«الدجوى»: 6 مليارات جنيه مبيعات متوقعة للقطاع بنهاية 2023
شهدت أسعار مستحضرات التجميل ارتفاعا تخطى ضعفى ما وصلت إليه خلال العام الماضى متأثرة بصعود سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وزيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة فضلا عن ارتفاع أسعار الخامات وندرة تواجدها فى السوق المحلى وحملات المقاطعة التى انطلقت فى أعقاب اندلاع الأحداث فى غزة.
وفى جولة لـ«البورصة» بشارع الموسكى أحد أشهر أماكن بيع مستحضرات التجميل المحلية والمستوردة فى محافظة القاهرة، أجمع التجار على ارتفاع أسعار العطور وأدوات التجميل «الميك أب» وباقى المستحضرات الأخرى بشكل جنونى، ما أدى إلى تراجع نسب الإقبال حوالى 70 % خلال العام الجارى .
أضاف التجار لـ «البورصة»، أن حملات مقاطعة بعض الشركات العالمية الداعمة لإسرائيل وخصوصًا المنتجات الأمريكية والفرنسية أثرت على المبيعات بالتراجع بنحو 20%.
وقال محمد مجدى صاحب محل أدوات «ميك أب»، إن الأسعار ارتفعت بأكثر من ضعفى قيمتها بالعام الماضى نتيجة التغيرات السعرية التى تطرأ على سعر صرف الدولار أمام الجنيه بالسوق الموازية، والصعود الجنونى لأسعار الخامات المستوردة وندرة تواجدها فى السوق.
أضاف أن جشع وطمع التجار فى تخزين كميات كبيرة من السلع المستوردة لتقليل المعروض أحد أكثر العوامل التى أدت لارتفاع الأسعار.
«مصطفى»: المنتجات المقلدة تزيح البرندات مع ارتفاع الأسعار وحملات المقاطعة
أشار إلى أن بعض شركات مستحضرات التجميل المصرية قامت برفع أسعار منتجاتها دون أسباب واضحة لثلاث مرات خلال العام الجارى لكى تستغل المواطن بعد ضعف عملية الاستيراد، ورفع الشركات المستوردة للأسعار منتجاتها نتيجة زيادة سعر الدولار.
قال عزت رجب صاحب محل عطور، إن شركات العطور رفعت أسعار المنتجات أكثر من مرتين خلال العام الجارى، موضحا: « العبوة التى كانت تباع بـ 30 جنيهاً ارتفعت إلى نحو 85 و90 جنيهاً».
أضاف أن المواطنين يقبلون أكثر على شراء المنتجات المستوردة التى تتميز بجودة عالية يفتقدها المنتج المحلى، مشيرا إلى أن 85 % من المنتجات فى السوق منتجات مستوردة.
وأوضح أن المبيعات تراجعت بنسبة وصلت إلى 70 % مقارنة بالعام الماضى لأن ما يهم المواطن فى الوقت الحالى هو توفير الاحتياجات الأساسية من السلع فقط نظرا لغلاء المعيشة والحالة الاقتصادية التى تشهدها البلاد.
قال حميدو مصطفى صاحب محل أدوات «ميك أب»، إن أغلب المواطنين باتت تتجه نحو المنتجات المحلية و «الهاى كوبى» التى يتم استيرادها من تركيا والهند والإمارات والصين وعدد من الدول الأخرى بعد ارتفاع أسعار البرندات وحملات مقاطعة منتجات بعض الشركات العالمية.
وقال محمود الدجوى رئيس شعبة الكوافير ومستحضرات التجميل بغرفة القاهرة التجارية، إنه تمت زيادة الرسوم الجمركية على مستلزمات إنتاج مستحضرات التجميل المستوردة بنسبة تخطت 50 % باعتبارها «سلعة استفزازية» وهو ما أثر بدوره على ارتفاع أسعار المنتجات للضعف مقارنة بالعام الماضى.
«مجدى»: أسعار المستحضرات المستوردة تضاعفت مقارنة بالعام الماضى
أضاف لـ «البورصة»، أن مصر تستورد حوالى 70 % من مستحضرات التجميل بما فيها منتجات تامة الصنع ومواد خام للتصنيع، ومن أبرز الدول المصدرة الإمارات وإيطاليا والصين والهند وفرنسا وألمانيا.
وسجلت واردات مصر من مستحضرات العطور والتجميل خلال أول 7 أشهر من العام الماضى نحو 88 مليونا و361 ألف دولار مقابل 75 مليونا و623 ألف دولار خلال نفس الفترة فى 2021، بارتفاع يقدر ب 12 مليونا و738 ألف دولار، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
أوضح الدجوى أن صعوبة استيراد مستلزمات الإنتاج وندرة تواجدها فى السوق المصرى بالإضافة إلى عدم توفير سيولة دولارية للمستوردين وكفاءة التصنيع المحلى غير المرضية أهم المعوقات التى تواجه القطاع فى مصر.
وتوقع تراجع مبيعات قطاع مستحضرات التجميل وتسجيله نحو 6 مليارات جنيه بنهاية 2023 نتيجة الركود وضعف حركة الشراء، وما زاد الأمر سوءا هو تراجع مبيعات بعض الشركات العالمية بعد حملات المقاطعة.
ولفت إلى دخول عدد من الشركات العالمية لتصنيع منتجاتها فى السوق المصرى، ومن بين هذه الشركات شركة «لوريال» الفرنسية، و«شى» الأمريكية و«فرست» الإيطالية، مشيرا إلى تراجع نسب الاستثمارات فى القطاع لعدم توافر مستلزمات الإنتاج.