خطة لمضاعفة عملاء الشركة بواقع 10 مرات خلال 3 سنوات
تستهدف شركة جيو سايكل لإعادة تدوير المخلفات، إحدى الشركة التابعة لمجموعة هولسيم العالمية، تدوير مليون طن نفايات معاد تدويرها بحلول 2030، ضمن الاستراتيجية الطموحة للمجموعة الأم.
وقال أدهم المهدى مدير عام شركة جيو سايكل فى مقابلة لـ«البورصة»، إن الشركة نجحت فى إعادة تدوير نحو 350 ألف طن مخلفات خلال 2023، مقابل 300 ألف طن فى العام الماضى، موضحًا أن هدف المليون طن يمثل نحو 1% من إجمالى المخلفات فى جمهورية مصر العربية.
وتعمل “جيو سايكل” فى الإدارة المستدامة للمخلفات، وتقوم بتدوير المخلفات لاستخدامها فى مناحى أخرى أكثر فائدة أو التخلص منها بطريقة آمنة، وتعد الشركة واحدة من خمسين فرع على مستوى العالم تابع لهولسيم العالمية.
وضاعفت الشركة عدد عملائها 10 مرات خلال ثلاث سنوات ليصل إلى 400 عميل بنهاية 2026 مقابل 40 عميلا حاليًا معظمهم شركات متعددة الجنسيات لديها بالفعل استراتيجيات استدامة، وتأمل أن يشكل العملاء من السوق المحلى نحو 25%.
وأضاف أن طريقة عمل “جيو سايكل” تعتمد على جمع المخلفات من جميع الصناعات، وإعادة استخدامها عن طريق تحليل المخلفات للحصول على مكوناتها وتوصيلها للقطاعات التى تحتاج هذه المواد وبيعها لهذه الشركات.
واستشهد المهدى بالتخلص من مخلفات السكر واستخدام منتج “كربونات الكالسيوم” كبديل للمواد الخام المستخدمة فى صناعة الأسمنت، مما يقلل من تفجيرات المحاجر والتى تؤثر على الثروة الطبيعية، وكذلك “كسر البناء” والذى يعاد تدويره وتكسيره وإضافته فى خليط الخرسانة.
كما تقوم الشركة بالحصول على المخلفات البلدية وفرزها واعادة تحويلها فى مصنع الشركة الأم بالعين السخنة لإنتاج الوقود البديل المستخدم بدلًا من الفحم والغاز فى مصانع الأسمنت، بالإضافة إلى المخلفات الزراعية.
وأوضح، أن الشركة تعمل على زيادة الطاقة الإنتاجية للخطوط الإنتاجية لتصل إلى 650 ألف طن مخلفات معاد تديرها، مقابل طاقة حالية تقدر بنحو 250 ألف طن حاليًا، مشيرًا إلى أن مبيعات الشركة سنويًا تبلغ نحو 350 ألف طن، ويتم شراء الفارق فى الوقت الحالى من السوق.
500 مليون جنيه رأسمال “جيو سايكل” الممول بالكامل من “هولسيم”
ويبلغ رأسمال شركة “جيو سايكل” يبلغ نحو 500 مليون جنيه، وتعد الشركة ممولة بالكامل تمويل ذاتى من قبل شركة هولسيم إحدى شركات مواد البناء المستدامة والبديلة.
وتسعى الشركة لعمل جولات تمويلية مع ممولى الاقتصاد الأخضر للشراكة فى بعض عمليات التطوير للشركة، وأهمها التحول التكنولوجى فى إدارة المخلفات عن طريق متابعة المخلفات بالأقامر الصناعية، بالإضافة إلى إنشاء منصات لجمع المخلفات وإعادة استخدامها، وفق المهدى.
وتابع أن الشركة تجرى مفاوضات متقدمة للحصول على تمويلات من مؤسسات دولية مثل البنك الأوروبى لإعادة الأعمار والتنموية، كما تتفاوض أيضًا مع ىالبنوك المحلية التى تهتم بالتنمية المستدامة.
وقامت الشركة بعمل مبادرات لمخلفات البلاستيك خلال العام الحالى ودعت لمبادرة تنضيف الشواطئ، كما تقيم محاضرات فى جامعات مختلفة لتوعية الشباب بأهمية الاقتصاد الأخضر، حيث تعمل الشركة على توثيق بصمتها الكربونية فى السوق المصرى.
وكشف عن أن الشركة مهتمة بتداول شهادات الكربون فى السوق الطوعية التى دشنتها البورصة المصرية مؤخرًا، وتعمل حاليًا على دراسة أوجه الاستفادة للعمل فى تلك السوق الواعدة، مرجحًا أن تصبح شركته من الفاعلين فى تلك السوق.
ولفت المهدى، إلى أهمية زيادة الوعى للشعب المصرى بالاستدامة والاقتصاد الدائرى وأهمية إدارة المخلفات، حيث تعد زيادة الوعى أهم التحديات التى يواجهها السوق المصرى، بالإضافة إلى بعض التعديلات من هيئة الرقابة المالية لتحفيز السوق.
وقال إن الشركة كانت مسئولة عن التخلص -بشكل آمن بيئيًّا- مِن مئات الأطنان مِن المخلفات الخطرة وغير الخطرة الموجودة فى موانئ الإسكندرية، وسفاجا، والأدبية؛ حمايةً للبيئة الهوائية والمائية من تسرب المركبات الضارة؛ لتحقق بذلك الهدفَ الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة (الحياة تحت الماء)، وكذلك الهدف الثالث عشر (العمل المناخى).
وأشار إلى أن الشركة تعمل بتقنية “المعالجة المشتركة” التى أثبتت جدواها إلى جانب استخدام مرافق صناعة الأسمنت الحالية؛ حيث تعمل على تقديم العديد من الحلول لتحديات إدارة النفايات، وتحديث طرق جديدة لإدارتها من خلال حلول مستدامة، لتصل إلى قدرة استيعابية تزيد على 10 ملايين طن سنويًا.
وتابع، أن جيو سايكل توفر عددًا من المرافئ اللازمة للتعامل مع المخلفات الزراعية، ومخلفات الكاوتش، والزيوت والشحوم المستهلَكة، ومخلفات المواد الكيميائية، والمخلفات الصناعية، بكل أنواعها من منتجات منتهية الصلاحية، ومخلفات إنتاج، وغيرها؛ لتسهم بشكل مباشر فى تحقيق الاستدامة البيئية، عن طريق منع المخلفات من التسلل إلى الأنظمة البيئية.
وأوضح أن الشركة تعمل بنظام «التسلسل الهرمى» لإدارة المخلفات، والذى يبدأ بتقليل توليد المخلفات من المنبع، مرورًا بإعادة الاستخدام كلما أمكن، ثم الاستعادة وإعادة التدوير، أو الخيار الأخير بالتخلص الآمن.