تضاعفت مبيعات المنازل التي تتخطى قيمة كل منها 25 مليون دولار في دبي العام الماضي، نتيجة صفقات استحواذ من قِبل بعض أثرياء العالم على عقارات فاخرة في المدينة التي تُعدُّ مركز أعمال وسياحة في الشرق الأوسط، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية “نايت فرانك”.
بلغ عدد صفقات المنازل فائقة الفخامة في المدينة 56 منزلاً، بإجمالي مبيعات 2.27 مليار دولار في 2023، ارتفاعاً من 28 منزلاً بقيمة 1.24 مليار دولار تم بيعها في العام السابق. 22 من المنازل التي تم الاستحوذ عليها العام الماضي تقع على جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية، فيما يقع 15 منزلاً على جزيرة خليج جميرا التي تأخذ شكل فرس البحر.
يزدهر الطلب على العقارات في دبي بعد أن نجحت الحكومة في التعامل مع وباء كورونا، وبفضل سياسات تسهيل التأشيرات التي ساهمت في جذب المزيد من الأجانب. وتستفيد فئة المنازل الفاخرة أيضاً من تدفق المستثمرين الروس الذين يسعون إلى حماية أصولهم، وأصحاب الملايين من أثرياء العملات المشفرة، والهنود الأغنياء الذين يبحثون عن امتلاك منازل ثانية.
عوامل جذب
يرى فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في “نايت فرانك”، أن “أثرياء العالم لا يزالوا يركزون على دبي، حيث يُعدُّ نمط الحياة في المدينة، والمنازل الفاخرة ذات الأسعار المعقولة نسبياً، من أهم عوامل الجذب”. مضيفاً أن هناك أيضاً عامل “تجمُّع الثروة العالمية في دبي، مما يساعد في دفع الإمارة إلى ما يُعرف بحالة “الكتلة الحرجة” الجاذبة، والتي أصبحت في حد ذاتها نقطة استقطاب جديدة للنخبة العالمية”.
دوراني أشار إلى أن مشترين من مناطق جديدة، مثل موناكو، ينضمون الآن للقطار المتجه إلى دبي، إلى جانب موجة متزايدة من الاهتمام قادمة من الصين.
كانت الصفقة الأغلى في عام 2023 لشقة مكونة من خمس غرف في مشروع “كومو ريزيدنسز”، وهو برج يقع على سعف نخلة جميرا لا يزال قيد الإنشاء، حيث تم بيع الشقة التي تبلغ مساحتها 21949 قدماً مربعاً (2039 متراً مربعاً) بمبلغ 136.2 مليون دولار، وفقاً لـ “نايت فرانك”.
تُعدُّ فئة المنازل فائقة الفخامة ظاهرة جديدة نسبياً في دبي. فقبل عام 2021، كان الحد الأقصى للمبيعات السنوية من المنازل التي تتجاوز قيمتها 25 مليون دولار لا يتخطى 4 منازل فقط. وبحسب دوراني، فإن “المطورين يقومون حالياًَ بتوسيع محافظهم الاستثمارية من هذه المنتجات العقارية الفخمة، غير أن توفر المعروض في أكثر مواقع الإمارة جذباً قد يصبح أكثر ضيقاً”.