياة بالمنطقة، فضلا عن أن تكلفة تطوير المباني القديمة مرتفعة جدا، وفقا لرئيس صندوق التنمية الحضرية.
واستبعد أي تأثير سلبي لمشروع التطوير على النسيج المجتمعي للقاهرة التاريخية، مؤكدا أن المنطقة مسجلة لدى اليونسكو كـ “نسيج مجتمعى حي” ونحن نحافظ على ذلك ولن يخرج أحد من المنطقة.
وأردف صديق “نحاول ترميم المباني القديمة وإعادتها إلى طابعها الأصلي مع الحفاظ على النسيج العمراني والمجتمعي كما هو، لأن السائح عندما يأتي يريد رؤية الحياة داخل القاهرة التاريخية وليس المباني الجديدة”.
وتابع “نحن نحافظ على الطابع التاريخي والأثري للقاهرة التاريخية ونجري بعض التدخلات مثل إعادة بناء مباني ومناطق مهدمة وفقا لطرازها الإسلامي القديم حتى تعود لأصلها بحيث تدخل في النسيج العمراني الإسلامي من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي”.
ونوه بأن القاهرة حصلت في ثلاثينيات القرن الماضي على لقب أجمل مدن العالم ونريد أن تعود لتحصل على نفس اللقب مرة أخرى، كما نريدها أن تكون متواجدة على الخريطة السياحية للعالم وأن يستمتع السائحون بتجربتهم في القاهرة التاريخية.
وتوقع المسؤول المصري أن تجذب القاهرة التاريخية السياح بمجرد انتهاء التطوير الذي سيغير الخريطة السياحة بها بشكل كامل.