حربى: تحديات سعر الصرف والتحويلات الخارجية جعلت المستثمرين أكثر حذرًا
انخفضت تمويلات الشركات الناشئة فى مصر بنسبة 17% خلال العام الماضى لتصل إلى 608 ملايين دولار موزعة على 90 صفقة مقابل 736.9 مليون دولار عام 2022.
لكنها أعلى من مستويات 2021 بمقدار 39.8%، وذلك طبقاً لتقرير الاستثمار فى الوطن العربى وشمال إفريقيا الصادر عن ومضة.
وذكر أن مصر استحوذت على 15.2% من إجمالى الاستثمارات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتى بلغت 4 مليارات دولار وجاءت فى المركز الثالث بعد السعودية بقيمة 2.3 مليار دولار، والإمارات بقيمة 977 مليون دولار.
أضاف التقرير أن أكثر الاستثمارات فى مصر كانت فى قطاع التطبيقات الشاملة “السوبر آب”، واستحوذت على 530 مليون دولار بإجمالى ثلاث صفقات واستحوذت على 87.17% من إجمالى الاستثمارات، وتلاها قطاع التكنولوجيا الصحية باستثمارات 26 مليون دولار موزعة على 14 صفقة.
وحصل قطاع التكنولوجيا المالية على استثمارات بقيمة 12 مليون دولار موزعة على 19 صفقة، وحظى قطاع التنقل بقيمة 9 ملايين دولار من الاستثمارات الكلية بإجمالى 5 صفقات، بحسب التقرير.
وأضاف أن باقى الاستثمارات والتى بلغت 31 مليون دولار كانت موزعة على قطاعات كوسائل الإعلام، والتكنولوجيا التعليمية، والذكاء الاصطناعى، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا النظيفة، وغيرها من القطاعات.
وكان الاستثمار الأكبر من شركة “إم إن تى حالًا” لخدمات التمويل غير المصرفية، بقيمة 260 مليون دولار غير معلنة، تُمثل 42.76% من إجمالى الاستثمارات.
وذكر التقرير أن المستثمرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استحوذوا على 70% من إجمالى الصفقات فى المنطقة.
وأضاف أن 16.7% من إجمالى المستثمرين النشطين فى المنطقة كانوا من مصر، والتى جاءت فى المركز الرابع بعد السعودية، والتى استحوذت على 30.1%، والإمارات التى استحوذت على 24.7%، وأمريكا التى استحوذت على 21.7%.
وكانت شركة “فلات 6 لابز” المصرية هى المستثمر الأكثر نشاطا فى المنطقة، حيث أغلقت 58 صفقة وحلت فى المركز الأول بين أكثر عدد صفقات للمستثمرين.
وجاءت شركة 500-جلوبال الأمريكية فى المركز الثانى بعدد 35 صفقة، وشركة تيكستارز الأمريكية بعدد 18 صفقة، وشركة شروق بارتنرز الإماراتية بعدد 13 صفقة.
عزا ماجد حربى، المدير العام لصندوق “إيد فينتشرز” التراجع فى تمويل الشركات الناشئة، إلى الأزمة المالية التى يمر بها العالم، بالإضافة إلى سعر الفائدة الذى ارتفع بشكل ملحوظ وكبير خلال الفترة الماضية.
وأضاف حربى لـ”البورصة” أن مصر تمر بعدد من التحديات التى تتعلق بسعر الصرف والتحويلات الخارجية والتى كان لها دور فى جعل المستثمرين أكثر حذرًا.
وذكر أن هناك تراجعا فى الاستثمارات المحلية لهذه الأسباب مقارنة بالأعوام السابقة، وتوقع أن تمويل الشركات الناشئة سيرتفع او سيكون مماثلا مقارنة بـ2023 لكنه لن ينخفض.
وأوضح أن هناك ميزة وهى أن “الشركات الفقاعية” والتى تصعد بشكل كبير وتحقق سعرا أكبر من قيمتها الفعلية بدأت تقل فى السوق، ما يتيح مساحة للشركات المقيّمة بشكل متناسب مع قيمتها الحقيقية والخدمات ذات الجودة المناسبة للانتشار والتوسع والحصول على فرص استثمارية أكبر.
وذكر أن سعر الاقتراض يتماشى مع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وهو متقلب دائماً ولا يمكن توقعه، ولكن من الطبيعى أن يرتفع نظراً لسياسات التشديد النقدى من البنك المركزى.
«أبوالنصر»: ديناميكية السوق المصرى عامل جذب قوى للشركات الناشئة
قال عمر أبوالنصر مسثمر بإحدى الشركات الناشئة العاملة بقطاع الرعاية الصحية، إن استثمارات الشركات الناشئة تراجعت فى أغلب دول العالم نتيجة ارتفاع سعر الفائدة الأمريكية والتوترات والأزمات العالمية والإقليمية المحيطة بمصر.
أضاف لـ «البورصة»، أن تراجع استثمارات الشركات الناشئة فى مصر يرجع إلى عدم وجود بيئة ملائمة للاستثمار وتأخر تشريعات الشركات الناشئة من ضعف أنظمة التمويل وتشديد المحاسبة الضريبية.
وأوضح، أن مصر تمتلك مقومات قادرة على جذب المستثمرين وأبرز تلك المميزات هى الكثافة السكانية، وارتفاع القدرات الشرائية والقوى العاملة التى يتمتع بعضها بقدرات ذكية إلا أن بيئة الاستثمار ينقصها بعض العوامل التى تتميز بها الدول الأخرى مثل أمريكا والبحرين والإمارات.
أسامة: القطاع أرجأ أى توسعات لحين استقرار الأوضاع بالسوق المحلى
وقال محمد أسامة المدير التنفيذى لشركة أخضر لتكنولوجيا المعلومات، إن جميع القطاعات أرجأت عمليات التوسع خلال الفترة الحالية تخوفًا من أى مستجدات قد تطرأ على السوق وتعيق استكمال خطط التطوير بسبب تصاعد الأحداث الجيوسياسية.
أضاف لـ «البورصة»، أن تحرك الدول ومنها مصر فى تنفيذ مستهدفاتها من تسهيلات وتيسيرات لبيئة الأعمال مثل التحول الرقمى وسرعة إصدار التراخيص والإجراءات المطلوبة سيسهم فى استقطاب عدد كبير من الشركات الجديدة.
وتدرس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة إصدار رخص فضية للشركات الناشئة التى تعتبر صورة مصغرة للرخصة الذهبية ذات الموافقة الواحدة سعيًا نحو تسهيل أعمالها وأنشطتها فى السوق.
وأكد مستثمرون فى قطاعات صناعية مختلفة، أن إصدار الرخصة الفضية لتبسيط إجراءات الشركات فى السوق من شأنه أن يسهم فى مضاعفة أعداد تلك الشركات من خلال دخول استثمارات أجنبية جديدة، وتحفيز الشركات القائمة على التوسع.
أضافوا لـ «البورصة»، أن الرخصة الفضية ستساعد على تذليل العقبات التى تواجه المستثمرين من تباطؤ إجراءات تأسيس الشركات أو الحصول على التراخيص اللازمة للبدء فى المشروع، وتقليص فترات الانتظار للحصول على الموافقات.
40 مليون يورو لاستكمال 4 مشروعات لدعم الشركات الناشئة فى مصر
قال محمد الفقى الرئيس التنفيذى لشركة سيمبل للحلول والتكنولوجيا المالية، إن الأزمات الجيوسياسية التى طرأت على منطقة الشرق الأوسط بداية من العام الماضى أثرت سلبيًا على حجم الاستثمارات المتدفقة إلى قطاع الشركات الناشئة بمصر.
أشار إلى أن بطء اصدار تشريعات تسهل من عمل الشركات كتعدد جهات الولاية وارتفاع سعر الدولار فى السوق الموازى وعدم وجود رؤية واضحة للمستثمرين على كيفية التعامل مع الأزمات الاقتصادية من أبرز الأسباب التى تواجه السوق.
أضاف لـ «البورصة»، أن مصر تتمتع ببنية تحتية جيدة كما أنها تتحرك لرقمنة الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى تعداد السكان وهو ما يجذب المستثمرين بالخارج إلا أن تلك المعلومات لا يتم تسويقها بصورة جيدة لجذب المزيد من المستثمرين بقطاع الشركات الناشئة إلى السوق المصرى.
وأشار إلى أن معدل نمو شركته ارتفع لأكثر من الضعف مع نهاية عام 2023، ومن المستهدف أن ترتفع معدلات نمو الشركة مع نهاية العام الجارى بنسبة 35%.