غلوش: المستهلك يبحث عن الأرخص وعدم اليقين بالانخفاض يدفعه للشراء
أدى الصعود المستمر لأسعار الدولار فى السوق الموازى وتجاوزه حاجز 70 جنيها، إلى تحوط الوكلاء والتجار من الارتفاعات المتكررة تخوفًا من تآكل رأس المال، وغياب المستهلك عن السوق لعدم قدرته على الشراء.
وارتفعت أسعار حديد التسليح بنحو 7 آلاف جنيه للطن للمرة الرابعة مطلع الأسبوع الحالى، لتصل إجمالى زيادات المصانع لـ 16 ألف جنيه فى أقل من شهر، لتتراوح بين 60 و62 ألف جنيه للطن سعر البيع للمستهلك حاليًا، مقابل 58 ألف جنيه للطن السبت الماضى، وفقا لتجار وموزعى حديد تسليح تحدثوا لـ”البورصة”.
وأرسلت شركة حديد عز، خطاب لوكلائها السبت الماضى، بزيادة أسعار حديد التسليح 7 آلاف جنيه للطن للمرة الرابعة على التوالى، ليصل إجمالى الزيادة إلى نحو 16 ألف جنيه للطن ارض المصنع خلال أقل من شهر.
قال محمد غلوش، مدير القطاع التجارى والتصديرى لشركة MSG للمعادن، إن أسعار الحديد ارتفعت لمستويات قياسية، على الرغم من استقرار الخامات عالميا منذ أكثر من أسبوعين، ولكنها تأثرت بصعود الدولار فى السوق الموازى.
أضاف لـ”البورصة”، أن المستهلك بعد الزيادات الأخيرة بات يبحث عن أرخص سعر فى السوق وعدم اليقين بعدم الانخفاض مجددا يدفعه للشراء، بينما شريحه أخرى امتنعت عن الشراء وأطلقت حملة على وسائل التواصل الاجتماعى تحت مسمى “خليه يصدى”.
أوضح أن إلغاء رسوم الإغراق على واردات حديد التسليح، لا يمكن تطبيقه فى الوقت الراهن حفاظًا على الصناعة المحلية وتنافسيتها مع الأسواق الخارجية مثل تركيا، بجانب أن اتخاذ القرار يحتاج إلى توفير حصيلة دولارية من قبل البنوك لفتح اعتمادات مستندية لايمكن تحقيق ذلك حاليًا.
لفت إلى أن الطلب ارتفع على الحديد الاستثمارى بسبب توافر جميع الأقطار وانخفاض سعره نسبيًا.
الدجوى: السماح باستيراد الحديد يضاعف آلام الدولار
قال خالد الدجوى، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس شركة الماسية للصلب، إن اضطرابات سعر الصرف، وارتفاع تكلفة الشحن عقب تصاعد الأحداث فى البحر الأحمر، أحد أبرز زيادة الأسعار حاليًا.
طالب، الحكومة والأجهزة الرقابية، بالتدخل لضبط السوق وعدم السماح باستيراد الحديد لضغطه على الدولار، خاصة أن الطاقة الإنتاجية للمصانع تتخطى 14 مليون طن سنويًا، فى حين أن حجم الإنتاج الفعلى لا يزيد على 4 ملايين طن حاليًا.
وتراجع إنتاج مصر من حديد التسليح خلال أول 11 شهراً من العام الماضى، ليصل إلى 7.4 مليون طن، مقابل 7.8 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2022، وعلى الرغم من تراجع إنتاج الحديد، إلا أن الصادرات شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال نفس الفترة، بنسبة 65 % على أساس سنوى، ليصل إلى 1.7 مليار دولار، وفقا لبيانات رسمية صادرة عن اتحاد الصناعات.
قال أيمن العشرى، نائب رئيس غرفة الصناعات المعدنية، وشركة العشرى للصلب فى تصرياحات سابقة لـ”البورصة”، إن أغلب الدول المستوردة للصلب المصرى هى التى تضررت من الزلازل وبالتحديد تركيا و إسبانيا، بالإضافة إلى الدول العربية التى تشهد عمليات أعمار خلال الفترة الحالية، ولاحظنا ذلك مع زيادة صادرات حديد التسليح والصلب بمعدلات كبيرة خلال العام الماضى.