حسين: راية ستضع استراتيجية لتخفيف حجم التأثر برفع الفائدة
فاجأ البنك المركزى مجتمع الأعمال والاقتصاديين برفع الفائدة على الجنيه أكثر من التوقعات وقام برفعها 600 نقطة أساس دفعة واحدة يوم الأربعاء مع إطلاق خطته لإصلاح سوق الصرف.
ووصلت الفائدة على الاقتراض لليلة واحدة لدى البنك 28.25%، وهو ما أضاف أعباء كبيرة بين ليلة وضحاها على الشركات المقترضة وذات المديونية العالية.
ويتباين تأثير رفع أسعار الفائدة على الشركات المدرجة بالبورصة المصرية على حسب الرافعة المالية وحجم قروض الشركات، فمع كل رفع في سعر الفائدة يزداد شكل التأثير خاصة تلك التى لديها ديون دولارية.
ومن بين أكبر الشركات المقترضة المدرجة بالمؤشر الرئيسى للبورصة المصرية، حديد عز والسويدى للكابلات والقابضة المصرية الكويتية والقلعة للاستثمارات المالية، وإعمار مصر وجى بى كورب، وإيبيكو، بالإضافة إلى المصرية للاتصالات، والنساجون الشرقيون، وراية القابضة.
«سيرا» تدرس حجم تأثير رفع الفائدة 600 نقطة أساس
وتتبنى الشركات سياسات مختلفة للخروج من وطأة ارتفاع تكلفة الدين باللجوء لتوفير سيولة عبر سبل أخرى بعيدًا عن مستويات الفائدة القياسية.
وقال حسام حسين رئيس القطاع المالي بشركة راية القابضة، إن رفع أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس سيؤثر على الشركة بشكل ملحوظ ولكن الشركة تتبنى استراتيجيات مختلفة لتفادى هذا التأثير.
وأضاف حسين لـ«البورصة»، أن هناك توجه لزياة رؤوس أموال الشركات بهدف السداد المعجل للقروض لتفادى تأثير هذا الارتفاع وتخفيف وطأته، موضحًا أن حجم القروض على القابضة بلغ نحو 12 مليار جنيه ما بين محافظ الشركات التابعة ورأسمال عامل.
وتابع أن الشركة باتت تلجأ لزيادة رؤوس أموال أو استقطاب مستثمرين جدد للدخول بالشركات، موضحًا أن التأثير سيطول كل الشركات العاملة في السوق المصرية.
ويرى أن سياسة التشديد النقدى من الممكن أن تتباطأ وتيرتها خلال النصف الثانى من العام الجاري ما سيمنح الشركات فرصة لالتقاط أنفاسها حينها.
وتابع أن هناك تأثيرا على شركات الأنشطة المالية غير المصرفية خاصة على تكلفة الدين على قروضها القائمة، وكذلك المحافظ القائمة، متوقعًا أن تؤثر شهية المتعاملين على الاقتراض من شركات التمويل بدفع من ارتفاع أسعار الفائدة.
منير: رصيد السيولة بـ«مصر الجديدة» سيمنع التأثير
وقال مصدر بشركة القاهرة للخدمات التعليمية “سيرا”، إن الشركة ما زالت حجم التأثير للرفع المفاجئ لسعر الفائدة بواقع 600 نقطة أساس عليها وعلى تكلفة الدين، وستقوم بوضع استراتيجيات للتمكن من التغلب على التحديات الاقتصادية الراهنة.
وقالت مروة منير رئيس قطاع علاقات المستثمرين بشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، إن الشركة ستعقد اجتماعًا لمجلس إدارتها لرصد حجم التأثير عليها، موضحة أنه حتى الأن لا يوجد تاثير رغم وجود قروض، وذلك لامتلاكها رصيدا من السيولة التى وفرها بيع أرض هليوبارك.
وقالت مارينا ويليام محللة القطاع الاستهلاكى بشركة الأهلى فاروس لتداول الأوراق المالية، إن الشركات المقترضة سوف تتأثر سلبًا بشكل كبير خاصة شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية – سيرا والتى تعد من الأكثر شركات اقتراضًا بهذا القطاع.
وأضافت أن أرباح الشركات المقترضة سوف تتأثر ولكن بشكل متفاوت، مشيرة إلى أن أصحاب العوائد الدولارية مثل شركة النساجون الشرقيون، وجهينة لن يطولهم التأثير بشكل كبير.
ويليام: لابد أن تقوم الشركات المقترضة بتخفيف الديون
ونصحت الشركات المقترضة بالعمل على توفير السيولة والتى قد تستغرق بعض الوقت لمحاولة تخطى التأثير السلبى لارتفاع الفائدة.
وتعد شركة القلعة القابضة من بين أكبر الشركات المقترضة المدرجة بالبورصة المصرية، ومع رفع أسعار الفائدة ستشهد تأثرًا كبيرًا، وتعمل الشركة على بيع مساهماتها أو حصص من مساهماتها بشركاتها التابعة مقابل تسوية المديونيات.
وفى وقت سابق قال هشام الخازندار الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة، إن هناك خطة لخفض مستويات المخاطر مع التركيز على تخفيض الديون وزيادة التدفقات النقدية، مشيرًا إلى الشركة المصرية للتكرير باتت منتظمة في سداد أقساط القروض وفوائدها، ونعمل على إعادة هيكلة الديون على مستوى شركة القلعة باعتبار ذلك الأمر من أولوياتها.
وقال هشام حمدى محلل استهلاكى بشركة النعيم لتداول الاوراق المالية، أن بالرغم من ارتفاع سعر الفائدة والتأثير السلبى على الشركات التى لديها قروض، إلا أن تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلق حالة من التوزان لدى تلك الشركات.
وأضاف أن استقرار سعر الصرف سيساعد الشركات فى الحصول على العملة الدولارية مشيراً إلى أن الإفراج عن البضائع المحتجزة بالجمارك سيساعد فى تحسن هوامش مجمل ربح الشركات، موضحًا أن القطاعات التى ستشهد تأثرًا إيجابيًا تتمثل فى شركات الأغذية مثل إيديتا، جهينة، دومتى، عبور لاند مع فتح الاعتمادات المستندية.
وتابع أن الشركات بقطاع الخدمات والمنتجات الصناعية والسيارات مثل شركة جي بى كورب سوف تتأثر سلبيًا بشكل طفيف، ومن المتوقع انخفاض الفائدة تدريجيًا على المدى المتوسط.
وفى مؤتمر صحفى عقده يوم الأربعاء قال محافظ البنك المركزى حسن عبدالله إن تكلفة التمويل جزء محدود من التكلفة الإجمالية للشركات.