كشف تقرير لمجموعة بورصة لندن المعروفة باسم فوتسى راسل لتقديم خدمات المؤشرات المالية، عن أداء الاستثمارات الخضراء على مستوى العالم خلال الربع الأخير من 2023، أن القطاع التكنولوجى عالميًا تفوق على جميع المقاييس بين القطاعات الأخرى فى تحقيق معايير الاستدامة، بينما كان التراجع الأكبر لقطاع الصحة بسبب الاستهلاك المرتفع للطاقة غير النظيفة.
وحسب مؤشر الاستدامة التابع للمؤسسة، كان أداء القطاع مع بداية العام الحالى متباينًا فيما بين المناطق الجغرافية المختلفة، إلا أنه بشكل عام كان أضعف من 2023، الذى أغلق على نتائج إيجابية عن الأعوام السابقة.
ويقوم التقرير على قياس عدة محاور أساسية من خلال مؤشرات أعدتها المؤسسة، فالمؤشر الأول “تشويس Choice” يقيس اختيار الشركات لمجموعة المنتجات والخدمات التى تحقق معايير الاستدامة، ولها تأثير إيجابى على البيئة والمجتمع التى تعيش فيه، والمؤشر الثانى “فورجود 4good” يقوم على اختيار المؤسسات التى لديها نتائج مرتفعة فى تحقيق معايير “ESG”، فوق المتوسط، أما المؤشر الثالث “الفرص البيئية” فيعين الشركات التى تمثل المشروعات الخاصة بالاقتصاد الأخضر على الأقل نحو 20% من إجمالى إيراداتها.
وأظهر التقرير، أن مؤشر الاستثمارات الخضراء خلال الربع الرابع من العام الماضى حقق نتائج إيجابية تخطت نتائج الأسواق العالمية، حيث كان هنالك استغلالاً ملحوظًا للفرص فى الاستثمارات الخضراء المتخصصة فى القطاع البيئى، نتائج القطاعات الأخرى بنسبة 2%، مدفوعة بالتركيز الشديد على التطورات التكنولوجية خلال الفترة الماضية، والذى عوض تراجع الاستثمارات فى قطاع الطاقة.
وحقق مؤشر “choice” نتائج أفضل من المتوقع على مستوى العالم خلال الربع الأخير من العام السابق، خاصة فى الولايات المتحدة، وجاءت أغلبية الزيادة فى الأداء من قدرة المؤسسات على تخفيف استهلاك الطاقة فى عمليات الشركات بواقع 5% خلال الفترة، بينما كانت دول أوروبا الأقل أداء فى المؤشر، بسبب الاستهلاك المرتفع لقطاع الصحة فيها.
وسجل مؤشر “4Goood” أداءً مرتفعًا بشكل طفيف عن السوق، كما حققت أغلب الدول المتقدمة أداء متراجعًا، بينما حققت الدولة النامية أداء أفضل بكثير، نتيجة لاختيارهم لقرارات استرشادية سليمة على صعيد القطاعات المختلفة، وخاصة فى القطاعات التكنولوجية.
وتفوق “مؤشر الفرص البيئية ” بأداء مرتفع على نطاق مختلف الدول، وبالتحديد فى أوروبا والمملكة المتحدة، على عكس اليابان التى تخلفت عن الدول الأخرى، وجاء الأداء المرتفع لدول أووربا بفضل القطاع التكنولوجى، بينما الأداء المتراجع لليابان بسبب السلع الترفيهية.
وذكر التقرير، أن مؤشر البصمة الكربونية، على صعيد آخر، كان متراجعًا خاصة فى الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة واليابان، نظرًا لعدم ترشيد الاستهلاك فى مختلف القطاعات، وبالتحديد قطاع الصحة، بالرغم من أن قطاع التكنولوجيا شهد توزيعًا متكافئًا للطاقة خلال الربع الأخير من العام.
وأحرز مؤشر التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية، أداء إيجابيًا على مستوى العالم خلال الربع الأخير من 2023، بخلاف اليابان، بفضل ترشيد استهلاك الطاقة، واستغلال الموارد المالية بشكل صحيح، واَيضا التركيز على الاستفادة من التكنولوجيا واختيار الفرص الصحيحة.
وأظهر مؤشر الأسواق النامية، تباينًا فى الأداء حسب كل دولة فى الربع الرابع من العام الماضى، إذ كان لمؤشر “choice” أداء إيجابيا متفوقا عن بقية المؤشرات، ولكنه على صعيد آخر أظهرت بقية المؤشرات أداء أقل من المطلوب، موضحًا أن القطاعات الصحية فى الدول النامية لم توفق فى ترشيد استهلاك الطاقة فى عملياتها، على عكس القطاعات التكنولوجية.
وتباين الأداء أيضا ما بين الدول المتقدمة، حيت أظهرت مؤشرات “choice” والتحول لانبعاثات أقل، نتائج إيجابية، بينما حقق مؤشر”الفرص البيئية” أداء أقل من المطلوب، وأيضا تفوق القطاع التكنولوجى عن غيره من القطاعات، بينما تخلف قطاع الصحة مرة أخرى عن نظائره.