زكي: الذكاء الاصطناعي أحد أهم عناصر استراتيجية الشركة
14.2 مليار دولار إيرادات الربع الثالث بتراجع 8%
تطور شركة “إنتل مصر” منظومة الأمن السيبراني في البنوك الحكومية، في حين تعكف على تطبيق الاستراتيجية الخاصة بها والتي بدأتها منذ عامين.
قال المهندس نور الدين زكي، مدير الشركة، إن استراتيجية “إنتل” تقوم على 5 عناصر أساسية أولها الحوسبة وتحويل كل العناصر إلى التطبيقات السحابية، وتعزيز الأدوات المختلفة للحوسبة عبر العديد من المنصات سواء كان ذلك في مجال الرقائق والمعالجات CPUs أو معالجات الجرافيك GPUs والذي بدأت إنتل في تطويرها منذ عامين، بالإضافة إلى الرقائق الخاصة بحلول الذكاء الاصطناعي.
أضاف في حواره لـ”البورصة”، أن العنصر الثاني هو تطوير تكنولوجيات الاتصالات مثل تقنيات الجيل الخامس وتطوير الرقائق المستخدمة في هذه التكنولوجيات الجديدة للاتصالات.
والعنصر الثالث هو الحوسبة الطرفية والتي تخدم الاتصال بين الحوسبة السحابية والنقاط الطرفية والتي قد تكون أية جهاز مثل الهاتف أو الحاسب أو السيارة أو أي جهاز آخر متصل.
أما العنصر الرابع في استراتيجية إنتل، فيتعلق بالذكاء الاصطناعي والتوجه الخاص بإنتل هو (الذكاء الاصطناعي في كل مكان) بداية من تطوير الأنظمة المختلفة للـAI على الحوسبة السحابية إلى تطوير هذه التكنولوجيات باستخدام الحاسبات، والأدوات المختلفة التي ستوفرها إنتل لجميع المطورين لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب حوكمة وتنظيم وديمقراطية الذكاء الاصطناعي، حيث إن فلسفة إنتل تعتمد على إن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا عالمية لا يمكن أن تكون حكر على أحد وإنما يجب أن تكون متاحة للجميع حول العالم تحكمها قواعد وأسس.
أوضح زكي أن العنصر الخامس والأخير في استراتيجية الشركة هو التركيز على تقنيات الاستشعار وهي تكنولوجيا جديدة ستعتمد على التواصل عبر استشعار الصوت أو الحركات العصبية بالاعتماد كذلك على الذكاء الاصطناعي.
كل تلك الاستراتيجية ستعتمدها إنتل إلى جانب خطتها الأساسية للتوجه بالتصنيع للغير، إذ إنها الشركة الوحيدة في العالم التي تقوم بتصميم وتصنيع الرقائق إلى جانب التصنيع للغير، وذلك لتحقيق التوازن مع الكتلة الآسيوية التي تمثل المنطقة الأعلى استحواذًا على تصنيع أشباه الموصلات في العالم.
وعن أداء الشركة خلال الربع الثالث من 2023 والفرص التى تسعى لاقتناصها، كشف زكي أن “إنتل” حققت إيرادات بلغت حوالي 14.2 مليار دولار خلال الربع الثالث من 2023 ، بما يمثل تراجعًا بنحو 8% متأثرة بالأزمة الاقتصادية العالمية، والصعوبات التي واجهت سلاسل الإمداد، مع الصعوبات التي واجهت العالم خلال أزمة كورونا بسبب تأثر المخزون لدى كل المصنعين حول العالم.
توازن بين المخزون والمطلوب لدى كافة المصنعين
لكن خلال 2023 بدأ يظهر نوع من التوازن بين المخزون والمطلوب لدى كافة المصنعين بما يبشر بأن عام 2024 سيشهد توازنًا أكبر في سوق الرقائق الإلكترونية وقد يتحول للنمو بعد أن شهد تباطؤ ومعدلات سالبة خلال الأعوام القليلة الماضية.
أما بالنسبة للسوق المحلي، فتتعاون “إنتل” مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بعض المشاريع الاستراتيجية بهدف تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الناشئة في تحليل التحديات الوطنية وإيجاد حلول لها، مع تطوير رأس المال البشري وتهيئة البيئة المناسبة لإنشاء مؤسسات مبتكرة وتعزيز نجاحها.
وتابع: “نستهدف تطوير مهارات المهنيين المتميزين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة، مثل الذكاء الإصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والحوسبة عالية الأداء، الميكنة والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني”.
كما تتعاون الشركة حالياً مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتنظيم عدد من ورش العمل والفعاليات عن وظائف المستقبل وسبل تعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتهيئة وتدريب القوى العاملة على المهن المستقبلية.
وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي، تعمل “إنتل” على تطوير منظومة الأمن السيبراني بصورة متكاملة في عدد من البنوك الحكومية.
وحول رؤية شركته للسوق المحلي الذي تتواجد فيه منذ أكثر من 20 عامًا، وهل أثر “كوفيد” على معدلات أداء “إنتل”، قال زكي إن جائحة “كوفيد-19” أثّرت على طريقة عمل كافة الشركات في العالم، لكن لا يوجد تأثير كبير على “إنتل”.
والعديد من مكاتب الشركة قررت التحول للعمل بالكامل على الإنترنت دون الحضور الشخصي، وفي مصر بدأ تواجد “إنتل” يتخذ شكلاً مختلفًا عما سبق، مع التركيز على الكيف أكثر من الكم.
وبدأ الاعتماد على وظائف حساسة جدًا لإنتل مثل تصميم الرقائق، ولم تعد تركز على البيع بشكل أساسي مقارنة بالفترات السابقة، بينما أصبح التركيز في السوق المصري يعتمد على البحث والتطوير.
وعن أبرز المنتجات التى ستركز عليها الشركة في 2024، أوضح زكي أن أهم المنتجات التي ستركز عليها الشركة هو الخط الجديد من المعالجات الذي تعتمد على تصميم جديد تمامًا وهو تصميم Chiplet الذي يحمل 3 أنواع من المعالجات وهو معالج الحاسبات CPU ومعالج الجرافيك GPU بالإضافة إلى معالج NPU والذي يمثل تقنية لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وسيتم اعتماد هذا التصميم في كافة منتجات إنتل في المستقبل، بالبناء على قاعدة ذكاء اصطناعي، حيث سيتم تقديم علامة تجارية جديدة في العالم وهي intel core ultra تحمل هذا الفكر الجديد في التصميم.
اقرأ أيضا: تزايد الطلب على رقائق إنتل للذكاء الاصطناعي المصممة للصين
وعن الصناعات التى تستهدفها منتجات الشركة أضاف زكي، أن منتجات “إنتل” تتقاطع مع عدد كبير من الصناعات، متابعًا:” لدينا مراكز بحوث وتطوير لجميع الصناعات، مثل القطاع الصناعي، والقطاع الطبي واكتشاف الأمراض الخطيرة وطرق علاجها، وبحوث البناء والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء”.
فتطبيقات الذكاء الاصطناعي يتم استخدامها في كل الصناعات مثل التعليم والرعاية الصحية والسيارات، والمدن الذكية، وهذا تحقيقًا للمفهوم الجديد المعتمد على أن البيانات هي “بترول المستقبل” ويمكن استخدامها بطرق متعددة، وكل تلك البيانات تحتاج معالجات لتحليلها وبالتالي تحتاج منتجات الرقائق التي تقوم بدور أساسي في المعالجة.
وحول مبادرةAI PC Acceleration Program وكيف ستخدم توجه إنتل نحو الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي أوضح أن AI PC Acceleration Program ، هو برنامج لمبادرة ابتكار عالمية مصممة لتسريع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي عبر صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
يهدف البرنامج إلى ربط تجار الأجهزة المستقلين (IHVs) و تجار البرامج المستقلين (ISVs) بموارد إنتل التي تشمل سلاسل أدوات الذكاء الاصطناعي والهندسة المشتركة والأجهزة وموارد التصميم والخبرات الفنية وفرص التسويق المشترك.
ويتضمن برنامج AI PC Acceleration Program حتى الآن أكثر من 100 بائع برامج وأكثر من 300 ميزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويشمل المشاركون الحاليون: Audacity وAdobe وBlackMagic وWebex وZoom.
التغيرات في سعر الصرف تدفع العملاء لتعجيل قرار الشراء
وحول تأثيرات سعر صرف الدولار على مبيعات الشركة محليًا، أوضح زكي أن تغير سعر الصرف أثر على المبيعات عالميًا.
فعدد كبير من الدول تعاني من عدم استقرار في سعر الصرف، لكن “رب ضارة نافعة”، فالعديد من الأسواق أصبح المستخدم فيها يخشى التغيرات المستقبلية في سعر الصرف، وبالتالي يعجل قرار الشراء لاسيما مع زيادة الحلول الخاصة بالتقسيط في مثل تلك الأسواق.
لكن ما كان له تأثير أكبر على حجم المبيعات هو محددات الاستيراد، فمعظم منتجات الشركة تعتمد على الاستيراد بشكل أساسي، ووضع محددات حكومية على عمليات الاستيراد كان له تأثير أكبر من التغير في سعر الصرف.
أشار زكي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أهم عناصر استراتيجية “إنتل” خلال الفترة الحالية، وهو عنصر من العناصر الخمسة الخاصة باستراتيجيتها العالمية.
وتركز الشركة على فكرة محددة وهي “الذكاء الاصطناعي في كل مكان” بداية من تطوير الأنظمة المختلفة للـAI على الحوسبة السحابية إلى وحتى تطوير هذه التكنولوجيات باستخدام الحاسبات، والأدوات المختلفة التي ستوفرها إنتل لجميع المطورين لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا: إنتل تستثمر 33 مليار دولار لإقامة مصنعي رقائق في ألمانيا
وأهم النقاط التي تعتمد عليها استراتيجة الشركة للذكاء الاصطناعي، هي حوكمة وديمقراطية الذكاء الإصطناعي باعتباره تكنولوجيا عالمية لا يمكن أن تكون حكراً على أحد، وإنما يجب أن تكون متاحة للجميع.
وحول معدل نمو الشركة، قال إن الشركات العالمية بصفة عامة واجهت تراجعات في النتائج وحققت معدلات سلبية متأثرة بالعوامل الاقتصادية العالمية، لكن بداية من الربع الأول من 2024 من المتوقع أن تعود الشركات لتحقيق نسب نمو مدفوعة بالاستقرار النسبي في سلاسل الإمداد وفي العرض والطلب، ومع ذلك ستظل معدلات النمو بطيئة قد لا تتخطى 1% على الأرجح خلال الربع الأول من 2024.
قال زكي، إنه لا يمكن القول إن ثمة أزمة في الرقائق بصفة عامة، لكن يمكن ملاحظة أن هناك نقصًا في بعض المنتجات الخاصة بالرقائق المستخدمة في السيارات، بينما لم تعد هناك أزمة في مجال الحاسبات والهواتف على سبيل المثال.
وتابع: “مع بداية ظهور الرقائق المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أعتقد سيكون هناك ارتفاع في الإقبال على تلك المعالجات، والتي ربما ستشهد طلبًا أعلى من قدرة المصنعين على الوفاء بالطلب، ولهذا بدأت إنتل منذ عامين في إنتاج تلك الرقائق مع تنويع مصادر الإنتاج”.
وحول ما إذا كانت هناك نية في المستقبل لإنشاء مصنع للشركة في إفريقيا وتحديداً مصر، كشف أن الخطة الحالية الخاصة بخمس سنوات لـ”إنتل” ستركز على التواجد في ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا وبولندا، وماليزيا مع زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانعها القائمة في هولندا وإيرلندا، وحتى الآن لم يتم مناقشة إنشاء مصانع للشركة في القارة الإفريقية.