“المصري للفكر”: زيادة متوقعة في الاستهلاك العالمي للمنتجات البتروكيماوية
توقعت المراكز البحثية طفرة نمو فى قطاع البتروكيماويات الذى يشهد رواجًا على مدار الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات التى تصدر أغلبها بالدولار، خاصة فى ظل تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار على المستوى المحلى، وتعافى الطلب على المنتجات البتروكيماوية على المستوى الدولى بعد عام لم يكن الأسهل.
وتشير التوقعات أيضًا إلى أن الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات عالميًّا سجلت نحو 2.3 مليار طن مترى فى عام 2021 ومن المتوقع أن تنمو بشكل أكبر بحلول عام 2030 نتيجة الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية إلى جانب انخفاض استهلاك الوقود السائل المشتق من الوقود الأحفورى فى قطاع النقل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن تكون صناعة البتروكيماويات محركًا رئيسيًا للطلب على النفط فى المستقبل، لتسهم بأكثر من ثلث النمو فى الطلب على النفط بحلول عام 2030، وتقريبًا نصف النمو بحلول عام 2050.
قطاع البتروكيماويات
ويرى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فى تقرير له، أن صناعة البتروكيماويات فى مصر تمتلك القدرة على أن تصبح محركًا رئيسيًا للطلب على النفط فى المستقبل القريب، مرجعًا هذا إلى الزيادة المتوقعة فى الاستهلاك العالمى للمنتجات البتروكيماوية.
ويُعد قطاع البتروكيماويات فى مصر من القطاعات الاقتصادية المهمة، حيث يمثل القطاع نحو 3% من الناتج المحلى الإجمالى و12% من القطاع الصناعى، وفقًا للتقرير.
وفى سياق متصل، توقعت وكالة «فيتش» أن تقود مصر النمو فى قطاع البتروكيماويات فى إفريقيا على المدى المتوسط مع تطوير مجمعات جديدة تستخدم موارد الغاز الطبيعى الكبيرة فى البلاد، مشيرة إلى أن القطاع سيكون حاسمًا فى معالجة سلاسل التوريد الضعيفة فى قطاع التصنيع، والذى شهد ارتفاعًا سريعًا فى واردات السلع الوسيطة.
ورفعت مراكز البحوث القيمة العادلة لسهم «سيدى كرير للبتروكيماويات» على رأس أولويات المستفيدين من نموالقطاع على وجه الخصوص، نظرًا لتشكيل الصادرات حصة كبيرة من إجمالى الإنتاج بالتوزاى مع خفض سعر الجنيه أمام الدولار فى ظل ربط أسعار منتجاتها بالدولار بشكل وثيق.
قطاع البتروكيماويات فى البورصة المصرية
وعلى مدار العام الماضى، وعلى الرغم من التحديات التى واجهت قطاع البتروكيماويات من ظروف عالمية، قاد القطاع طفرة الصعود القوية للقمم التاريخية فى البورصة المصرية، خاصة سهم مصر لإنتاج الأسمدة-«موبكو» الذى تسبب فى تجاوز المؤشر وتسجيله قمة تاريخية غير مسبوقة عند 26 ألف نقطة.
سهم سيدى كرير للبتروكيماويات
وحددت بحوث «نعيم لتداول الأوراق المالية»، القيمة العادلة لسهم «سيدى كرير» عند 29.8 جنيه، مع توصية بالشراء فى ظل توصيات النمو المتوقع للقطاع.
وترى أن الشركة من المستفيدين من انخفاض قيمة الجنيه، إذ يرتبط سعر الناتج المحلى للشركة بقيمة الدولار، ويشكل هذا الناتج نحو 75% من أرباحها، كما توقعت أن يصل حجم إنتاج الشركات إلى قمم جديدة خلال عام 2024، بسبب تصديرها كمية كبيرة، كما ترفع صفقة الاندماج مع “إيثيدكو” قيمة للشركة على المدى الطويل.
وقالت، إن هناك مجموعة من العوامل قد تؤثر سلبًا على سهم الشركة، منها خفض إمدادات الغاز، إذا استمرت مصر فى خفض إنتاجها للغاز، وأن يتم تخفيض قيمة الأسهم لحامليها، وفى حال المبالغة فى تقييم أسهم “إيثيدكو” فى عملية تبادل الأسهم المتوقع حدوثها.
وأعلنت “سيدى كرير” عن نتائج أعمالها خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023، حيث ارتفع صافى الربح بنسبة 143.7% على أساس سنوى ليسجل 1.8 مليار جنيه فى التسعة أشهر الأولى من 2023، ويعكس نمو هامش صافى ربح قدره 18.6% فى الفترة المذكورة مقابل 12.8% فى التسعة أشهر الأولى من العام الماضى.
فيما أوصت بحوث العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية بشراء سهم سيدى كرير، متوقعة أن تخلق صفقة استحواذها الوشيكة على “إيثيدكو”، حالة من التناغم فى إدارة الشركة، مؤدية إلى رفع ربحيتها خلال الخمسة الأعوام القادمة.
وقدرت “العربى الأفريقى” القيمة العادلة للسهم عند 31.3 جنيه، بناء على نموذج خصم التدفقات النقدية، والذى يحسب قيمة الشركة بعد استبعاد القيمة الحالية للتدفقات النقدية الحرة حتى 2027 والتى قدرتها البحوث بنحو 7.583 مليار جنيه.
وقدرت الإيرادات المتزايدة بشكل دائم عند 9.4 مليار جنيه، والاستثمارات الأخرى عند 6.83 مليار جنيه بما يجعل القيمة العادلة للشركة عند 23.69 مليار جنيه، وعند خصمها على 756 مليون سهم.
وتوقعت أن ينمو مجمل ربح الشركة بنسبة 83.4%، ليصل إلى 4 مليارات جنيه تقريبا، نتيجة تسجيل إيرادات بقيمة 13 مليار جنيه وبلوغ تكلفة المبيعات 9 مليارات جنيه، على أن يرتفع صافى الربح إلى 2.3 مليار جنيه مقابل 1.2 مليار جنيه العام الماضى.
ورجحت ارتفاع العائد على متوسط حقوق المساهمين إلى 45.4% مقابل 29.5% على أن تسجل44.7% خلال 2024 ونحو 40% فى 2025، وأن تصل إجمالى أصول الشركة إلى 12.5 مليار جنيه بنهاية 2024، مقابل 10.7 مليار جنيه بنهاية 2023، كما قدرت حجم مخزون الشركة بنحو 1.3 مليار جنيه بنهاية 2023، على أن ترتفع إلى 1.5 مليار جنيه بنهاية 2024.
وجاءت الزيادة فى صافى ربح “سيدى كرير”، على الرغم من ارتفاع مصروفات الفوائد بنسبة 143% على أساس سنوى لتصل إلى 97.3 مليون جنيه خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجارى، على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة، نتيجة سياسة التشديد النقدي.
وأوضحت بحوث “مباشر لتداول الأوراق المالية”، أن أرباح الشركة ارتفعت على أساس سنوى خلال التسعة أشهر الأولى من العام المالى الحالى، بسبب زيادة الإيرادات ومجمل الربح، إلى جانب تحسن هامش مجمل الربح، وجاء الارتفاع فى هامش مجمل الربح مدفوعاً بشكل أساسى بارتفاع متوسط سعر البيع بالجنيه نتيجة لانخفاض قيمة الجنيه.
وأضافت أن إيرادات الفوائد نمت بنحو 5 أضعاف على أساس سنوى، لتصل إلى 233 مليون جنيه، مدفوعة بارتفاع أسعار الفائدة على الودائع وأذون الخزانة، حيث بلغ رصيد النقدية وما يعادلها 2.4 مليار جنيه فى التسعة أشهر الأولى من العام الجارى، مقارنة بمبلغ 1.8 مليار جنيه بنهاية العام المالى 2022.
وأشارت “مباشر” إلى أن سهم “سيدى كرير”، يتم تداوله حالياً على مضاعف ربحية، ومضاعف قيمة المنشأة لآخر 12 شهر يبلغ 10.7 مرة و7.1 مرة، مقابل وسيط خمس سنوات يبلغ 9.2 مرة و 6.7 مرة، على التوالى.
وارتفعت تكلفة إيرادات “سيدى كرير”، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023 بنسبة 51% على أساس سنوى لتسجل 6.9 مليار جنيه، مرجعة الارتفاع إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام بنسبة 18% على أساس سنوى لتسجل 3.9 مليار جنيه فى التسعة أشهر الأولى من العام الجاري.
واعتمدت الشركة الموازنة الاستثمارية للعام المالى 2024 بقيمة 2.79 مليار جنيه، وقسمت طبقاً لطبيعتها إلى موازنة استثمارية للمشروعات بقيمة 59.2 مليون جنيه ومساهمة فى شركات أخرى بقيمة 2.1 مليار جنيه بالإضافة إلى الموازنة الاستثمارية للإحلال والتجديد بقيمة 625.5 مليون جنيه.
سهم مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو
واصلت شركة مصر لإنتاج الأسمدة- موبكو، توسعاتها بعد أن وافقت البورصة على إضافة نشاط جديد لها يتمثل فى إنتاج وتوزيع وبيع محلول اليوريا بتركيزات مختلفة، بالإضافة إلى تأسيس شركة جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه فى إنتاج الأمونيا الخضراء بالتعاون مع شركة «سكاتك» النرويجية والشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.
كما استفادت «موبكو»، من انخفاض سعر الجنيه، أمام العملات الأجنبية حيث انعكس ذلك على زيادة أرباحها النصفية، بسبب امتلاكها لصافى أصول مالية بالعملة الأجنبية.
وأشارت بحوث «مباشر لتداول الأوراق المالية» إلى أن السبب فى زيادة صافى أرباح الشركة بمعدل 6.3%، جاء بسبب 3 عوامل رئيسية هى ارتفاع أرباح فروق العملة بأكثر من 20 مرة لتصل إلى 1.17 مليار جنيه فى النصف الأول من 2023.
كان السبب الثانى ارتفاع إيراد الفائدة بمعدل 5 أمثال لتسجل 517 مليون جنيه، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة على أذون الخزانة والودائع، أما السبب الثالث فيعود إلى انخفاض مصروفات الفوائد التمويلية بنسبة 79%، ويرجع ذلك إلى قدرة الشركة على سداد القروض المستحقة عليها خلال العام المالى 2022.
ويتم تداول السهم عند مضاعف ربحية بقيمة 7 مرات، ومضاعف قيمة دفترية قدره 1.3، لآخر 12 شهرا، مقارنة بمتوسط مضاعف ربحية 6 مرات، خلال آخر 5 سنوات.
وحققت الشركة صافى ربح بلغ 3.97 مليار جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو 2023، مقارنة بنحو 3.73 مليار جنيه خلال الفترة المقابلة من العام السابق.