شلبى: شاركنا فى قمة المناخ بعرض تجربتنا فى تطوير المجتمعات المستدامة
تسعى شركة تطوير مصر للتوسع فى شراكاتها التنموية لتطبيق مبادئ الاستدامة داخل مجتمعاتها المتكاملة خلال مشاركتها فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 فى دورته الحالية المنعقدة فى دبى حالياً.
كما عرضت الشركة خلال مشاركتها بعدة جلسات لقمة المناخ تجربتها فى تطوير المجتمعات المستدامة والذكية لتبادل الخبرات ومساندة جهود الدولة المصرية فى تحقيق التنمية ورؤية 2023.
قال الدكتور أحمد شلبى، الرئيس التنفيذى، والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر، إن شركة تطوير مصر شاركت فى قمة المناخ “COP28” للعام الثانى على التوالى، وكانت مشاركتها الأولى فى COP27 الذى انعقد العام الماضى بمدينة شرم الشيخ من خلال الشراكة مع UN Global Compact وهو “الميثاق العالمى للأمم المتحدة”.
وأضاف فى حوار لـ”البورصة”، أن هذه الشراكة بدأت عام 2022 وكانت نقلة نوعية لشركة تطوير مصر فى التحول نحو الاستدامة، منوهاً أن الشركة منذ تأسيسها عام 2014 حرصت على وضع هدف يسعى إلى تقديم مجتمعات مستدامة وذكية وسعيدة.
وتابع شلبى: “تمكنت الشركة من تحقيق هذا الهدف من خلال التعاون مع شركات عالمية كبيرة منها شنايدر إلكتريك والتى تعد أهم شريك فى هذا المجال لتطوير مصر حيث بدأ التعاون منذ 2017 لتطوير السوفت وير والهارد وير فى جميع المرافق والبنية التحتية والأنظمة الذكية، فضلاً عن تطوير مرحلة التصميمات والإنشاءات والإدارة والتشغيل على مبادئ علمية مستدامة”.
وأوضح أن قمة التغيرات المناخية تسهم فى وضع خطط الدول، فى إطار علمى يتوافق مع المعايير والأهداف الدولية واستراتيجية خفض الانبعاثات والحد من الآثار البيئية السلبية والعمل على التكيف مع التغير المناخى.
اتفاقية بين “تطوير مصر” و”شنايدر إلكتريك” لإدارة “إلمونت جلالة” لتحسين كفاءة التشغيل
وأشار إلى أنه على هامش cop28 وقعت تطوير مصر اتفاقية تعاون جديدة مع شركة شنايدر إلكتريك للاستفادة من أحدث الحلول والبرمجيات المبتكرة لمنصة “AVEVA” لإدارة مرافق وخدمات مشروع إلمونت الجلالة بما يسهم فى تحسين كفاءة التشغيل وتخفيض التكلفة.
وأوضح أنه وفقا للتعاون ستوفر منصة “AVEVA” حلول البرمجيات المبتكرة فى إدارة نظم ومرافق مشروع إلمونت الجلالة الواقع على ساحل البحر الأحمر، من خلال إمكانية المراقبة الآمنة لكافة عمليات المشروع باستخدام نموذج لإدارة الأصول والتحليل اللحظى للعمليات، والإنذارات، والأحداث والبيانات المخزنة وتحويلها لمصدر معلومات موحد مما يجعل تشغيل وصيانة النظام أكثر كفاءة ومرونة.
تابع: “وذلك بجانب الإدارة لاستهلاك الطاقة والمياه وأنظمة الرى، وتوفير نظام يمكن تطويره لربط وإدماج عدد أكبر من المرافق والعمليات، وتعزيز العمليات التشغيلية للموارد والتأكد من إتاحتها على مدار الساعة مثل المصاعد المائلة وحلول التنقل الأخرى”.
أسسنا وحدة للاستدامة للالتزام بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات
وقال شلبى، إن ذلك يأتى فى إطار رؤية شركة تطوير مصر لإنشاء مشروعات عمرانية مستدامة من خلال الاستعانة بأحدث الحلول التكنولوجية التى تقدمها كبرى الشركات العالمية فى تصميم وتنفيذ وإدارة محفظة مشروعات الشركة المتنوعة، وذلك بهدف الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وتحسين جودة الحياة للعملاء وتخفيض تكلفة المعيشة.
ولفت إلى أن الشركة تعاقدت عام 2019 مع “شنايدر إلكتريك” لاستخدام منصة EcoStruxure فى عمليات تخطيط وتطوير البنية التحتية الذكية لمشروعات تطوير مصر، فضلاً عن استخدام منصة iTWO من Software RIB، لتوفير حلول البناء وإدارة المشاريع الذكية فى القطاع العقارى، ودمج التقنيات الرقمية المتطورة بمشروعاتها الحالية.
وأشار إلى وجود شراكات أخرى لشركة تطوير مصر فى هذا المجال مع العديد من كبرى الشركات منها السويدى إلكتريك وIBM وشركة Hunter لتطوير شبكات الرى داخل مشروعات تطوير مصر.
وأوضح شلبى، أن ذلك تم وفقاً لأهداف تقنية تساهم فى تطوير مجتمعات مستدامة وأهداف تجارية حيث يتم من خلال تطبيق تلك الأنظمة والمعايير تخفيض 50% فى استهلاك المياه والطاقة وهو ما يساهم فى توفير ما يتراوح بين 30 و40% فى فاتورة الصيانه للعملاء.
وأضاف أن ذلك يعد هدف تجارى هام يحقق استفادة كبيرة للعملاء بطريقة مباشرة ولكن كان لابد من وضعه ضمن النموذج المعيارى الدولى international standard model الذى من خلاله يمكن رصد وتقليل الانبعاثات الكربونية داخل مشروعات ومقرات الشركة، منوهاً أن الشركة تقوم بإعداد تقرير البصمة الكربونية لها منذ عام 2021، وتسعى لتحقيق أهداف إيجابية خلال الأعوام القادمة وحتى عام 2030 ثم 2050.
وقال إن الشركة أسست وحدة للاستدامة تتكون من عدة إدارات للعمل على تحقيق أهداف ومعايير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات “ESG”.
ولفت إلى أن الشركة تعمل على مراعاة جميع الأبعاد الخاصة بالـESG، وتعمل على إعداد تقارير استدامة تتناسب مع الأوضاع الحالية لقياس ومتابعة ورصد النجاحات التى يتم تحقيقها فى مجال الاستدامة لأنها أصبحت أسلوب حياة وليس رفاهية.
اقرأ أيضا: استراتيجية «تطوير مصر» تراعى الدور المجتمعى وتطبيق مبادئ الاستدامة
وتابع شلبى: “حيث أصبحت مصر ضمن اتفاقية عالمية تنص على أنه بحلول 2030 لا تتمكن أى شركة غير ملتزمة بمبادئ الاستدامة ولا تصدر تقارير استدامة ESG من الحصول على تمويل حتى وإن حصلت يكون التمويل ضعيف وبقيود معينة، كما أن الموضوع له أبعاد وأهداف كبيرة وهو السبب الحقيقى والرئيسى للمشاركة فى COP28 والشراكة مع UN Global Compact”.
وأشار إلى انضمام “تطوير مصر” إلى تحالف قادة الأعمال بأفريقيا ABLC، وتعد الشركة آخر عضو انضم إلى هذا التحالف الذى يضم ما يقرب من 60 شركة من القطاع الخاص على مستوى أفريقيا، والذى يتم من خلاله التنسيق فى عمليات التحول المستدام.
وأوضح أن “تطوير مصر” شاركت خلال cop28 فى جلسة تحالف قادة الأعمال فى أفريقيا وعرضت تجربتها وما تقوم به فى مشروعاتها ودورها مع تحالف قادة الأعمال فى إفريقيا وآليات التعاون مع UN Global Compact، وكيفية دعم المبادرات التى تساهم فى عملية التحول نحو الاستدامة فى قارة إفريقيا ومجتمع الأعمال بالقارة، وذلك بحضور Sanda Ojiambo مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذى للميثاق العالمى للأمم المتحدة والدكتور محمود محيى الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة وحضور قيادات مهمة من مجتمع الأعمال بأفريقيا.
وأوضح شلبى أنه من الأحداث الهامة فى COP 28 بالنسبة لتطوير مصر الإعلان عن مبادرة “BEST” التى أطلقتها UN Global Compact وهى المبادرة الأولى من نوعها فى مصر حيث ستضع أسس وملامح واضحة لعملية التحول نحو الاستدامة، وتعمل على مساعدة شركات القطاع العقارى والتشييد والبناء للتحول نحو المدن المستدامة على أن تكون مشروعاتهم بشكل كامل أو جزء منهم مستدامة ومعتمدة.
اقرأ أيضا: “تطوير مصر” تخصص 250 مليون دولار لحلول الاستدامة بمشروعاتها العقارية
وأشار الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر أنه تم اختياره عضو مجلس استشارى لهذه المبادرة، كما أن منظمة LEED International تشارك فى المجلس الاستشارى.
وتابع: “وتساهم تلك المبادرة فى نشر التوعية وعقد ورش عمل ليكون هناك القدرة على تنفيذ نموذج خاص فى مصر لتطبيق مبادئ الاستدامة، ونقل الخبرات فى هذا المجال لجميع شركات التطوير العقارى والعاملين فى هذه الصناعة لتكامل وتكاتف الجهود”.
وأضاف أنه تم توقيع شراكة جديدة مع UN Global Compact على هامش COP28 لتطوير مسابقة تطوير مصر للابتكار التى يتم تنظيمها بشكل سنوى، وهى مسابقة سنوية توفر للشباب المصرى فرصة لطرح حلول وأفكار مبتكرة للتعامل مع التحديات المتنوعة التى يواجهها القطاع العقارى.
وأشار إلى أن تطوير مصر تحرص طوال فترة المسابقة على دعم وتمكين المتقدمين من خلال عدد من التدريبات وورش العمل التى تساعدهم على تطوير حلولهم من الجوانب التقنية والتجارية، ويعرض المتسابقون حلولهم فى الحفل الختامى على لجنة من الخبراء والمتخصصين ويتنافسون على جوائز تمكنهم من أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة، ويتركوا بصمتهم فى القطاع العقارى، ويتم تنظيم برنامج متكامل للفائزين.
وأوضح أنه بموجب الشراكة مع UN Global Compact فى هذه المسابقة سيتم تقديم منحة للشباب الفائزين للسفر إلى 3 جامعات بدولتى ألمانيا والدنمارك لتلقى المحاضرات وتبادل الخبرات وتنمية مهاراتهم فى هذا المجال، فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم لمقابلة رؤساء عدد من الشركات الكبرى التى تعمل فى مجالات مختلفة لعرض أفكارهم الفائزة وخطتهم المستقبلية للحصول على المزيد من الفرص والدعم لتطوير مشاريعهم.
وأوضح أنه بنهاية 2024 وبعد انتقال تطوير مصر للمبنى الجديد فى أركان بمدينة الشيخ زايد، ستتمكن الشركة من الإعلان عن تحقيق نتائج إيجابية جدا فيما يتعلق بخفض نسب الانبعاثات الكربونية بمقرات الشركة، حيث نتوقع أن تتعدى هذه النسب الأرقام المرصودة مسبقاً وهى 4.2% سنوياً.
شاهد: متى تحدث الطاقة الشمسية فارقا؟
وللشركة خطة طموحة تسعى من خلالها لخفض الانبعاثات الكربونية فى مشروعاتها بنسبة تصل إلى 42% خلال السنوات المقبلة، تماشياً مع خطة التنمية المستدامة 2030 وحرص الشركة على مساندة جهود الدولة فى مجابهة التغيرات المناخية.
وتتطلع الشركة للوصول إلى 0% انبعاثات بحلول عام 2050، من خلال التوسع فى الاعتماد على الحلول المستدامة والذكية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، بجانب الحصول على المزيد من شهادات الاستدامة للحد من خفض الانبعاثات.
الاعتماد على التمويل الأخضر والمستدام ضرورة ملحة للوصول للنتائج المرجو تحقيقها
وقال شلبى، إن الشركة تسعى بشكل أساسى للاعتماد على المنتجات عالية الجودة، وتعمل الشركة على تعظيم الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية وإعادة استخدامها؛ حيث إنه فى مشروع المونت جلالة يتم استغلال الصخور التى يتم تكسيرها لبناء المشروع فى الخرسانة واللاند سكيب وبناء الحوائط وغيرها.
وأشار إلى أهمية الاعتماد على التمويل الأخضر والمستدام خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود مفاوضات حالية مع عدد من المؤسسات والجهات التمويلية المحلية والدولية للحصول على تمويل أخضر ومستدام خلال الفترة المقبلة.
وقال شلبى، إنَّ المرحلة الحالية تتطلب من شركاء التنمية فى مقدمتهم مؤسسات الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى توفير التوعية اللازمة فى تطبيق مبادئ الاستدامة فى مختلف المجالات، وعلى القطاع الخاص الاستجابة السريعة لتطبيق تلك المعايير للوصول التنمية المرجوة، واستفادة جميع أطراف المجتمع وتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية.