بدأت أوكرانيا فرض ضوابط أشد صرامة على شركات تجارة الحبوب لتعزيز الإيرادات لتمويل دفاعاتها بوقت الحرب، في تحرك ربما يفاقم صعوبة عمليات التصدير عبر موانئ نهر الدانوب والبحر الأسود بالبلاد.
وأوضح مسؤول لوكالة بلومبرج، على دراية بالموضوع، طالباً عدم الإفصاح عن هويته نظراً لمناقشة قرارات اُعتمدت خلال اجتماع حكومي اليوم، أن مجلس الوزراء سيطلب من شركات تصدير الحبوب والبذور الزيتية إما الحصول على تراخيص أو تقديم سجلات ضريبية تعود إلى ما قبل الغزو. مضيفاً أن هذه الآلية ربما يطرأ عليها المزيد من التعديلات، في حال تغير الوضع.
شركات متلاعبة
ترمي الحكومة للضغط على الشركات المتلاعبة، وإعادة عوائد أكثر من العملات الأجنبية لداخل البلاد وزيادة تحصيل الضرائب إذ يدقق حلفاء أوكرانيا الدوليون والذين يقدمون مساعدات بمليارات الدولارات، في جهودها لمكافحة الفساد. رغم ذلك، تحتاج هذه الجهود لوقت وتتعاظم أعباء التكاليف على شركات التجارة إذ تعاني شحنات تصديرهم من التأخير.
أوقفت عمليات تدقيق في شركات التصدير الشحنات الزراعية من موانئ منطقة أوديسا بوقت سابق من الأسبوع الحالي، ما أثار شكاوى عديدة، في حين أشارت شركات التجارة التي تشحن الحبوب عبر نهر الدانوب إلى أن المشكلات المتعلقة بوثائق التصدير تسببت بتأخيرات هائلة خلال الأسابيع الأخيرة.
أضاف تاجر الحبوب، فيليب بولمان جونزاجا، من شركة “برايس”: “نجمت مشكلات للمصدرين عن التغيير المفاجئ في اللوائح وتسبب بمزيد من التأخير”. استأجر 3 سفن لنقل الحبوب عبر فرع سولينا على الجانب الروماني من نهر الدانوب.
بحسب التاجر، فإن البيروقراطية، علاوة على التأخيرات جراء اكتظاظ الحركة بالقناة وسوء الأحوال الجوية وعمليات إزالة الألغام، تعني أن السفن تحتاج لضعف الزمن المعتاد تقريباً لبدء عمليات التحميل.
أضاف أن إحدى سفنه تنتظر 11 يوماً للرسو بميناء ريني النهري الأوكراني، بينما تنتظر الثانية 14 يوماً للحصول على تصريح للمرور عبر قناة سولينا واستلام حمولتها في إزميل ويمكن أن يكلف كل يوم تأخير ما يبلغ 4 آلاف دولار إضافي جراء غرامات التأخير.
تأخيرات كبيرة
ذكرت كريستينا سيريبرياكوفا من شركة “أتريا بروكرز” أن التعديلات على الإقرارات الجمركية لصادرات الحبوب، بالإضافة لمُدد الانتظار الطويلة للعبور قناة سولينا، تعني أن التأخيرات قد تصل لشهر أو يزيد.
أضافت: “يطلب المشترون من الشركات المصدرة خصومات إضافية، وألغيت بعض شحنات السفن في نهر الدانوب أو قناة سولينا، لأن التجار يضطرون للتوقف عن تنفيذ التعاقد من أجل إعادة هيكلة عملهم”.
جرى استئناف شحنات التصدير عبر موانئ البحار العميقة المطلى على البحر الأسود اليوم، ووعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن هذا المسار سيواصل القيام بمهمته رغم تهديدات متعددة، تتضمن خطر الضربات الجوية الروسية.
تعتبر أوكرانيا بلداً كبيراً في تصدير السلع الزراعية، والتي تعد مصدراً أساسياً لإيراداتها بوقت الحرب. فتحت كييف ممراً من طرف واحد يسمح للسفن بتصدير سلع على غرار الحبوب والمعادن من موانئها المطلة على مياه البحار العميقة في أوديسا الكبرى، في أعقاب انسحاب موسكو من مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة يوليو الماضي والتي ضمنت حركة آمنة لسفن نقل المحاصيل.
اقتصاد الشرق