المؤسسة تولى قطاع الهيدروجين الأخضر فى مصر أهمية كبرى
وأضافت «شهدى»، فى مقابلة لـ«البورصة»، أن السوق المصرى من أبرز الأسواق التى تركز عليها المؤسسة؛ نظراً إلى الفرص الواعدة؛ حيث استثمرت فى نحو 50 شركة حالياً، ووفرت أكثر من 32 ألف وظيفة.
وذكرت أن التركيز فى مصر على مشروعات الطاقة الجديدة وعلى الشركات التى لديها فرص تصديرية كبيرة لتوفير سيولة صعبة فى البلاد فى ظل التحديات الاقتصادية التى تواجهها مصر.
ووفقاً لـ«مدير المؤسسة»، فإنَّ الشركات التى تصدر خاصة إلى الدول الأفريقية لها أفضلية فى الاستثمار، خاصة أن دول تلك القارة فى حاجة ماسة إلى توفير العديد من السلع والمنتجات.
أضافت أن الشركات التى تعمل على خلق بدائل للسلع التى يتم استيرادها أو المواد الخام التى تدخل فى عملية الإنتاج أيضاً لها أولوية خاصة مع ارتفاع فاتورة الاستيراد لمصر.
وأكدت أن مصر سوق واعد ولديها من المرونة التى تمنحها القوة لعبور التحديات الاقتصادية الحالية، والظروف غير المواتية، وأن قطاعات الصحة والأدوية، والزراعة والتجارة تتمتع بفرص قوية.
«شهدى»: نركز على الاستثمار فى الشركات التى تسعى للتصدير خاصة لأفريقيا
وتعانى مصر أزمة فى شح العملة الأجنبية بالتزامن مع ارتفاع قياسى فى مستويات الفائدة، والتضخم فى البلاد.
وأكدت أن التحديات تؤثر بلا شك على الأسواق التى تركز عليها المؤسسة، ولكنها تسعى بصورة مستمرة لتفادى التأخير فى ضخ الاستثمارات، خاصة أن تحديات المناخ لا حصر ولا نهاية لها.
وكشفت أن مصر هى أكثر سوق أفريقى تستثمر به المؤسسة، خاصة أنها تغطى القارة بأكملها، وأشارت إلى أن مكتب مصر يغطى دول شمال أفريقيا.
وكشفت أن المؤسسة دائماً ما تدرس فرصاً استثمارية جديدة فى مصر فى قطاعات مختلفة يتصدر القائمة قطاع المناخ، من ناحية التأقلم مع تحديات المناخ الحالية، والأخرى التى تعمل على تفادى حدوث المزيد من المشكلات المناخية.
وترى أن قطاع الهيدروجين الأخضر فى مصر يشهد استثمارات متطورة واهتماماً كبيراً، مشيرة إلى أن المؤسسة توليه أهمية كبيرة وتدرس عدة مشروعات فى هذا الاتجاه بعد دخولها فى اتفاقية فرتيجلوب وسكاتك النرويجية لتدشين مصنع للهيدروجين الأخضر فى مصر.
وأشارت إلى أن أبرز استثمارات المؤسسة خلال 2022، تدعيم القاعدة الرأسمالية لبنك القاهرة بقيمة 50 مليون دولار، وتمويل شركة كازيون للتجزئة بهدف دفعها للتصدير إلى المغرب وتمويل توسعاتها هناك، بالإضافة إلى الشراكة مع ماتيتو لإطلاق منصة استثمار AWID لتوفير حلول تحلية المياه فى مصر وأفريقيا.
وتقوم المنصة الجديدة AWID بتمويل محطات معالجة المياه ومياه الصرف، كذلك تعمل المنصة على تطوير وإنشاء مرافق ذات مواصفات عالمية بهدف زيادة الوصول إلى مياه آمنة ومستدامة، كما تركز بشكل خاص على البلدان الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى لمواجهة التحديات المناخية بات ضرورة
وأوضحت مدير المؤسسة، أن سبب اختيار مصر لتدشين المنصة الاستثمارية يرجع إلى كونها أحد أهم الأسواق الواعدة للاستثمار فى هذا القطاع، مشيرة إلى أن مصر شهدت خلال العقد الماضى تطوراً ملحوظاً فى تحديث البنية التحتية المائية ووضعت نصب أعينها الأمن المائى كإحدى أهم الأولويات.
وتوقعت أن تتسع الفجوة بين العرض والطلب على المياه؛ بسبب عدة عوامل وقد تم التعامل مع هذا بشكل متطور وتقدمى عن طريق إعادة تدوير واستخدام مياه الصرف الزراعى والمياه الجوفية وتحلية المياه بالمناطق الساحلية.
ورجحت أن يقود التغير المناخى تناقص معدل وفرة المياه، وزيادة ندرة مصادر المياه مما سيؤدى إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بنقص المياه، كما أن جودة المياه أيضاً تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات؛ حيث يتم التخلص من معظم مياه الصرف دون معالجة هذه الفجوة الملموسة فى تخزين وتوريد المياه وتوفير وتوصيل المياه وتوفير مرافق صحية نظيفة يدعو إلى حتمية وجود بنية تحتية كُفء لإدارة المياه بشكل فعّال.
وأكدت أن الاستثمارات السنوية فى قطاع البنية التحتية فى أفريقيا تتراوح بين 10 و15 مليار دولار، بينما يحتاج إلى 30 مليار دولار سنوياً خاصة مع ندرة المياه.
أوضحت أن منصة ماتيتو تسعى لتقليص تلك الفجوة، ولكن التحديات العالمية لا شك لها تأثير كبير على الاستثمارات الموجهة للقارة.
وأشارت «شهدى» إلى أن BII تعهدت منذ العام الماضى بضخ استثمارات تصل إلى 30% من إجمالى استثماراتها فى التكيف مع التحديات والتغيرات المناخية فى أفريقيا وآسيا.
وتابعت أن المؤسسة ضخت نحو 700 مليون دولار لتمويل التحديات المناخية فى أفريقيا وآسيا خلال 2022، لتسجل نسبة بلغت 46% من إجمالى استثماراتها التى وصلت إلى 1.5 مليار دولار فى 2022.
ووفقاً للموقع الإلكترونى للمؤسسة تتوزع استثمارات BII بنحو 57% فى قارة إفريقيا، و37% فى آسيا، فيما تؤول الـ6% المتبقية حول العالم.
وتابعت رئيس مكتب مصر ومدير عام التغطية لشمال أفريقيا أن المؤسسة تسعى جاهدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى على وجه الخصوص فى التغلب على تحديات المناخ، وكيفية استخدامه وتطويره فى التغلب فى تحديات المناخ.
وذكرت أن المؤسسة باتت تدير استثمارات فى قارة أفريقيا حالياً تتجاوز 4.6 مليار دولار، بخلاف إجمالى أصول مدارة تتجاوز نحو 8.23 مليار دولار بنهاية 2022.
وأشارت إلى أن سياسة المؤسسة لا تمنعها من الاستثمار فى الشركات الناشئة، ولكنها تفضل خيار توجيه الاستثمار فى تلك الشركات عبر صناديق رأسمال المخاطر، خاصة أن تلك الصناديق على دراية كاملة بطبيعة كل شركة، واحتياجاتها الاستثمارية والتعامل بشكل مباشر.