البورصة تعمل على نظام التداول الجديد لبدء تشغيله نهاية 2024
نجح سوق المال فى اجتذاب أعداد هائلة من المستثمرين منذ بداية العام الحالى، حتى وصلت نسبة الزيادة فى عدد العمليات المنفذة على الأسهم وحدها نحو 64.3%، منذ نهاية العام الماضى إلى نوفمبر 2023، ولكن مع تلك الزيادة تم وضع البنية التحتية التكنولوجية لشركات تداول الأوراق المالية تحت الاختبار، وثارت التساؤلات عن قدرتها على مواكبة مطالب العملاء دون حدوث تأخر فى تنفيذ العمليات.
ووفقًا لبيانات البورصة، فإن أعداد المتعاملين الجدد حقق رقمًا قياسيًا حيث بلغ 175 ألف مستثمر في نهاية عام 2022، ليصل إجمالي أعداد المستثمرين المسجلين 526 ألف مستثمر بنهاية الفترة.
وظهرت مؤخرا بعض الشكاوى من المتعاملين فى البورصة بخصوص سرعة استجابة التطبيقات التكنولوجية لشركات السمسرة لعملياتهم، مما أثار بعض المخاوف بِشأن الاعتماد على هذه التطبيقات كبديل لشركات السمسرة التقليدية، خاصة فى أوقات الطلب المرتفع على عمليات الأسهم.
ومن ناحية أخرى، أكد رؤساء شركات السمسرة أنهم استطاعوا خلال العام الحالى تنفيذ عدد هائل من العمليات الناجحة، وأن الأعطال أو التأخيرات التى حدثت لم تتكرر لتخرج عن الإطار الطبيعى، وأن التعامل معها يتم عن طريق التحديث المستمر لأنظمتها.
وكشف مصدر فى البورصة المصرية، عن أن خطوط الربط الإلكترونية بين شركات التداول والبورصة المصرية لم تصل بعد إلى طاقتها الاستيعابية الكاملة، ويتم تحديثها بالاستمرار لاستيعاب أكبر عدد من المستثمرين، كما أن البورصة تعمل على نظام التداول الجديد، ليكون جاهزا للتشغيل قبل نهاية عام 2024.
وأضاف المصدر لجريدة “البورصة” أن التأخير فى استجابة عمليات شراء وبيع الأسهم أحيانا يكون بسبب عدم قيام شركات السمسرة بتحديث خادم الإنترنت الخاص بالشركة “server”، بسبب التكاليف المرتفعة اللازمة لتطويرها.
ثاندر: تقديم تعويضات مادية للعملاء المتضررين
وقال أحمد الشيخ، رئيس البورصة المصرية فى بيان سابق له، إن نظام التداول الحالي والذي بدأ العمل به منذ عام 2008، يحتاج إلى تطوير شامل، حرصا على توفير أفضل آليات وتقنيات نظام التداول بما يتناسب مع ظروف المنافسة الإقليمية، وأن الأولوية ستكون لتطوير نظام التداول الحالي، والعمل على تفعيل نظام الاقتراض بغرض البيع مع إجراء التعديلات اللازمة لتطويره، وأن البورصة تفاضل حاليا من بين اثنتين إلى ثلاثة شركات عالمية لتتولى تطوير النظام.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعى شكاوى المستثمرين فى سوق المال من شركات السمسرة التى تعمل بالتطبيقات التكنولوجية، مؤكدين تأخر عمليات البيع والشراء أكثر من مرة خلال عمليات التداول، والذى أثر على ربحية الأفراد، ووسط حالة الغضب والاستياء أعرب الكثير عن رغبتهم فى توقف التعامل مع تلك التطبيقات، واللجوء إلى شركات سمسرة تقليدية لتتولى إدارة محفظتهم الاستثمارية.
وقال أحمد حمودة، الرئيس التنفيذى لشركة “ثاندر لتداول الأوراق المالية”، إن شركته نجحت فى تنفيذ نحو 1.2 مليون عملية خلال الشهر الماضى فقط، ومع هذا العدد الهائل فى العمليات تعتمد الشركة على سياسة تطوير مستمرة لاستيعاب أعداد أكبر من العملاء، لتحقيق هدف الشركة من جعل الاستثمار فى البورصة متاحًا لكل الفئات.
وأضاف حمودة لـ«البورصة»، أنه قد تحدث تأخيرات فى تنفيذ العمليات داخل الإطار الطبيعى لأى منصة معتمدة على التكنولوجيا بشكل رئيسى، إلا أن “ثاندر” تتعامل مع الشكاوى من هذا النوع من خلال تقديم تعويضات مادية للعملاء المتضررين فى حال حدوث أى عطل، كما يتم إخطار الهيئة العامة للرقابة المالية.
وتابع أن الشركة منذ تأسيسها لديها أنظمة محكمة لحماية بيانات العملاء، والتصدى لأى هجمات على الأنظمة التشغيلية للتطبيق، وإن كانت أحد أهم المتطلبات لكونها شركة مرخصة من هيئة الرقابة المالية، بالإضافة إلى أن اجتذاب كوادر قوية في الأمن السيبراني لتولى تأمين عمليات الشركات.
وأكد أهمية زيادة الوعى بطرق الاستثمار فى سوق المال، ورغم زيادة أعداد المستثمرين خلال العام الماضى، إلا أن مصر تعد من أقل البلاد التى يدخل فيها مستثمرون جدد للبورصة، ومازالت هناك مساحة كبيرة للتطور والنمو.
مباشر: المتعاملون عبر مواقع التواصل الاجتماعى يميلون إلى لوم شركات السمسرة
ونظمت البورصة المصرية فى مايو الماضى جلسة تجريبية على نسخة جديدة من نظام التداول، وتضمنت التعديلات، تغيرات على حساب سعر الإقفال اللحظي، ليكون حساب سعر الإقفال اللحظي خلال جلسة التداول، قائما على شرط أن يكون الحد الأدنى لقيمة التنفيذات 300 ألف جنيه للسوق الرئيسي و 150 ألف جنيه لسوق الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو ما يعادلها من العملات الأجنبية خلال جلسة التداول، على أن يكون سعر الإقفال اللحظي هو المتوسط المتحرك لقيم العمليات المنفذة مرجحة بالكميات لآخر عملية.
وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن عمليات تطوير البنية التحتية التكنولوجية للشركة تتم بشكل مستمر، وأن الشركة لديها نظام أساسى وآخر احتياطى يتم اللجوء إليه، فى حال حدوث أى عطل فى النظام الأساسى.
وتابع أن تطبيقات شركات تداول الأوراق المالية تسير بشكل معقد، وتدخل عوامل مختلفة فى تلك الأنظمة من شبكة الإنترنت، وخطوط الربط، وغيرها، ولذلك من الوارد أن تحدث بعض الأعطال، التى لا تستطيع الشركة التحكم فيها، إلا أن المتعاملين من خلال مواقع التواصل الاجتماعى يميلون إلى لوم شركات السمسرة، وأنه لا يمكن للشركة أن توقف أنظمتها بناء على الشائعات المتداولة.
وشدد على أهمية أنظمة الأمن السيبرانى داخل الشركة، وحصولها على عدة شهادات لتطوير الأنظمة، وأنها لم تتعرض إلى أى هجمات أمنية أو خلافه.
وأضاف أن “مباشر” تقوم ببعض المبادرات لتثقيف وزيادة وعى المستثمرين الجدد فى البورصة بآليات الاستثمار، وتتمثل أهم المبادرات فى مسابقتها التى أقيمت هذا العام للموسم العاشر، وتتم عن طريق إعطاء المستثمرين محافظ افتراضية للاستثمار، ومنح الفائزين جوائز نقدية للتشجيع.