هلال: استمرار التوترات ينذر برفع تكاليف التصنيع
آثار تصاعد التوترات فى مياه البحر الأحمر مع استهداف جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية وتلك المتوجهة إلى موانئ إسرائيلية، مخاوف شركات آسيوية وأوروبية من تراجع حركة التشغيل والإنتاج وإنعكاس ذلك سلبيًا على سلاسل الإمداد العالمية.
والبحر الأحمر هو شريان التجارة العالمية ويربطه مضيق باب المندب من الجنوب بالمحيط الهندي وبحر العرب وتربطه قناة السويس شمالا بالبحر المتوسط، ويمر عبر قناة السويس 12% من التجارة العالمية وهى الطريق المختصر للربط بين قارة آسيا وأوروبا.
وجاء ذلك تزامنًا مع تصريحات جماعة أنصار الله الحوثى بتوسيع عملياتها فى البحر الأحمر ليشمل أى سفينة متجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها “إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء”.
ويمر عبر مضيق باب المندب 17 ألف سفينة شحن وناقلة بترول سنويًا، وحوالى 50 سفينة تجارية يوميا، فيما تمر حوالى 115 سفينة تجارية من مضيق هرمز، وفقًا للجمعية العربية للملاحة.
قال مستوردون لـ “البورصة”، إن شركات موردة للخامات ومستلزمات التصنيع إلى السوق المصرى أوقفت التعاقدات على تصدير شحنات جديدة بسبب تأخر عمليات التسليم وصعوبة تحديد سعر البيع عقب تصاعد توترات البحر الأحمر.
قال مستورد بقطاع الصناعات المعدنية_ فضل عدم ذكر اسمه_ إن موردين أوروبيين لخام الحديد رهنوا التعاقد على صفقات جديدة بدفع 100% من قيمة البضائع لسببين الأول هو أزمة العملة فى مصر، ومخاوفهم من التوترات الحالية بالمجرى الملاحى بالبحر الأحمر.
أضاف لـ “البورصة” أن الشركات في الظروف العادية تطالب بدفع جزء من قيمة البضاعة والباقى يتم تحويله عند الاستلام، وبالتالى قد يدخل القطاع أزمة جديدة حال استمرت التوترات القائمة لمدة طويلة.
توقع أن ترتفع أسعار المعادن وبالتحديد الألومنيوم والحديد والنحاس فى الأسواق العالمية تحت ضغوط نقص المعروض عالميًا.
قال أحمد شيحة عضو شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن أزمة سلاسل الإمداد التى ضربت العالم عقب تفشى جائحة كورونا انعكس تأثيرها على السوق المصرى فضلا عن التداعيات التى نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية.
ذكر أن بعض شركات الشحن ستضطر إلى سلك طرق بديلة لتجنب التواترات الحالية، الأمر الذى سيرفع تكاليف الشحن على الشركات المصنعة فى دول أوروبا وآسيا وبالتالى ينعكس على السعر النهائى للسلع الموردة للسوق المصرى.
قال محمد سعد الدين رئيس جمعية مستثمرى الغاز الطبيعي، إن البحر الأحمر ممر ملاحى هام لنقل النفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا ، وبالتالى أى تعطيل لتلك التجارة سيرفع أسعار النفط إلى معدلات كبيرة وسيغذى معدل التضخم العالمى.
تابع أن الاضطرابات في البحر الأحمر ما زالت محدودة .. لكن هناك خشية من استمرار توسيع نفوذها من قبل الحوثيين خلال الفترة المقبلة.
ويرى سعدالدين، أن البحث عن مسارات بديلة لقناة السويس يعني استغراق رحلة السفن فترات طويلة، سيؤدى ذلك إلى تعطيل حركة التصنيع والإنتاج بسبب عرقلة سلاسل الإمداد.
ويتفق محرم هلال رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين مع سعدالدين حول استمرار الأوضاع الحالية سيرفع تكاليف التصنيع والإنتاج فى العالم .. لكنه أضاف أن أى توقعات خلال الفترة الحالية بشأن تاثر سلاسل الإمداد العالمية سابقة لآوانها.
وقال على عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، «أى انعكاس سلبى للأوضاع فى البحر الأحمر سيتأثر به جميع الدول ولن يقتصر على دولة محددة، خاصة وأن أغلب التجارة العالمية تعتمد على النقل البحرى”.
أضاف عيسى لـ “البورصة”، أن حادث سفينة الشحن “إيفر جيفن” فى قناة السويس قبل عامين كان محط نظر جميع دول العالم ووفق التقديرات حينها أن حركة التجارة العالمية تأثرت سلبيًا بسبب تأخر البضائع للمستهلكين.