قالت شركة “فيتش سليوشنز” التابعة لمجموعة “فيتش ريتينج”إن الاضطرابات التجارية فى البحر الأحمر ستؤثر سلبًا على قطاع المواد الخام الكيميائية، والذى بدوره سيؤثر على قطاع المواد الصيدلانية المصرية الفترة القادمة.
وأضافت فى تقرير حديث لها أن الهجمات الحوثية على الحاويات التجارية المستمرة منذ ديسمبر عام 2023، أدت إلى تغيير طريق الإبحار التقليدى للحاويات إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس.
وأوضح أن إعادة توجيه حاويات الشحن أثرت بشكل كبير على طريق التجارة من آسيا إلى البحر المتوسط المار عبر قناة السويس، والذى سبب تأخيرات كبيرة فى عبور الحاويات وزيادة تكاليف الشحن.
وتوقع التقرير أنه نظراً لاعتماد السوق المصري على السلع الاستهلاكية المستوردة من آسيا بما فى ذلك الصيدلانية والكيميائية، ستكون من أكثر القطاعات عرضة للخطر فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام وفى مصر بشكل خاص.
وفسر أن الاضطرابات امتدت إلى الصناعات الكيميائية والتى تعد جزء من توفير الخامات الصيدلانية، ونظراً لأن الصين والهند هما الموردان الرئيسيان لهذه المواد إلى مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فتوقع التقرير أن يواجه صانعو الأدوية فى مصر آثارًا سلبية بسبب انقطاع الإمدادات، ما قد يعيق قدراتهم الإنتاجية ويؤثر فى النهاية على استقرار قطاع الأدوية فى مصر.
ورجح التقرير أنه من أسباب انقطاع الإمدادات الحالية من المواد الصيدلانية الخام كان بسبب ضعف الجنيه المصرى ونقص احتياطيات الدولار اللازمة لتخليص واردات المواد الصيدلانية.
وأضاف أنه تم احتجاز أكثر من 150 شحنة من الأدوية الجاهزة وغير الجاهزة بقيمة تقدر نحو 100 مليون دولار فى الموانئ والمطارات فى النصف الثانى من 2023 فقط، بسبب عدم القدرة على تخليص هذه الواردات، والذى يؤكد التحديات التى تواجه سلسلة التوريد التى يواجهها قطاع الأدوية فى مصر.
وذكر أن شركات صناعة الأدوية المحلية تكافح للحفاظ على هامش الربح، وتتصارع مع التكاليف المرتفعة لتخليص واردات المواد الخام وعدم القدرة على تعويض تكاليف التشغيل المتزايدة من خلال رفع أسعار الأدوية، نظرا للقيود التى تفرضها اللوائح الحكومية. ونتيجة لذلك، اضطرت الشركات إلى خفض إنتاجها الصناعى للحفاظ على قدرتها المالية.
وتشير تقديرات فيتش إلى أنه فى عام 2023، وصلت مبيعات سوق الأدوية فى مصر إلى 134.4 مليار جنيه مصري، بينما وصل إلى 4.4 مليار دولار أمريكي، ليشهد نموًا سنويًا بنسبة 8.4% بالعملة المحلية وانخفاضًا بنسبة 32.4% بالدولار الأمريكى.
ويتوقع التقرير أن قيمة سعر صرف الجنيه الرسمى ستنخفض بشكل يضيق الفجوة مع السوق الموازي طوال عام 2024، ما يؤثر بشكل إيجابى على سوق الأدوية المعتمد على الاستيراد فى مصر.
وعلى هذا النحو، توقع التقرير أن يعكس عام 2024 انخفاضًا أكثر اعتدالًا فى النمو بالدولار بنسبة 19.3%، حيث يتكيف القطاع مع أسعار الصرف الجديدة ويستقر على المدى المتوسط.
وبحلول عام 2028، رجح التقرير أن تصل مبيعات الأدوية إلى 212.4 مليار جنيه مصرى أى ما يعادل 4.9 مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوى مركب قدره 9.5% بالعملة المحلية و2.2% بالدولار الأمريكي.
وطبقاً لتقرير الشحن فى البحر الأحمر الصادر عن شركة فرايتوز للشحن الدولى، إن الرحلات التى تعبر عن طريق رأس الرجاء الصالح تستغرق من 7 إلى 14 يوماً إضافياً، ما يعنى فترات زمنية أطول للمستوردين وتهديدات بإزدحام الموانئ.
وذكر التقرير أن أسعار الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا ارتفعت بنسبة 173% مقارنة بما كانت عليه قبل تحويل المسار، إلى أكثر من 4000 دولار أمريكي للحاوية المتوجهة.
كما تضاعفت أسعار الشحن من آسيا إلى البحر المتوسط إلى أكثر من 5000 دولار للحاوية المتوجهة.
وأضاف التقرير أن هذه المعدلات هي أكثر من ضعف الأسعار في يناير 2019.