في وقت تحاول فيه أوروبا خفض اعتمادها على الصين في مجال السيارات الكهربائية، تسلط المشاكل المالية الأخيرة التي تواجهها شركات تصنيع البطاريات في المملكة المتحدة، الضوء على تحدي عميق تواجهه المنطقة في بناء سلسلتها للتوريد.
تعد أوروبا متخلفة في إنتاج بطاريات السيارات، فلن تجد شركات أوروبية في المراكز الخمسة الأولى في إنتاج تلك البطاريات.. لكن هناك شركتين، وهما “كونتمبوراري أمبيركس تكنولوجي” الصينية و “إل جي إنرجي سوليشون” الكورية الجنوبية، استحوذتا على نصف السوق العالمية في عام 2022، بحسب شركة “إس إن إي ريسيرش” الكورية الجنوبية.
وتتطلب بطاريات السيارات معرفة فنية مختلفة عن محركات الاحتراق الداخلي، التي تتسم أوروبا بقوة فيها منذ فترة طويلة، حسب ما نقلته مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية.
وفي حين تحقق الصين وكوريا الجنوبية تقدماً تكنولوجياً مطرداً، فإن شركة “نورث فولت” السويدية، التي أسسها مسؤول تنفيذي سابق في شركة “تسلا” وبدعم من شركة “فولكس واجن” وآخرين، تواجه أيضاً مشكلة في إطلاق إنتاج الضخم من البطاريات.
قامت شركة “نورث فولت” ببناء مصنع للبطاريات شمال السويد في 2021، مستهدفة تعزيز طاقتها الإنتاجية من 16 جيجاوات في الساعة إلى 40 جيجاوات في الساعة من عام 2023 إلى عام 2025، لكن الشركة لم تتمكن من تحسين الإنتاجية مع زيادة الإنتاج وفشلت في تلبية ما كانت تُخطط له.
كان ثمة 41 مصنعًا عملاقًا مخططًا لها في 13 دولة أوروبية اعتبارًا من يونيو 2022، بدءًا من تلك التي في مرحلة التخطيط وحتى تلك العاملة بالفعل، وفقًا لمجموعة الأبحاث البريطانية “فاراداي إنستتيوشن”.
وإذا تم تنفيذ جميع الخطط، فإن الطاقة الإنتاجية في المنطقة سترتفع من أكثر من 100 جيجاوات في الساعة في عام 2022 إلى حوالي 1100 جيجاوات في الساعة في عام 2030.
لكن الصين لا تزال متقدمة بفارق كبير في مجال تكنولوجيا البطاريات، وإذا أرادت أوروبا تحسين سلسلة التوريد الخاصة بها، فلن يكون أمامها خيار سوى الاعتماد على الصين، بالرغم من أن واقعها التكنولوجي لا يتطابق مع سياسة الحكومة.
لا تقتصر صعوبة الحد من الاعتماد على الصين على التصنيع، فمن بين المواد الـ34 التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي هامة، مثل النيكل وغيره من المواد المستخدمة في البطاريات، تعد الصين أكبر مورد لـ11 مادة في المنطقة.
وقال سانشيرو فوكاو، المحلل لدى معهد أبحاث “إيتوتشو” الياباني، إنه في ظل سيطرة الصين على سلسلة التوريد بأكملها، “من المهم الآن ليس الابتعاد عن الاعتماد على الصين في البطاريات، بل معرفة كيفية التعامل مع الصين”.