خطة لنشر 10 آلاف محتوى علمى على المنصة خلال العام المقبل
تستهدف منصة “أخضر” الناشئة لتكنولوجيا التعليم، الوصول إلى 10 ملايين مستخدم حول الوطن العربى، خلال الثلاث سنوات المقبلة، ووصل إجمالى عدد المستخدمين حتى الآن إلى 1.3 مليون مستخدم.
وكشف محمد أسامة، الرئيس التنفيذى والشريك المؤسس لـ”أخضر” فى مقابلة مع «البورصة»، أن المنصة تسعى إلى نشر محتواها التعليمى للجمهور السعودي مع بداية العام الجديد 2024، وبدأت إجراءات التوسع بعد حصولها على مبلغ تمويلى من 6 أرقام بالدولار الأمريكى من استوديو المشاريع السعودى Vms.
وأضاف أن “أخضر” تخطط إلى تحقيق نمو فى المحتوى الثقافى المعروض على المنصة إلى نحو 10 آلاف مادة تعليمية بحلول العام المقبل ، عن طريق التوسع فى المنطقة العربية، وتمكين المحررين المستقلين من نشر المحتوى الخاص بهم على المنصة، مقابل حصولهم على ربح من عائد استخدام المحتوى.
وقال إن المنصة توفر عبر نموذج العمل هذا فرصة لصناع المحتوى، الذين يواجهون صعوبة فى انتشار محتواهم بين قاعدة كبيرة من الجماهير، أو تحقيق ربح من هذا المحتوى، وفى نفس الوقت يساعد المنصة على نشر محتوى متنوع بمعدلات أسرع، مع الحفاظ على رؤية المنصة بأن يكون المحتوى مختصرا ومفيدا.
وذكر أن الشركة تعمل على تطوير نموذج العمل الخاص بها من عدة جوانب، ويعتمد النموذج الحالى على تقديم جزء من خدمات المنصة والمكتبة التعليمية بشكل مجانى للعملاء.
وتابع أنه يمكن للعملاء الاشتراك شهريا أو سنويا فى التطبيق ليتمتعوا بجميع الخدمات المتاحة والمكتبة الرقمية كاملة، مؤكدا أنهم يحاولون ألا تتعدى قيمة الاشتراك السنوى فى المنصة سعر كتابين ورقيين، لتشجيع العملاء على الاشتراك، بالإضافة إلى إتاحة أسبوع تجريبى مجاني لخصائص التطبيق قبل الدفع السنوى.
أسامة: الاستعداد لجولة تمويلية جديدة بنهاية 2024
وأضاف أن الجزء الآخر من تطوير نموذج الربح يتضمن إضافة نموذج إعلانات للتطبيق، وتدرس فى الوقت الحالى الفرص المتاحة فى السوق، بحثا عن المؤسسات التى تقدم محتوي مرتبط بالتعليم والثقافة، والمهتمة بتوصيل خدماتهم إلى نفس الفئة التى تستهدفها “أخضر”، لتوفر لهم منصة إعلانية تشمل محتوى بصرى وسمعى لجذب شريحة واسعة من المتلقيين.
وقال إن المنصة تخطط للقيام بجولة تمويلية جديدة مع نهاية عام 2024، بعد أن حصلت على جولة تمويلية فى نوفمبر الجارى، لمساعدتها على التوسع فى السعودية، بالإضافة إلى تطوير نماذج العمل الخاصة بالإعلانات والمحررين المستقلين.
وحصدت “أخضر” قبلها مبلغ من 6 أرقام بالدولار فى جولة تمويلية تمهيدية عام 2020، من ed ventures التابعة لنهضة مصر، واستفادت من المبلغ التمويلى فى تأسيس المنصة وتطوير البناء الرقمى لها، لنشرها بصورة مجهزة للعملاء، بعد أن كانت تعمل تحت النموذج التجريبى.
وأشار إلى أن التوسع فى السعودية كان خطوة بديهية، بعد أن أثبتت الشركة وجودها فى مصر لعدة سنوات، إذ أن العدد الأكبر للجمهور المهتم بهذا النوع من الخدمات يتركز فى مصر والسعودية بالنسبة لدول الوطن العربى.
وأكد أن المنصة لديها مجموعة من الأفكار والطرق، لتقديم محتوى مناسب للجمهور السعودى، وتخصيص التجربة حسب دولة المستخدم، ليشعر المتلقى أن المحتوى يلائم اهتماماته ويتماشى مع خلفيته الجغرافية والثقافية.
وأوضح أن الخيار الأمثل بعد السعودية سيكون الإمارات، ولكن ستكون خطة على المدى البعيدة لتشمل عدة دول فى الوطن العربى، وليس دولة واحدة.
وذكر أن “أخضر” تمتلك عدة شراكات مع مؤسسات مختلفة، فلديها شراكات مع منصات الدفع الإلكترونى لتسهيل الاشتراك، بالإضافة إلى شراكات استراتيجية مع مؤسسات تعليمية مثل “الأضواء” للكتب الدراسية فى مصر، وشراكات أخرى فى السعودية، وتقوم الشراكات على مساعدة الشركاء على الوصول إلى عدد أكبر من الناس من خلال تبسيط المحتوى بشكل قصصى.
وأشار إلى أن اهتمامهم حاليا موجه نحو إقامة شراكات مع مختلف المؤسسات، لتقديم محتوى تدريبى للموظفين، يساعدهم فى تطوير مسارهم المهنى، مثل عرض ملخصات لكتب القيادة والإدارة، كما تستهدف عقد شراكات مع الجامعات لإعداد الطلبة لسوق العمل، وتطوير مهارات مثل التواصل الاجتماعى، وغيرها، بالإضافة إلى حرصهم على التواجد فى معارض الكتاب بشكل عام.
وتابع أن خلال العام السابق استطاعت أخضر تحقيق أرقام قوية من جهة الاشتراكات فى المنصة، وتقبل الناس للمحتوى حول الوطن العربى، حيث لاقت زخما كبيرا، واستطاعت تحقيق عوائد مالية قوية لم يتم الإعلان عنها بعد، ولكنها مكنتها من بدء العام الحالى بإماكانات توسع كبيرة وجولة استثمارية ناجحة.
وتابع أن المنصة تسير بمعدلات نمو قوية، إذ حقق التطبيق الإلكترونى أول نشره منذ عامين ونصف 50 ألف تنزيل، والآن وصل إلى أكثر من 2 مليون تنزيل، ويرى أن هذا معدل نمو مرتفع بالنسبة للمحتوى التعليمى، إذ عادة لا يلاقى نفس المعدلات الهائلة للمحتوى الترفيهى، ومازالت ” أخضر” تحرص على تطوير قناة “يوتيوب” من خلال مشاركة جزء من محتوى المنصة على القناة، على سبيل المثال نحو 4 كتب يتم وضعها على “يوتيوب” بشكل شهرى.
وقال أسامة إن سوق الكتب التعليمية فى الوطن العربي مازال فى بدايته، ومازالت معالمه غير واضحة، ولكن من ناحية الطلب فهناك احتياج عال من الناس لهذا النوع من المحتوى، ورغبة الناس فى التعلم دون امتلاكهم الوقت الكافى، فهذا الاحتياج يتمثل فى طلب بأعداد كبيرة جدا لشرائح مختلفة من المستمعين، والسوق حتى الآن لا يكفى احتياجات العملاء.
إضافة الإعلانات ومحتوى المحررين المستقلين في الفترة المقبلة
وأضاف أن السوق واعدة نظرًا للطلب المرتفع مقابل قلة الخدمات المعروضة، فالسوق فى المرحلة القادمة سيشهد تطورا كبيرا من خلال عدد أكثر من المنافسين، مما يساعده على التطور من خلال المنافسة الصحية، والسعى لتقديم خدمات ثقافية وتعليمية لأكبر عدد ممكن من الناس.
وحسب التقرير الذى تم نشره فى مارس 2023، بواسطة وكالة”جراند فيو ريسرش” للاستشارات وأبحاث السوق، فإن حجم سوق الكتب الصوتية العالمى قدر بنحو 5.3 مليار دولار خلال عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو من 2023 إلى 2030 بنسبة نمو نحو 26.3% سنويا، على أن يصل إلى نحو 35.04 مليار دولار بحلول 2030.
وأوضح الشريك المؤسس لـ”أخضر”، أن الشركة تتبع سياسات محددة للتميز بين المنافسين، وتحقق قيمة مضافة فى السوق، وذلك بإقامة المنصة على محورين أساسين؛ الأول يتضمن تقديم محتوى قصير المدة، بحيث لا يحتاح المستمع إلى تخصيص وقت محدد من يومه للاستفادة من الكتاب، فتعمل على اختصار المحتوى العلمى فى دقائق معدودة.
وتابع أن المحورالثانى يتمثل فى تقديم المحتوى بشكل قصصى، وليس فقط من خلال تقديم حقائق ومعلومات محددة، وإنما بمحاولة اختصار المحتوى فى شكل حكاية، كى يستوعبه أى شخص بسهولة وسرعة، بغض النظر عن مستوى استيعاب الشخص أو تركيزه خلال فترة الاستماع.
وأضاف أن الشركة تعمل على تطوير المنصة من عدة جهات، عبر إثراء نوع المحتوى ليشمل المحتوى الثقافى والتعليمى بشكل عام وتقديم برامج تعليمية صوتية، كما تسعى لاتسخدام تقنيات الذكاء الصناعى فى الفريق التقنى وفريق المحتوى، لتشكل جزءا أساسيا من المنتج المقدم وليس فقط أداة ثانوية.
وقال إن نحو 90% إلى 95%، من عملية الإشراف على محتوى المحررين المستقلين الذى سيضاف إلى المنصة، ستكون قائمة على الحل التقنى، وفقا لمعايير المنصة، وبعد تجاوز تلك المرحلة يمكن أن يمر على العنصر البشرى، مثل خوارزميات “يوتيوب” التى تراجع الفيديوهات قبل نشرها، ولا يتم اللجوء للعنصر البشرى إلا فى حالات معينة، أو عند حدوث خطأ ما.
ويقوم نموذج الإعداد الحالى على مرور المحتوى بعدة مراحل قبل النشر، تبدء بوضع فريق المخلصات بالشركة خطة للكتب التى سيتم عرضها، وتقييمها من حيث نوعها، وتحديد عدد الكتب التى تريد إعدادها، بالإضافة إلى تحديد الكتب القيمة التى يمكن أن يكون لها قيمة مضافة بين المكتبة الرقمية للمنصة.
وتابع أن الخطة تمر بعدها على فريق التحرير للموافقة عليها، ثم يتم تسليمها لفريق إعداد المحتوى، ليبدأ عملية التنفيذ بناء على قواعد تم وضعها بعناية، حتى تكون الملخصات ثرية ومتوافقة مع قيم “أخضر”، ومع الإشارة إلى المراجع، وبعدها تتم خطوة المراجعة الفنية لتحديد أى أخطاء، ثم المراجعة اللغوية والصياغة، لتصل إلى خطوة التسجيل، وأخيرا النشر وفقا للخطة الزمنية المعدة للنشر.
وذكر الرئيس التنفيذى أنه فى ظل التحديات الاقتصادية الحالية، وصعوبة الحصول على تمويل للشركات الناشئة إلا أن المنصة نجحت فى إغلاق جولات استثمارية ناجحة لعدة عوامل، أولها أنها منذ البداية استطاعت تحقيق عوائد مالية ودخل ثابت، ساعدهم على جذب المستثمرين، بالإضافة إلى تبنيهم سياسة محافظة تتجنب الإسراف في عملياتهم، على عكس النهج المتبع فى بعض الشركات الناشئة، والتى تعتمد على استهلاك كبير للأموال فى مدة زمنية قصيرة، مما ساعدهم على كسب ثقة المستثمرين.
وأضاف أن إنتاجهم لمحتوى ثقافى ذو قيمة مرتفعة للمتلقين، ساعدهم على الانتشار من خلال التسويق الشفوى، وتبادل الناس لمحتوى المنصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، فلم تحتاج إلى تخصيص مبلغ كبير من ميزانيتها فى التسويق، وتعتمد بشكل أساسى على تسويق بالمحتوى من خلال نشر فيديو قصير على اليوتيوب، ولذلك تمتلك المنصة القدرة على كسب عدد كبير من العملاء جدد مهما كانت الفترة الاقتصادية صعبة، مما يترجم إلى دخل مالى مستمر.
وأشار إلى أن قرار وقف استخدام بطاقات الخصم المباشر للعملاء بالعملة الأجنبية، أثر على عمليات الاشتراك فى التطبيق الإلكترونى، إذ أن جزءا من المدفوعات كان يتم من متجر “أبل” و”جوجل”، والذى أدى إلى خسارة بعض المشتركيين، الذين يدفعون بتلك الوسيلة، ولكنهم تدراكوا الموقف وأتاحوا فرص جديدة للدفع.
وبدأت أخضر فى عام 2016، بمؤسسها محمد أسامة، حيث أقام قناة على منصة اليوتيوب، لتقديم شرح ومخلصات للكتب للقاعدة الجماهيربة المهتمة بالكتب ولاتملك وقتا كافيا للقراءة، وكانت تعمل بمعدل نشر كتاب فى الأسبوع، ولم يتوقع المؤسس هذا الإقبال الضخم على القناة إلا أنه خلال شهر ونصف من تأسيسها، لاقت المنصة زخما واسعا واهتماما من الجهات الإعلامية.
وتوجه تفكير أسامة فى 2018، نحو تحويل “أخضر” من منصة قائمة على شخص واحد، إلى شركة ناشئة معتمدة على فريق عمل كامل تستطيع أن يقدم محتوى ثرى لشريحة واسعة من العملاء، بعد قضاء وقت فى منحة تدريبية فى ألمانيا أدرك فيها أهمية الشركات الناشئة، وبدأت بعدها رحلته للبحث عن الشركاء، وكان منهم من يعمل فى مجالات مختلفة، لتتأسس الشركة فعليا فى 2020.
وحققت المنصة من 2020 حتى الآن 2 مليون تنزيل للتطبيق حول الوطن العربى، ويستخدمها نحو 1.3 مليون عميل، إذ يعرض عليها 2500 مادة عملية، وتخلق محتوى يستهدف الفئة العمرية من 25 إلى 35 سنة، وتتضمن 16 قسما فى المكتبة غير الروائية فى مجالات مثل التسويق والتربية والقيادة، وغيرها، كما يعمل بالشركة نحو 65 موظفا.