سحب التراجع فى صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى السوق الأمريكية أداء القطاع معه إلى أسفل خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالى، رغم الزيادة الكبيرة فى واردات الدول العربية من مصر.
وتراجعت صادرات الملابس الجاهزة خلال الـ 10 شهور الأولى من العام الجارى بنحو 5% لتسجل 1.96 مليار دولار، مقارنة بـ2.1 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام 2022.
وتراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، السوق الرئيسية للملابس المصرية، بنحو 24%، لتصل إلى 855 مليون دولار مقابل 1.12 مليار دولار خلال الشهور العشرة الأولى من العام الماضى.
وارتفعت الصادرات إلى أوروبا لتسجل 416 مليون دولار مقارنة مع 393 مليون دولار، فى حين ارتفعت إلى الدول العربية لتسجل 366 مليون دولار مقابل 276 مليونا.
بينما استحوذت الدول الإفريقية على صادرات بقيمة 2.7 مليون دولار مقارنة بـ 16.7 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى.
«أبو العينين»: ارتفاع مدخلات الإنتاج أربكت عمل القطاع
قال حمدى أبو العينين رئيس جمعية رجال الأعمال لأصحاب مصانع الغزل والنسيج، إن ارتفاع سعر الدولار أحد الأسباب لتراجع صادرات القطاع لأكثر من 5% وهو ما أدى إلى توجه الدول لأسواق تصديرية أخرى منافسة مثل باكستان وبنجلاديش.
أضاف لـ «البورصة»، أن العقبات التى تواجهها المصانع وأبرزها ارتفاع تكلفة الكهرباء والغاز وعدم وجود إعفاءات ضريبية وتيسيرات كافية للمصنعين لتشجيع العمل، أحد أبرز الأسباب.
أشار إلى أن المصانع فى حاجة لتوفير مستلزمات الإنتاج حتى تستعيد طاقتها الإنتاجية مطالبًا بإنشاء مصانع مصرية أو بشراكة أجنبية لتوفير مستلزمات الإنتاج محليًا وتعظيم القيمة المضافة.
قال حازم نصر رئيس مجلس إدارة شركة أبو آدم تكس للأقمشة والملابس، إن الشركة اتجهت لتصنيع أغلب منتجاتها بالاعتماد على 80% مستلزمات محلية لصعوبة توفير الخامات المستوردة.
أضاف لـ «البورصة»، أن ضعف جودة الخامات المحلية غير مرغوب فيها من قبل أغلب المستهلكين أوجدت مشكلات فى مراحل تصنيع المنتج النهائى بذات الجودة المطلوبة، وانعكس ذلك على صادرات الشركة.
لويس: السوق الأمريكى يستقبل 65% من صادرات الملابس
قالت مارى لويس رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، إن صادرات دول العالم مثل الهند والصين وبنجلادش وتركيا تراجعت أيضًا بسبب الاضطرابات العالمية.
لفتت إلى أن الصادرات المصرية تأثرت بتأثر أكبر سوق تصديرى لها وهو الولايات المتحدة الأمريكية والذى يمثل 65% من الطلبات التصديرية المصرية.
طلبة: 10% تراجعًا متوقعًا لـ «تى آند سى»
قال مجدى طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة«تى آند سى» للملابس الجاهزة، إن قطاع الملابس بجميع الدول يشهد تراجعًأ بنسبة 40% بسبب التغيرات التى طرأت على السوق العالمى ونعمل على ألا تزيد نسبة التراجع على 10 % بالنسبة للشركة مقارنة بالعام الماضى.
قال محمد الأمير، المدير التجاري لشركة فانى بانى للملابس الجاهزة، إن الشركة تعتمد على التصدير لدول الاتحاد الأوروبى من خلال مواصفات عالمية.
ذكر أن تخفيض الشركة للجودة تماشيًا مع متطلبات عملاء الولايات المتحدة يجعلها تفقد السوق الأوروبى، مضيفاً أن الشركة تعتمد على التصدير لبرندات فى إيطاليا وتركيا مثل شيكو وميني كوم.
استكمل أن الشركة تمتلك 22 خط إنتاج بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف قطعة شهرياً، وأزمة تدبير الدولار تمثل تحدياً خاصة أن الشراء من الموردين يتم احتسابه على سعر الدولار فى السوق الموازى بما يزيد الأعباء المالية للشركة فى وقت تصدر فيه الشركة40% من الإنتاج.
قال محمد عبد المنعم المدير المالى بشركة النهضة للغزل والنسيج والملابس الجاهزة، إن أسعار الخامات ارتفعت بنسبة وصلت إلى 300% مقارنة بالعام الماضى بما فيها الغزل والمواد الكيميائية كالأصباغ.
أضاف لـ «البورصة»، أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه وصعوبة تدبيره للمستوردين أثر على تراجع عمل المصانع خاصة وأن قطاع الملابس الجاهزة يعتمد على أكثر من 95% مدخلات إنتاج مستوردة، بالإضافة إلى أن القطاع شهد ركودًا ملحوظًا منذ ارتفاع سعر العملة.
قال محمد حمص، رئيس مجلس إدارة شركة باريس لتصنيع الملابس الجاهزة، إن الشركة شهدت تراجعا فى صادراتها للسوق الأمريكي؛ نظراً لانخفاض القوة الشرائية فى ظل التحديات العالمية وصعوبة المنافسة.
وأكد وجود تحدي أخر فى السوق الأمريكي يتمثل فى التواجد القوى لمنتجات بنجلاديش داخل السوق الأمريكى، وتعد منافساً قوياً للمنتجات المحلية لاعتمادها على الأقطان ذات الجودة العالية.
أشار إلى أن الشركة تعتمد على تصدير 50% من إنتاجها إلى أمريكا وأوروبا والدول العربية، مضيفاً أن الشركة تستهدف التوسع داخل السوق الأفريقى لتعويض التراجع فى الولايات المتحدة.
تابع أن الشركة تعمل على دراسة متطلبات السوق الأفريقي التى تختلف من حيث التصميم والألوان عن الأسواق الأخرى، وكينيا تعد من أهم الدول لأنها تعد مدخل لخمس دول حبيسة بما يجعلها سوقا ضخما ثم يليها نيجيريا والسنغال.