أدى نقص السيولة الدولارية فى البلاد، إلى غياب “الباندا” الدمية الأشهر بين هدايا الاحتفال بعيد الفلانتين، والاتجاه لبدائل أخرى محلية كبوكسات الهدايا والعطور المصنعة محليًا.
ورصدت “البورصة” فى جوله ميدانية بمنطقة الدقى، تسجيل أسعار الدباديب ارتفاعا بنسبة 80 % مقارنة بالعام الماضى، وذلك بسبب أزمة الدولار وتأثيرها على العملية الاستيرادية، كما أكد التجار على تراجع الإقبال بنسبة 90% مقارنة بموسم 2023.
وقال التجار، إن أسعار الدباديب ذات الحجم الصغير تتراوح بين 110 و800 جنيه، بينما الأحجام المتوسطة تتراوح بين ألف و3 آلاف جنيه.
كما تراوحت أسعار العطور بين 200 وألف جنيه حسب الحجم والماركة، وارتفعت أسعار الورود بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضى، لتبدأ أسعار البوكيهات من 50 إلى 60 جنيها وتصل الى 200 جنيه فى بعض الأصناف.
أسعار بوكسات الهدايا لم تنج من الزيادات، وتراوحت أسعارها بين 550 وألفى جنيه.
من جانبه، قال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الهدايا ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، إن تضارب المواسم وارتفاع سعر الدولار أطاحوا بموسم هدايا الفلانتين خلال العام الجارى.
أضاف لـ”البورصة”، أن تزامن موسم عيد الحب “الفلانتين”، مع موسم شهر رمضان، بجانب صعوبة استيراد هدايا الدباديب المصنفة كسلع ترفيهية، فى ظل نقص السيولة الدولارية، وارتفاع تكلفة تأمين وشحن الحاوية الواحدة إلى 9 آلاف دولار، مقابل ألفى دولار خلال العام الماضى بسبب الاضطرابات الجارية فى البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن المارة بباب المندب كلها عوامل أطاحت بموسم الفلانتين الحالى.
“عيد الحب”.. الأسعار تحاصر موسم استهلاك تقليدياً
لفت إلى أن التجار يعتمدون حاليًا على مخزون هدايا الموسم الماضى، والتى حققت لها مكاسب فى ظل ارتفاع أسعارها بنسبة 100%.
أشار إلى أن البنوك لا تعطى أولوية لفتح إعتمادات مستندية للمنتجات والسلع الترفيهية، وتهتم بالسلع الأساسية، بسبب نقص السيولة الدولارية فى البلاد.
أوضح، أن شريحة كبيرة من المستهلكين لا يوجد لديهم قابلية لشراء هدايا الفلانتين، بسبب تعدد أوجه الإنفاق ومتطلبات الحياة، وارتفاع تكاليف الزواج، واكتفت بالهدايا البسيطة كالعطور والابتعاد عن مصنوعات الفرو والذهب التى وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية.
كشف أن المصانع المحلية التى تنتج لعب الأطفال محليا والهدايا، أعدادها محدودة، وتحتاج إلى مستلزمات انتاج واكسسورات مستوردة من الصين.
طالب، الحكومة بزيادة الاهتمام بالصناعات المغذية، لتشغيل المصانع بكامل طاقتها ومن ثم تصدير الفائض وجلب سيولة دولارية.
قال أحمد خضر، رئيس مكتبة أولاد خضر للأدوات المدرسية والهدايا، إن أسعار هدايا الفلانتين مرتفعة للغاية خلال العام الجارى، بسبب نقص المعروض وعرقلة العمليات الاستيرادية.
أضاف لـ”البورصة”، أن الأسعار المرتفعة بنسبة تصل إلى 120% مقارنة بالعام الماضى، أدت إلى عزوف البعض لشراء “الدباديب” والتى تبدأ اسعارها من 600 جنيه وتقترب من 3 آلاف جنيه حسب الحجم والمنطقة التى يباع بها.
البنوك تحاول فك حصار التضخم عن «الفلانتين»
لفت إلى أن المكتبة فضلت الاستغناء عن كثير من الهدايا باهظة الثمن، وتوجهت لشراء العطور والورود التى تبدأ أسعارها من 100 جنيه وتصل إلى 500 جنيه.
أشار إلى أن تزامن عيد الحب مع موسم رمضان، أجبر المكتبات على شراء كميات قليلة من هدايا الفلانتين استعدادا لشراء زينة رمضان.
وتراجع معدل التضخم الشهرى فى نهاية يناير الماضى إلى 2.2% بعد أن كان 6.3% بنفس الفترة من العام السابق بفارق 3.1%، وفقا للبنك المركزى المصرى.
ولكن هذا الانخفاض لم يكن ملموسًا للمستهلك بسبب ارتفاع الأسعار مع بداية العام بنسب تصل إلى 30% فى بعض السلع والمنتجات متأثرة بنقص السيولة الدولارية فى البلاد وصعود الدولار الموازى إلى مستويات قياسية، وفقا لتجار ومصنعين تحدثوا لـ”البورصة”.
قال علاء عادل، سكرتير شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، إن البنوك ترفض فتح اعتمادات مستندية لسلع غير أساسية، مثل الدباديب وماجات الهدايا، مضيفاً أن القطاع اعتمد على الهدايا المصنعة محليا مثل شنط الهدايا التى تبدأ أسعارها من 5 جنيهات وتصل إلى 50 جنيهًا، بجانب بوكسات الهدايا التى تبدأ من 150 جنيها وتصل إلى 800 جنيه.
لفت إلى أن الإقبال تراجع بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضى، بسبب ارتفاع متطلبات المعيشة.
وقال المهندس مجدى غالى رئيس شركة نايل تاكسى النهرى، إن الشركة قررت تقديم عروض خاصة على الرحلات النيلية السياحية بمناسبة موسم “الفلانتين” وذلك لاستقطاب الفئات العمرية الشابة.
وأضاف أن الشركة قررت عدم زيادة أسعار التذاكر خلال الموسم وفضلت استقرارها، وتتطلع لتحقيق نمو بنسبة 50% من معدلات الإقبال خلال الموسم الفلانتين،
أوضح أن معدلات التضخم والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الحالية قد تحول بين تحقيق تسجيل هذه النسبة الموسم الحالى بسبب غلاء المعيشة .
ضحى جمال ونانسى سمير ومنة الله ياسر