«الشامى»: 250% ارتفاعاً بالأسعار وسفن اضطرت لترك بضائعها فى الموانئ
عادت أزمة ارتفاع أجور الشحن البحرى إلى الواجهة مع توترات البحر الأحمر التى ضاعفت التكاليف، وتجاوز سعر شحن الحاوية 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا 4 آلاف دولار، وحوالى 3.9 ألف من آسيا إلى الساحل الشرقى لأمريكا الشمالية، وذلك وفقاً لموقع «فريتوس دوت كوم»، وهو منصة متخصصة لحجز البضائع ودفع ثمنها.
قال الدكتور أحمد الشامى، خبير اقتصاديات النقل البحرى ودراسات الجدوى، إنَّ أسعار نوالين الشحن البحرى شهدت ارتفاعاً بنسبة تجاوزت 250%؛ نتيجة الأحداث الحالية فى البحر الأحمر، موضحاً أن التوترات الحالية ليست فى منطقة جنوب البحر الأحمر فقط بل شملت المنطقة بالكامل، الأمر الذى سبب حالة ارتباك كبيرة للقطاع، والتى ألقت بظلالها على سلاسل الإمداد، كما أنها تسببت فى توقف بعض المنتجين عن الإنتاج؛ بسبب حالة الضبابية وانعدام الرؤية.
وأشار إلى أن العديد من السفن فى الوقت الحالى لا تغير مسارها فقط، بل اضطرت إلى ترك بضائعها فى الموانئ، والعودة فارغة، وهو الأمر الذى يُزيد من الضغوط التضخمية، موضحاً أن هذه الأحداث أثرت سلباً على قناة السويس.
وتابع أن الأزمة الحالية من الصعب التنبؤ بموعد انتهائها، مؤكداً أن تأثير الأزمة سيمتد لمدة لا يقل عن شهرين فى حال الانتهاء من الحرب وتوقف الهجمات على السفن.
«الريس»: من الطبيعى أن تشهد واردات مصر ارتباكاً خاصة أن معظمها من الصين
وقال رامى الريس، مدير تطوير الأعمال بشركة «إيه سى إس لوجستيك»، إنَّ أسعار نوالين الشحن البحرى ارتفعت ثلاثة أضعاف فى الوقت الراهن، موضحاً أن ارتفاع تكلفة الشحن، وعدم الالتزام بمواعيد التسليم تسببا فى عزوف بعض المصدرين عن تصدير بعض البضائع؛ خوفاً من انتهاء تاريخ صلاحيتها، فى ظل حالة الارتباك والعشوائية التى يعانى منها قطاع الشحن فى منطقة البحر الأحمر، الأمر الذى نتج عنه انخفاض عمليات التصدير بنسبة تصل إلى 30% للبضائع التى تُصدر من خلال منطقة البحر الأحمر.
وتابع أنه من الطبيعى أن تشهد عمليات الوارد فى مصر ارتباكاً، خاصة أن معظم واردات مصر من الصين، ويعد البحر الأحمر المدخل الأساسى لها، لافتاً إلى أن هذه الأزمة سوف تلقى بظلالها على أسعار البضائع المستوردة فى مصر.
«قناة السويس» تبحث مع «ميرسك» تطورات الأوضاع فى منطقة البحر الأحمر
وأشار إلى أن الظرف الحالى يعد أصعب على قطاع الشحن البحرى من جائحة كورونا، خاصة أن وقت كورونا كان هناك إغلاق جزئى فى الموانئ وليس كلياً كما هو فى الوقت الراهن.
توقع أن تستمر حالة الارتباك فى قطاع الشحن البحرى خاصة مع اقتراب الإجازة الصينية السنوية والتى بدورها تزيد من أسعار الشحن البحرى؛ نتيجة الضغط على عمليات النقل بالحاويات.
وذكر أن المسارات الجديدة التى تربط بين دول الخليج بمصر عن طريق الأردن والعراق مُكلفة جدًا وسوف ترفع من تكلفة الشحن بصورة مبالغ فيها، كما أنه من الصعب اعتباره بديلاً لحل هذه المشكلة.
وحول أسعار نوالين الشحن البحرى فى الوقت الراهن، قال مدير تطوير الأعمال بشركة «إيه سى إس لوجيستيك»، إن سعر شحن الحاوية 20 قدماً من الصين للسخنة سجل فى الوقت الراهن حوالى 4320 دولاراً، بدلاً من 1350 دولاراً قبل هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، بينما سجل سعر شحن الحاوية 40 قدماً حوالى 5250 دولاراً، بدلاً من 2000 دولار.
«حشمت»: تكلفة التأمين البحرى ارتفعت بين ألف و4 آلاف دولار حسب منطقة الشحن
من جانبه، قال حشمت يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة سيفتى ترانس لخدمات النقل الدولى، إنَّ سعر الحاوية 40 قدماً من الصين بلغ فى الوقت الراهن ما يقرُب من 6 آلاف دولار بدلاً من 1800 دولار، وسجلت الحاوية 20 قدماً من الصين ما بين 4 آلاف دولار و4500 دولار.
وذكر، أن أسعار الشحن البحرى شهدت زيادة كبيرة جراء الأزمة الحالية؛ نتيجة عدة أمور، أبرزها، قيام الخطوط الملاحية رفع قيمة تكلفة التأمين على الشحن «علاوة مخاطر» بقيمة تتراوح ما بين 1000 دولار و4 آلاف دولار، إذ تختلف رسوم المخاطر من منطقة لأخرى، إذ تبلغ علاوة المخاطر 4 آلاف دولار على الشاحنات الواردة من الصين، بينما 1000 دولار للشحنات القادمة من الإمارات.
وذكر أن طول الفترة الزمنية للإبحار سبب فى تأخر وصول الإمدادات، فى ظل ندرة العملة الصعبة، وكان سبباً فى انكماش عمليات الوارد محلياً، الأمر الذى يُزيد من حدة المشكلة ويُسهم فى ارتفاع أسعار السلع فى السوق المحلى.
«شهات»: الشحن الجوى استفاد من الأزمة.. و«مصر للطيران» رفعت أسعارها مطلع العام
وقال أشرف شهات، نائب رئيس شعبة النقل الدولى واللوجستيات فى غرفة القاهرة التجارية، إن التوترات الحالية فى منطقة البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع أسعار نوالين الشحن الجوى بنسبة لا تقل عن 25% خلال الوقت الراهن.
وأضاف «شهات»، أن شركة مصر للطيران رفعت من تكاليف الشحن الجوى فى بداية العام الجديد، متوقعاً أن تشهد أسعار نوالين الشحن البحرى ارتفاعاً فى الفترة القادمة فى حال استمرار الحرب الحالية.