أبت 2024 أن تترك شعار «التحوط من التضخم» المرفوع من قبل المستثمرين من المؤسسات والأفراد لينتقل إلى العام الجديد فى ظل استمرار السياسة التشددية من قبل البنك المركزى المصرى لرفع أسعار الفائدة المتوقع خلال العام، بالتزامن من تحرك سعر صرف الجنيه أمام الدولار، مع استمرار المضاربات فى سوق الذهب، إلى جانب العقار الذى يزداد قيمة يوميًا مع كل تلك المتغيرات، أم سوق الأسهم الذى يشهد ارتفاعات تاريخية.
كل تلك العوامل تدفع استمرار تساؤلات المستثمرين حول الوعاء الاستثمارى الأفضل فى عام 2024، مع استمرار المنافسة بين كل تلك الأوعية التى تعبر ملاذًا أمام وتيرة التضخم الأخذة فى الصعود بلا هوادة، ليسجل التضخم الأساسى فى البلاد مستوى 35.9% على أساس سنوى فى نوفمبر الماضى.
وحقق مؤشر البورصة المصرية الرئيسي عائدا بواقع 66% خلال عام 2023 وحتى 28 ديسمبر الماضي، وسجل رأس المال السوقى ارتفاعًا كبيرًا خلال عام 2023 ليصل إلى مستوى 1.66 تريليون جنيه بنسبة زيادة 73.09% عن عام 2022، بينما ارتفعت نسبة رأس المال السوقى إلى الناتج المحلى الإجمالى لتصل إلى 16.4% وهى الأعلى منذ سنوات.
“سى آى كابيتال”: فرص استثمارية واعدة بالأسهم المصرية خلال العام الحالي
وأشار تقرير لشركة سى آى كابيتال لإدارة الأصول، أن العام الحالى سيشهد فرصا استثمارية واعدة بالأسهم المصرية، وذلك بناء على تحسن نظرة المستثمرين لاقتصاد مصر خلال الأشهر الأخيرة من العام الجارى، بالإضافة إلى انخفاض أسعار سندات مصر الدولارية، وتحقيقها عوائد ما بين 13% و14%، بعد أن كانت ما بين 17% و18%، مما سيؤدى لاستمرار التحسن إذا حدث تغيير فعلى فى السياسة النقدية الأمريكية.
وأوضح أن تقييمات الأسهم فى الأسواق الناشئة بشكل عام جاذبة للغاية، بجانب العائد الحقيقى الموجود حاليًا فى أدوات الدين، ستستمر فى التحسن تدريجيًا مع استقرار معدلات التضخم البنك الفيدرالى الأمريكى، قد نجح فى السيطرة بالفعل على معدلات التضخم، حيث انخفضت من مستوى 7% فى بداية عام 2023 إلى نحو 3% فى الأشهر الأخيرة، بالقرب من المستهدف، ورغم ذلك لم يبدأ بعد فى خفض أسعار الفائدة من معدل 5.5% وهو الأعلى منذ أكثر من عشرين عاماً حتى الآن.
وقال إنه ومع ذلك فقد بدأت أسواق المال، وخاصة سوق السندات وأدوات الدين الأمريكية، وأسواق الأسهم العالمية فى توقع اقتراب البدء فى انخفاض أسعار الفائدة استناداً على المعطيات الاقتصادية، حيث هبط العائد على السندات الأمريكية طويلة الأجل دون مستوى 4%، وارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية بشكل كبير خلال الربع الأخير، لتسجل صعوداً يقارب 25% بنهاية عام 2023.
عيد: استمرار الأداء الجيد للمؤشر الرئيسي خلال الفترة المقبلة من 2024
وقال حسام عيد رئيس قطاع الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية للأوراق المالية، إن المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية نجح فى استمراره بالقرب من القمم التاريخية التى حققها خلال تداولات العام بدفع من مشتريات المؤسسات العربية والأجنبية وزيادة مراكزها المالية بالقرب من مستوى 24800 بالأسهم القيادية.
وتوقع أن يقود أن يقود تخطى مستوى الدعم 24800 نقطة المؤشر الرئيسى لاستعادة مستوى 25000 نقطة بدعم من توجه المؤسسات العربية والأجنبية إلى الشراء وزيادة مراكزها بالأسهم القيادية.
وأضاف أن مؤشر EGX70 ارتفع اعلى مستوى 5460 نقطة منطقة الدعم الحالية، مدفوعاً بالمتاجرات السريعة والأداء الإيجابى للأسهم الصغيرة والمتوسطة مع استمرار الأداء الإيجابى للمؤشر مع اتجاه المستثمرين الأفراد للمتاجرة السريعة.
وارتفع إجمالى قيم التداول خلال العام إلى مستوى تاريخى هو 3.349 تريليون جنيه فى ضوء تضاعف قيم تداول الأسهم المقيدة خاصة بعد أن بدأ التداول الفعلى على أذون الخزانة فى السوق الثانوى يوم الأحد الموافق 24 سبتمبر 2023 ، وأوضح أن البورصة المصرية شهدت رقماً قياسياً فى أعداد المستثمرين الجدد خلال عام 2023 بواقع 364.4 ألف مستثمر، حيث شهد عدد المستثمرين الأفراد الجدد ارتفاعاً ليسجل 361 الفا مقارنة بـ 175.8 الف فى عام 2022، بينما سجل عدد المستثمرين الجدد من المؤسسات 3500 مقارنة بـ 1500 فى 2022.
فراج: المستثمرون يتحوطون من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار بالأسهم
ورجح عبدالله فراج محلل فنى أول بشركة تايكون للوساطة فى الأوراق المالية، أن يختبر EGX30 مستوى مقاومة 25445 نقطة مرة أخرى خلال الأيام القادمة، وباختراقها لأعلى سيكون بمثابة إعلان لإنتهاء الفترة التصحيحية والعودة للصعود وصولاً لقمته التاريخية عند 25945 نقطة.
وتوقع أن تستمر المؤشرات فى الصعود خلال 2024 حتى مع ظهور عمليات جنى أرباح تصحيحية، ناصحًا المستثمرين بالإحتفاظ بالمراكز الشرائية وفتح مراكز شرائية جديدة جديدة فى حال ظهور حركات تصحيحية.
وأضاف فراج، أن عام 2023 شهد صعودا قويا لجميع مؤشرات البورصة المصرية، وارتفع المؤشر الرئيسى EGX30 بنسبة 70.53% ومؤشر EGX70 EWI بنسبة 95.34% ومؤشر EGX100 بنسبة 90.09%، مما ساهم فى تحقيق أرباح.
وأوضح أن سبب القفزة فى البورصة المصرية اتجاه المستثمرين للتحوط من إنخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، والربحية العالية التى شهدتها القطاعات، مشيراً إلى أن أكثر القطاعات ارتفاعاً قطاعى الموارد الأساسية والبناء، والأسمدة والبتروكيماويات، بالإضافة إلى قطاع الأغذية.