بدأ الفلسطينيون صيام شهر رمضان المبارك اليوم الاثنين مع تفاقم أزمة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر في واقع وصفته وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية بعيدًا للغاية عن احتمالات وقف الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
وذكرت الوكالة في تقرير يرصد الأوضاع داخل القطاع المنكوب أن صلاة أول تراويح للشهر المبارك أقيمت في شوارع غزة وسط أنقاض المباني المهدمة بينما علق بعض الأشخاص أضواء وزخارف جميلة في مخيمات مكتظة وأظهر مقطع فيديو من مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى مأوى أطفالاً يرقصون ويرشون الرغوة بينما كان رجل يغني احتفالًا بقدوم الشهر الكريم عبر مكبر الصوت.
وقالت الوكالة إنه لم يكن هناك ما يدعو للاحتفال بعد خمسة أشهر من الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وتركت معظم أنحاء غزة في حالة خراب. عادة ما تُنهى العائلات المسلمة صيامها اليومي باحتفالات وابتهالات دينية ولكن الوضع الراهن في غزة يؤكد أنه لا يوجد سوى القليل من السلع المعلبة والأسعار مرتفعة للغاية بالنسبة للكثيرين.
وقال صباح الهندي، الذي كان يتسوق لشراء الطعام في مدينة رفح: “لا ترى أحداً والفرحة في عينيه. كل عائلة حزينة. كل عائلة لها شهيد”.
وأشارت “أسوشيتيد برس” إلى أن الحرب أدت إلى نزوح نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن منازلهم ودفعت مئات الآلاف إلى حافة المجاعة.. ويقول مسئولو الصحة إن ما لا يقل عن 20 شخصًا، معظمهم من الأطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال غزة.
وأغلقت القوات الإسرائيلية شمال القطاع إلى حد كبير منذ أكتوبر الماضي، وتقول جماعات الإغاثة إن القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام جعلت من المستحيل تقريباً توصيل الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه بأمان في معظم أنحاء القطاع.
وبدأت الولايات المتحدة ودول أخرى إسقاط المساعدات جوا في الأيام الأخيرة، لكن المنظمات الإنسانية تقول إن مثل هذه الجهود مكلفة وغير كافية.. وبدأ الجيش الأمريكي أيضًا في نقل المعدات اللازمة لبناء جسر بحري لتوصيل المساعدات، لكن من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يصبح جاهزًا للعمل.. حسبما أشارت الوكالة.