كان نقص السفن التي تنقل السيارات، سببًا في ارتفاع أسعار الشحن إلى مستويات قياسية، والحد من تدفق صادرات السيارات الكهربائية من الصين إلى أوروبا.
لقد تخلصت شركات الشحن من السفن القديمة خلال 2020، عندما توقفت مصانع السيارات حول العالم عن العمل بسبب الوباء، فيما لا يُتوقع أن تكون العديد من حاملات السيارات البديلة جاهزة قبل ثلاثة أعوام أخرى.
ومع ذلك، فإن عودة الطلب العالمي على السيارات بشكل أسرع من المتوقع، بجانب الدفعة القوية للصادرات الصينية، تركت الصناعة تواجه نقصًا في السفن الرئيسة.
قال أحد المسؤولين التنفيذيين من إحدى شركات توزيع السيارات العالمية الكبرى، إن “شحن السيارات العالمي يسير بشكل جيد للغاية”، مضيفًا أن عدد السفن المستخدمة لا يزال أقل بنحو 10% من مستويات ما قبل كوفيد.
وتابع المسؤول: “الآن عادت شركات صناعة السيارات إلى الإنتاج، بجانب الصادرات الصينية، وأصبح الشحن أشبه بمعركة”.
ويُتوقع أن يرتفع عدد السيارات المشحونة عبر المحيطات بنسبة 17% خلال 2023 إلى مستوى قياسي يبلغ 23.4 مليون، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في 2018، وفقًا لشركة “كلاركسونز” للشحن البحري.
وشهدت واردات السيارات الأوروبية أكبر زيادة على الإطلاق في أي منطقة، حيث ارتفعت بنسبة 40% خلال 2023.
كما يُتوقع أن تشحن الصين 4.3 مليون سيارة خلال العام، مقارنة بأقل من مليون سيارة في 2020.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن اليابان وكوريا تعدان من أكبر جهات التصدير الأخرى.
كما أدى النقص في الشحن إلى ارتفاع أسعار الرحلات اليومية إلى 115 ألف دولار، أي أعلى بنسبة 10% عما كانت عليه في 2022 وأعلى سبع مرات من الأسعار في 2019.
يقول المحللون إن العديد من شركات صناعة السيارات تقوم بشحن السيارات حول العالم، لكن النقص الأخير يؤثر بشكل خاص على العلامات التجارية الصينية التي تبيع السيارات الكهربائية في أوروبا.
جدير بالذكر أن الشركات الصينية رفعت صادراتها بسبب الطاقة الفائضة في مصانعها المحلية، وليس لديها بدائل لاستخدام الشحن البحري.
قال ماتياس شميدت، المحلل المتخصص في تتبع مبيعات السيارات الكهربائية الأوروبية، إن شركات صناعة السيارات الصينية التي تنتج سياراتها على النطاق المحلي وتبيعها إلى أوروبا “معرضة بالكامل للشحن البحري مع عدم وجود مصانع إنتاج أوروبية”.
تعمل شركات صناعة السيارات الصينية على توسيع حصتها السوقية بشكل مطرد في أوروبا مع زيادة مبيعاتها في المنطقة.
وأضاف شميدت أن حصة القارة من السيارات التابعة للعلامات التجارية الصينية ارتفعت بالكاد بين شهري سبتمبر وأكتوبر، وهو الأمر الذي يرجع بشكل كبير إلى مشاكل الشحن.
ورغم أن العديد من الشركات الصينية تخطط لبناء مصانع أوروبية محلية، فإنها لن تبدأ في إنتاج السيارات حتى وقت لاحق من العقد الحالي.
يذكر أن واحدة تقريبًا من كل أربعة سيارات كهربائية تُباع في أوروبا تأتي من البر الرئيس للصين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الشحنات القادمة من “تسلا” و”بي.واي.دي” و”بولي ستار”، كما تُصنع شركات “رينو” و”بي.إم.دبليو” و”فولفو” بعض الموديلات في الصين لبيعها في أوروبا.
قال شميدت إن “عاصفة كوفيد المثالية تسببت في إلغاء رحلات العديد من السفن القديمة المخصصة لشحن السيارات عندما انخفض الطلب على السيارات إلى أدنى مستوياته، ورأت شركات الشحن فرصتها للحد من العرض والحفاظ على ارتفاع الأسعار قدر الإمكان”.