يتخارج ملاك السفن في اليونان من تجارة النفط الروسية بعد تشديد العقوبات الأمريكية التي تستهدف التجار وشركات الشحن التي تنقل البترول من روسيا.
انخفض عدد الناقلات المملوكة لليونان التي تنقل الخام الروسي إلى 8 ناقلات فقط في يناير، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرج”. وقد تراجع عددها إلى هذا المستوى بعد بلوغها أكثر من 40 ناقلة في مايو وحوالي 20 ناقلة خلال معظم شهور النصف الثاني من العام الماضي.
يأتي هذا التخارج الكبير بعد أن أفزعت وزارة الخزانة الأمريكية ملاك الناقلات الغربيين عبر مطالبتهم بتوضيح ما فعلوه للامتثال للحد الأقصى لسعر النفط الروسي المحدد من قبل مجموعة الدول السبع عند 60 دولارا للبرميل.
قال مسؤولون من شركتين مقرهما أثينا بعد فترة وجيزة إنهم كانوا يتعاملون بحذر أثناء تقييمهم للوضع.
أرسلت الإخطارات في نوفمبر إلى شركات في نحو عشر دول، أعقبها فرض عقوبات على شركات تتاجر في النفط الروسي وعلى ملاك السفن الذين يساعدون في نقله.
تجاوز سقف الأسعار
تلاشت السفن المملوكة لليونان تماماً من تجارة النفط الروسي الذي يجري تحميله من موانئ البلاد في المحيط الهادئ وينقل إلى مشترين في الصين والهند. ويجري تداول تلك الخامات، وخاصة خامي شرق سيبيريا والمحيط الهادئ “إسبو” و سوكول، بعلاوة سعرية على خام الأورال الرئيسي في موسكو، وبسعر يتجاوز كثيراً سقف الأسعار الذي وضعته مجموعة الدول السبع.
تلتزم الشركات الغربية التي تشارك في شراء أو نقل النفط الروسي بأن تحصل على شهادات موثقة تظهر أن شحناتها امتثلت لشروط الأسعار.
مع ذلك، تظهر بيانات الأسعار المقدمة من شركة “آرغوس ميديا” (Argus Media) تداول خام “إسبو” بأسعار أعلى من الحد الأقصى بحوالي 13 دولاراً في البرميل خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عام 2024. وتجاوز سعر خام الأورال في الشحنات المحملة من موانئ في بحر البلطيق سقف الأسعار بحوالي دولار واحد للبرميل.
زيادة الضغوط على موسكو
انسحاب سفن الأسطول اليوناني سوف يشكل ضغطاً على الناقلات الروسية وعلى أسطول الظل من السفن، الذي تضخم منذ غزو قوات موسكو لأوكرانيا قبل عامين تقريبا.
مع خسارة سوقها الأوروبية، التي استوعبت تقريبا كل إنتاجها الذي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا من النفط الخام المشحون من الموانئ الروسية في بحر البلطيق والبحر الأسود والقطب الشمالي، اضطرت موسكو إلى الاعتماد بشكل حصري تقريبا على واردات الصين والهند، وعلى تركيا بدرجة أقل. وتستخدم هذه الشحنات عددا أكبر من السفن التي تبحر في رحلات أطول بكثير من الإبحار إلى الموانئ الأوروبية.
أصبح تصدير النفط أكثر تعقيداً بسبب الهجمات على حركة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن من قبل المسلحين الحوثيين في اليمن. تعرض جميع النفط الروسي المرسل من الموانئ الغربية إلى الهند والصين إلى تلك الهجمات، وأصيبت ناقلة واحدة على الأقل على الرغم من تأكيدات الحوثيين بأن السفن الروسية والصينية ستكون آمنة.
لم تحول أي ناقلات تحمل الخام الروسي مسارها حتى الآن حتى تتجنب جنوب البحر الأحمر، وفقا لبيانات تتبع الناقلات التي رصدتها “بلومبرغ”. ينطبق هذا على كل من السفن المملوكة لشركة “سوفكومفلوت” (Sovcomflot) التي تسيطر عليها الدولة، والسفن التي تشكل أسطول الظل، الذي أنشيء لمساعدة موسكو على التهرب من القيود الغربية على صادراتها النفطية.