وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على صرف 4.7 مليار دولار لرئيس الأرجنتين خافيير ميلي، وفقاً لبيان صدر أمس الأربعاء.
تمثل هذه الدفعة جزءاً من برنامج إعادة التمويل الذي تبلغ قيمته 44 مليار دولار، وهو أكبر برامج التمويل التي وافق عليها الصندوق، بعدما أحاطت بها الشكوك عدة أشهر أثناء الحملة الانتخابية التي شهدت فوز ميلي على الحكومة البيرونية للرئيس ألبيرتو فيرناندز.
قرار المجلس التنفيذي يوم الأربعاء أعقب التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء في بوينس أيرس في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت مديرة الصندوق، كريستالينا جورجييفا، في البيان: “إن الإدارة الجديدة تتخذ إجراءات شجاعة لاستعادة الاستقرار للاقتصاد الكلي والبدء في معالجة العقبات طويلة الأمد التي تواجه النمو. وأدت هذه الإجراءات الأولية إلى تجنب أزمة في ميزان المدفوعات على الرغم من تحديات الطريق إلى تحقيق الاستقرار”.
ألغى ميلي مؤخراً أهم إجراءات التقشف –ومن بينها زيادات كبيرة في الضرائب– من حزمة الإصلاح الشاملة من أجل استرضاء أعضاء البرلمان. ومع ذلك، يصر وزير الاقتصاد لويس كابيوتو على أن الأرجنتين ستحقق هدف التخلص من عجز الموازنة وتحقيق فائض أولي هذا العام يعادل 2% من إجمالي الناتج المحلي، وهو أحد الأهداف التي وضعها صندوق النقد الدولي.
زيادة الاحتياطي الأجنبي في الأرجنتين
يريد الصندوق أيضاً من الأرجنتين زيادة صافي الاحتياطي من النقد الأجنبي إلى 10 مليارات دولار بحلول نهاية العام، ويتوقع أن يتطور موقف السياسة النقدية لميلي في الأشهر المقبلة مع انتشار تأثير الخفض المبدئي لقيمة العملة بنسبة 54% في مختلف جوانب الاقتصاد.
تتجاوز قيمة الدفعة التي أقرها الصندوق التوقعات المبدئية بصرف 3.3 مليار دولار، وتوفر فسحة من الوقت أمام الرئيس الجديد للوفاء بمدفوعات الدين للصندوق قبل اتخاذ قرار يتعلق بالاستمرار في البرنامج الحالي الذي بادر به الرئيس السابق أو التفاوض على برنامج جديد.
إصلاحات اقتصادية قوية في الأرجنتين
نيكولاس بوسي، رئيس وزراء ميلي، سافر إلى واشنطن هذا الأسبوع وقابل غيتا غوبيناث، النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد الدولي، مساء يوم الثلاثاء. وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى ميلي مديرة الصندوق مع نائبتها غوبيناث بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
وقالت جورجييفا أثناء مؤتمر لـ”بلومبرج” في دافوس: “إن ما تفعله هذه الإدارة هو مواجهة بعض أوجه القصور التي نراها جميعا بدرجة كبيرة من القوة، مثل اختلال توازن المالية العامة، إذ يتجاوز حجم الإنفاق ما تتحمله الموازنة، مع نضوب الاحتياطي النقدي. لذلك فنحن نرى تقدماً على جميع هذه الجبهات”.
أجرى صندوق النقد الدولي تخفيضاً كبيراً على توقعاته للنمو في الأرجنتين يوم الثلاثاء، متوقعاً انكماش ثاني أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية لعامين متتاليين بينما يضغط ميلي لتنفيذ “تعديل سياسي كبير”. ويتوقع الصندوق انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.8% هذا العام مع ارتفاع سريع في معدل التضخم.