أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن توطين التنمية المستدامة والارتقاء بجودة حياة المواطن المصري أولوية للحكومة ، وأن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية متواصلة ولتحقيق المستهدف تم إطلاق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية وإعداد التقارير الطوعية المحلية، مشيرة إلى مبادرة “حياة كريمة” كقصة نجاح ونهج مبتكر للارتقاء بجودة حياة المواطنين، والحد من عدم المساواة بين المناطق الحضرية والريفية، والتي تتسق مع مبادرة حياة كريمة لأفريقيا.
وقالت في فعالية بعنوان ” مستقبل مبادرة حياة كريمة من أجل إفريقيا قادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ نحو أفريقيا التي نريدها في عام 2063″ ضمن فعاليات النسخة 28 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ CoP28 المنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر الجاري، أن مؤتمرات الأطراف الماضية والحالية، تركز بالأساس دفع العمل المناخي، حيث نعمل على مناقشة وتبادل وجهات النظر حول مستقبل أفريقيا، وكيفية تنسيق الجهود وعقد الشراكات الفعالة للعمل على تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في الحصول على مستقبل أكثر إشراقًا، والتغلب على السلبيات التي تفرضها آثار التغير المناخي، مؤكدة أهمية الالتزام بمبدأ “عدم ترك أحد خلف الركب” مما يستلزم إيجاد حلول مبتكرة لتنفيذ التعهدات.
وأوضحت أن مواطني القارة الأفريقية ككل يعانون من الآثار السلبية الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ والتي تتجاوز بوضوح قدرتهم على التكيف، خاصة أولئك الذين يعيشون في القرى والمناطق الريفية والأكثر احتياجاً، حيث يعانون من عدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة والكهرباء وشبكات الصرف الصحي، موضحة أن تلك التحديات تتفاقم بسبب الآثار المباشرة لتغير المناخ بما يؤثر على مختلف مناحي الحياة.
واستعرضت السعيد النجاح الذي حققته مبادرة “حياة كريمة”، مشيرة إلى حصول قرية “نهطاي” بمحافظة الغربية على شهادة ترشيد كثاني قرية خضراء في مصر ضمن مشروع “حياة كريمة”، بعد قرية “فارس” بأسوان التي حصلت على شهادة “ترشيد” العام الماضي، لافتة إلى أن مبادرة “القرية الخضراء” تستهدف في مرحلتها الأولى إعادة تأهيل قرية واحدة في الـ20 محافظة ريفية التي تغطيها مبادرة “حياة كريمة”، لتتوافق مع أحدث المعايير البيئية العالمية للمجلس العالمي للأبنية الخضراء.
وأكدت أن المبادرة تعد بمثابة قصة نجاح حقيقية للشراكة مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص، حيث يتم تنفيذها بالتعاون مع شركة إي كونسلت والجمعية المصرية للمباني الخضراء، بما يتسق مع هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السابع عشر “عقد الشراكات لتحقيق الأهداف”.
وفي سياق متصل أوضحت السعيد أن “مبادرة حياة كريمة من أجل إفريقيا قادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ” تعد منصة شاملة تجمع مختلف الأدوات والمعارف في جميع أنحاء القارة لتحقيق هدف المبادرة الذي يتسق مع أجندة أفريقيا 2063 وهو “أفريقيا التي نريدها”، مشيرة إلى أن المبادرة تم إطلاقها ضمن فعاليات النسخة 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ CoP27 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والعديد من الدول الإفريقية والمنظمات الدولية وشركاء التنمية.
كما أفادت أنه من خلال العمل على المبادرة، تم تحديد مجموعة من المجالات ذات الأولوية التي ستكون بمثابة خطة عمل إرشادية والتي سوف يتم تنفيذها بالشركة مع البلدان الأفريقية وشركاء التنمية المعنيين.
وفي نهاية كلمتها أكدت السعيد أهمية التواصل والشراكة والعمل الدؤوب والتنسيق المستمر وبناء علاقات شراكة بين الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة المعنيين، حتى نتمكن من النهوض بقارتنا الأفريقية وتسريع مسارات التنمية.
شارك بالجلسة كل من السيدة أهونا إيزياكونوا، الأمين العام المساعد والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإفريقيا، الدكتورة هامندو دورسوما، مدير إدارة المناخ والنمو الأخضر بالبنك الأفريقي للتنمية، المهندسة سارة البطوطي، سفيرة الأمم المتحدة لتغير المناخ، وا يوسف بشاي، مدير الاستشارات وأسواق رأس المال بـ أفريكسم بنك، السيدة أماندا أرشيبونج، مدير شراكة بالمركز العالمي للتكيف، وأدار الجلسة لوك جناكادجا، مستشار شئون المناخ بصندوق الأمم المتحدة للمشروعات الإنتاجية.