تعانى منطقة القرن الأفريقى من تعطل نشاط موانئها بسبب هجمات الحوثيين على السفن، ومن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وفقاً لصحيفة “لوموند”.
فجيبوتى، مثلاً، تقع مباشرة قبالة اليمن، ولا يكاد يفصل بين الدولتين سوى 30 كيلومتر فى أضيق جزء من مضيق باب المندب الذى يمثل مدخل المحور البحرى المؤدى إلى قناة السويس.
وفى 24 فبراير الماضى، تم تسجيل انفجار فى البحر على بعد 70 ميلاً (130 كيلومتر) فقط من العاصمة الجيبوتية، وفقاً لوكالة السلامة البحرية البريطانية.
ويمر نحو 30% من حركة نقل الحاويات فى العالم عبر البحر الأحمر ثم قناة السويس، وهى طريق رئيسى يربط آسيا بأوروبا على وجه الخصوص.
ورداً على التهديد، حول كبار مالكى السفن الثلاث فى العالم – “إم إس سى” و”ميرسك” و”سى إم إيه سى جى إم” – سفنهم إلى طريق رأس الرجاء الصالح، فى أقصى جنوب أفريقيا، وهى تحويلة أطول بعشرة أيام إضافية، وأكثر تكلفة وأكثر تلويثا.
وبالنسبة لدول القرن الأفريقى “جيبوتى والصومال وإريتريا وإثيوبيا بالمعنى الأكثر تقييداً، بالإضافة إلى كينيا والسودان”، فالتأثير أشد بكثير.
مسار استراتيجى
وفى المنطقة، تعتمد التجارة الخارجية بشكل كبير على قناة السويس، وحسبما يؤكد تقرير نشرته “الأونكتاد” فى فبراير، فإن 31% من التجارة الخارجية لجيبوتى و34% للسودان تمرّ بهذا الطريق الاستراتيجى.
ومن الصعب الحصول على أرقام دقيقة لانخفاض الإيرادات فى الموانئ الرئيسية فى المنطقة.. ولكن ينبغى أن تكون كبيرة.
ففى جيبوتى، يأتى 75% من الناتج المحلى الإجمالى من الخدمات، التى تتكون أساساً من اقتصاد الموانئ الكبيرة المطورة على مدار العشرين عاماً الماضية لجعل هذا البلد ذى الموقع الاستراتيجى، مركزاً لوجستياً.
وتظهر حالياً البيانات التى حللتها مؤسسة “سيفاسيل”، وهى مؤسسة فرنسية متخصصة فى الخدمات اللوجستية للموانئ، انخفاضاً بنسبة 10% فى محطات التوقف فى جيبوتى، و22% فى بورتسودان، فى حين أن ميناء مومباسا هو الميناء الوحيد فى المنطقة الذى حقق مكاسب “+15%”.
لكن بالنسبة إلى يان أليكس، مدير الميناء، فإن هذه الأرقام تخفى حقيقة أن الشركات الكبيرة تعيد توجيه السفن الكبيرة جدًا إلى رأس الرجاء الصالح ولكنها تواصل العمل فى المنطقة بسفن أصغر.
ونتيجة لذلك، لا يقتصر الأمر على مرور عدد أقل من الحاويات فحسب، بل يجب أن تكون هذه الخدمات المتدهورة باهظة الثمن للغاية، فى إشارة إلى تضاعف سعر الحاوية الداخلية بثلاث، أو حتى أربع مرات.
الخوف من النقص
وفى ميناء مومباسا، الذى يستفيد بالتالى من موقعه الآمن على المحيط الهندى، ارتفعت تكاليف النقل بنسبة 45% إلى 50%، كما يؤكد جمعة على تيلاه، مدير جمعية النقل البحرى الكينية، مشددًا أيضاً على مشاكل الازدحام بالنسبة للمصدرين “خاصة القهوة والشاى”.
وفى السودان، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية، وهى منظمة غير حكومية، يوم 28 فبراير، من زيادة بنسبة 40% فى تكلفة استيراد الأدوية عبر ميناء بورتسودان، وهو المركز الرئيسى للمنظمات الإنسانية الناشطة فى هذا البلد الذى يعيش حالة حرب.