«حمدى»: تسعير السولار له أبعاد اجتماعية.. لكن فرص رفعه تزيد حال خفض الجنيه
توقع محللون أن تلجأ لجنة تسعير الوقود لزيادة أسعار السولار، خاصة حال تم خفض قيمة الجنيه، رغم انخفاض أسعاره عالمياً، فى ظل ارتفاع تكلفة الدعم مع الخفض المتوقع لقيمة الجنيه.
وتراجعت أسعار الديزل فى الولايات المتحدة نحو 14% دولار خلال 2023، ليسجل 3.987 دولار للجالون، لكن تكلفة الدعم على الحكومة المصرية ارتفعت مع زيادة الاعتماد على الاستيراد؛ بسبب نقص الإنتاج.
وقدرها مصدر بوزارة البترول لـ«البورصة» بأنها تجاوزت 230 مليون جنيه يومياً، رغم أنها كانت انخفضت بعد زيادة الأسعار فى مايو 2023 إلى 178 مليون جنيه يومياً، أى ما يعادل 64 مليار جنيه سنوياً، تمثل نحو 65% من فاتورة دعم المواد البترولية خلال العام المالى الماضى.
واتسعت الفجوة بين إنتاج واستهلاك السولار خلال أول 9 أشهر من 2023 نحو 46% لتصل إلى 3.4 مليون طن مقابل 2.3 مليون طن خلال الفترة نفسها من 2022.
وتراجع إنتاج السولار 11% ليصل إلى نحو 7.2 مليون طن، فيما ارتفع الاستهلاك 1.6% ليصل إلى 10.6 مليون طن، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وتسد مصر الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك عبر الاستيراد الذى وصل حجمه إلى 3.4 مليون طن بقيمة 2.9 مليار دولار.
وخلال 2022، كاملاً استوردت مصر نحو 3.4 مليون طن من السولار بقيمة 3.5 مليار دولار، مقابل 2.2 مليار دولار فى 2021، ونحو 850 مليون دولار فقط فى 2020 والذى تراجع فيه الاستيراد بشكل استثنائى عن 3.8 مليار دولار فى 2019.
قال أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، لـ«البورصة»، إنَّ الدولة لها حساباتها فى بعض المنتجات مثل السولار، فرغم أنها توزع نحو 40 مليون لتر يومياً، وتتكلف مليارات دعماً، لكنها لم تحرك سعره سوى مرة واحدة بعد استقرار 3 سنوات، متوقعاً زيادة سعره فى الاجتماع القادم للجنة تسعير المواد البترولية.
زيادة الاعتماد على الاستيراد رفعت تكلفة دعم السولار إلى 230 مليون جنيه يومياً
ورهن هشام حمدى، محلل لدى بنك الاستثمار «نعيم»، رفع أسعار الديزل بتحرير سعر الصرف خلال الفترة المقبلة.
وقال إنه رغم بيع السولار بأقل من التكلفة بكثير واستحواذه على الحصة الأكبر من الدعم، لكن مسألة تسعيره تتوقف على عدة عوامل بينها أبعاد اجتماعية وسياسية.
وكان البنك قد قدَّر فى مذكرة بحثية أن سعر الديزل يُباع بخصم 62% عن السعر العادل.
ورغم استقرار سعر الصرف فى السوق الرسمى لكنه يواصل الانخفاض فى السوق الموازى، وتراجع لمستويات 53 جنيهاً للدولار، وتشير التوقعات لخفض قيمة الجنيه.
وبحسب مسح استهلاك الوقود فى قطاع النقل البرى الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تستهلك مركبات النقل نحو 53% من إجمالى استهلاك السولار فى قطاع النقل البرى بمصر، والنقل بمقطورة 19.5% والأتوبيس 9.4% والمركبات الأخرى تستهلك 18.1%.
وأعلن وزير البترول، طارق الملا، الشهر الماضى أن العام المقبل قد يكون عام الاكتفاء الذاتى من السولار، ولكن من غير الواضح آلية تحقيق ذلك خاصة مع تراجع الإنتاج.
وكانت الوزارة فى الأساس تستهدف أن يكون العام الحالى هو عام الاكتفاء الذاتى بحسب تصريحات سابقة للوزير فى 2021، لكن الخطة تأجلت بسبب الظروف الاقتصادية بحسب ما كشفه «الملا»، فى تصريحات منتصف 2022.
وقال رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى لـ«البورصة»، إنَّ مصر يجب أن تعمل على اكتشافات نفطية جديدة من أجل زيادة معدل الاكتفاء الذاتى من السولار، وأن تقوم بتحديث معامل التكرير المصرية الموجودة، والتوسع بمعامل تكرير جديدة.