رئيس «القاهرة للاستثمار»: أعددنا دراسة بالتحديات ونعمل على حلها تدريجياً
«حرب»: غياب الجلود ضاعف الأعباء على المدابغ.. ومطالب بالتوسع فى الاستيراد
«الجباس»: 80 مليون دولار استثمارات تركية دخلت إلى المدينة مؤخراً رغم التحديات
«زكى»: مطالب للحكومة بالإسراع فى إنشاء المجازر الآلية تنفيذاً لوعودها
«برى»: 50% من العمالة فقدتها المدينة لعدم وجود وسائل مواصلات
مر عامان ونصف العام على افتتاح مدينة الروبيكى المخصصة لدباغة الجلود والصناعات الجلدية، وحتى الآن لم يطرأ على المدينة أى تغيير يذكر، وفق مستثمرى المدينة.
أضافوا، فى حديثهم لـ«البورصة»، أن التحديات التى فرضتها الأزمات الأخيرة على السوق المصرى، وارتفاع تكاليف الإنتاج بالمدينة (مياه وكهرباء ونقص خامات)، بالإضافة إلى صعوبة وصول العمالة إلى المدينة لعدم وجود وسائل مواصلات منعت المصانع من العمل بشكل طبيعى.
قال حمدى حرب، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، أحد المستثمرين بمدينة الروبيكى، إنَّ ندرة الجلود المحلية بالمدينة عرقلت حركة التصنيع؛ بسبب استخدام الجلود فى صناعات أخرى لإنتاج الجلاتين والأسمدة وطعام الحيوانات.
أضاف لـ«البورصة»، أن ما يقرب من 80% من مصانع الروبيكى توقفت بعد عام من تشغيلها؛ بسبب المتغيرات التى طرأت على السوق، وحال استمرار تلك الأوضاع قائمة ستضطر باقى المدابغ إلى التوقف.
أشار إلى أن الهدف من إنشاء مدينة الروبيكى هو توجيه 90% من إنتاجها إلى الأسواق التصديرية؛ لعدم استيعاب السوق المحلى أكثر من 10% من الإنتاج.
أرجع السبب إلى استخدام الجلود فى تصنيع المواد الجيلاتينية بأنها صناعة غير مكلفة، مقارنة بالدباغة التى تمكن المصنع من تحقيق هامش ربح مرتفع.
قال «حرب»، إنَّ الغرفة تعتزم رفع مذكرة إلى الحكومة لحل تلك المشكلات التى تهدد بتوقف المصانع، وتسهيل استيراد الجلود من الأسواق الخارجية.
المدينة التى افتتحت الحكومة المرحلة الأولى منها منتصف 2020 وضمت 213 وحدة على مساحة 176 فداناً وخُصصت لـ195 مستثمراً، طالب العاملون فيها بطرح وحدات تصنيع المنتجات الجلدية لإجراء القيمة المضافة بنسبة 100% على الجلود.
قال عبدالرحمن الجباس، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود، وأحد مستثمرى المدينة، إن الزيادات المتتالية فى أسعار المياه والصرف والكهرباء الموجهه للمدابغ أسهمت فى زيادة التكلفة النهائية لعملية التجهيز، وبالتالى فقدت أغلب المدابغ الميزة التنافسية فى السعر الذى تعتمد عليه فى التسويق.
أضاف لـ«البورصة»، أن حجم صادرات قطاع دباغة الجلود انخفض بنسبة 60% خلال الـ4 سنوات الماضية، ما أثر على تدفق الحصيلة الدولارية المتدفقة على الدولة من القطاع.
وتراجعت صادرات «دباغة الجلود» بنهاية الربع الأول من العام الحالى، لتسجل 18.5 مليون دولار، مقارنة بـ24.9 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى، وتصدر المنتجات لدول الصين، والهند، وفيتنام، وإيطاليا، وإسبانيا، والبرتغال، وفقاً لأحدث بيانات أصدرها المجلس التصديرى للجلود والأحذية.
ذكر «الجباس»، أنه بالرغم من التحديات التى تخيم على عمل المدينة، فإنَّ شهرتها العالمية جذبت استثمارات تركية تقترب من 80 مليون دولار مؤخراً لإنشاء مصنعين لمنتجات الجلود، وآخر لتصنيع الجيلاتين الغذائى والطبى.
قال أحمد زكى الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود، أحد مستثمرى المدينة، إنَّ الدولة وعدت المستثمرين فى المدينة قبل شراء الوحدات بإنشاء مجازر آلية لتقليل إهدار الجلود خاصة جلود الأضاحى، لكنَّ هذا الطلب لم ينفذ حتى الآن.
أكد أن السوق المحلى يشهد تراجعاً فى إنتاجية الجلود بمعدلات كبيرة؛ بسبب تراجع أعداد رؤوس الماشية، وصعوبة استيراد عجول التربية.
قال معتز حجاج، رئيس مجلس إدارة مصنع الاستاذ للجلود، أحد مستثمرى المدينة، إنَّ توقف المركز التكنولوجى التابع للمدينة لأسباب غير معروفة دفع الصناع إلى استئجار معدات وآلات لتصنيع أنواع معينة من المنتجات الجلدية.
استطرد «حجاج»، أن صادرات مصنعه تراجعت، خلال النصف الأول من العام الجارى، بنسبة 40%، مقارنة بعام 2022، وفى حال استمرار التحديات الحالية قائمة قد تتوقف الشركة عن التصدير بنهاية العام الجارى.
قال مجدى عبدالوهاب، مدير مدبغة روديو لصناعة الجلود، إنَّ أسعار المنتجات الجلدية حققت ارتفاعات بنسبة 30% مع بداية العام الحالى، لكن هذه الارتفاعات لم تغطِ الزيادة فى التكلفة، وبالرغم من ذلك لم يستوعب السوق المحلى أى زيادات سعرية جديدة.
أشار إلى أنه يمتلك مدبغة بمدينة الروبيكى تنتج 40 قطعة جلدية شهرياً، ولجأت الشركة إلى تخفيض هامش الربح بنسبة 40% منذ بداية العام للحفاظ على التنافسية فى السوق.
قال أحمد برى، رئيس مجلس إدارة مصنع البرى للصناعات الجلدية، أحد المستثمرين بالمدينة، إنَّ المدبغة فقدت 50% من العمالة خلال الفترة الماضى؛ لبعد المسافة، وصعوبة وسائل النقل للمدينة، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 80%، مقارنة بفترة ما قبل انتقاله إلى المدينة.
أشار إلى أن أسعار فواتير المياه والكهرباء حققت ارتفاعات 3 أضعاف لتتراوح بين 6 و8 آلاف جنيه شهرياً لكل جهة. قال محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ الهدف من إنشاء المدينة هو توفير جميع مستلزمات الصناعة من جلود وكيماويات، بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين المدابغ والمصانع.
أشار إلى أن الغرفة تسعى لإقامة معرض بمشاركة دولية مع نهاية العام الجارى بالعاصمة الإدارية أو بمنطقة شرم الشيخ؛ لدعم نمو صادرات القطاع، وجذب المزيد من الاستثمارات.
قال محمود محرز، رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير التى تدير مدينة الروبيكى لـ«البورصة»، إنَّ الشركة تتواصل بشكل مستمر مع مستثمرى المدينة فى محاولة لتذليل جميع المعوقات أمامهم.
أضاف أن شركة القاهرة للاستثمار والتطوير، «أعدت دراسة بأهم المشكلات التى تواجه الصناع منذ الافتتاح وحتى الآن، وجارٍ العمل على حلها تدريجياً».