قالت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفيرة سها جندي، إننا نعتز بالتعاون مع الجانب الألماني و نعتبره نموذجاً للتعاون الثنائي الناجح، خاصة في مجال تدريب وتأهيل العمالة المصرية من أجل التوظيف، والذي أثمر المزيد من النتائج الهامة، على رأسها إنشاء المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.
جاء ذلك خلال استقبال الوزيرة للسفير فرانك هارتمان، سفير ألمانيا لدى مصر؛ لبحث تعزيز وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة، والبناء على ما تحقق من نتائج بين الجانبين في مجالات الهجرة والمهاجرين والتدريب من أجل التوظيف، وخاصة بشأن المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج التابع للوزارة، وذلك بحسب بيان اليوم الثلاثاء لوزارة الهجرة.
ونوهت سها جندي بأن هذا المركز يعد أحد الأذرع التنفيذية للمبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ونموذجا للتعاون المثمر بما يقدمه من خدمات وبرامج مهمة لمساعدة الشباب المصري الراغب في الهجرة، من فرص توظيف وتدريب وتأهيل مهني ونفسي، وفق احتياجات ومتطلبات سوق العمل الأوروبية بشكل عام والألمانية بشكل خاص، وإعادة الإدماج بما يقدمه من خدمات لإدماج المصريين العائدين للاستقرار في مصر بعد أعوام من العمل والإقامة في الخارج.
وأشارت إلى ثمار التعاون مع الجانب الألماني، من خلال ما تم في الفترة الماضية، في موضوعات التدريب من أجل التوظيف، حيث تم تدريب وتأهيل عدد من العمالة المصرية، وتوفير وظائف لهم في مصر وألمانيا في المهن التي تدربوا عليها، ومنحهم فرصاً وعقوداً رسمية موثقة للعمل هناك، ما يدفع للبناء على ذلك والعمل على استثمار هذا النجاح.
ولفتت إلى غرف التدريب التابعة للمركز المصري الألماني المتواجدة في الـ 14 محافظة الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، وتفقدها لعدد منها، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تدريب شبابنا من أجل التوظيف وتقديم المشورة والنصائح لتأهيلهم للعمل في الأسواق العالمية، مشددة على ضرورة تطوير هذه الغرف وتوسعتها بشكل يستوعب العدد المتميز من العمالة والشباب الساعي للعمل وبناء مستقبل أفضل.
وأكدت وزيرة الهجرة التطلع لزيادة فرص العمل ورفع نسب ومعدلات التدريب والتأهيل لملائمة المهارات لتتوافق مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل واستثمار اللبنة التي تم وضعها لتطوير التعاون وتوسعته ليشمل أسواق العمل بدول أخرى تواصلت مع وزارة الهجرة على أعلى المستويات بحثاً عن محاكاة نموذج التعاون المصري الألماني، وإقامة نماذج مماثلة.
وأضافت أن ذلك يجعلنا نفكر في تطوير التعاون بشكل يسمح بالتكامل وتأسيس مركز موحد للتدريب من أجل التوظيف، ليضم كافة الجهات المعنية بالتدريب وتأهيل العمالة داخل مصر والدول الساعية لاستيفاء احتياجاتها من العمالة، بما يخلق فرصاً بديلة لشبابنا لإثنائهم عن فكرة السفر بطريقة غير شرعية، وتحقيق تنمية مجتمعية من خلال توفير فرص تدريب وتأهيل وتشغيل للشباب بالداخل والخارج خاصة من القرى الأكثر فقرًا والأكثر احتياجًا”.
من جانبه،أكد السفير فرانك هارتمان، أن العلاقات المصرية الألمانية علاقات استراتيجية وتاريخية، وهو ما ينعكس على التعاون الاستراتيجي بين البلدين، منوهاً بنجاح المشروعات المشتركة مع وزارة الهجرة المصرية.
وأبدى سفير ألمانيا لدى مصر الاستعداد للبناء على ما تحقق من نجاح كبير للمركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، ما يدفع للتطوير وتعزيز آفاق التعاون في مجالات الهجرة والمهاجرين، في سبيل حوكمة هجرة اليد العاملة للعمل على تعزيز فرص للأيدي العاملة الفنية المدربة، وفقاً لمتطلبات أسواق العمل الأوروبية.
وفي ختام اللقاء، اتفقت وزيرة الهجرة و السفير الألماني على الاستمرار في عمليات التنسيق والتباحث للخروج بصيغة عمل توافقية بين الجانبين في المرحلة القادمة، تضمن تحقيق تطوير وتوسيع عمل المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وكذلك الاستفادة المتبادلة في سبيل خدمة الأهداف المشتركة للبلدين في ملفات الهجرة والمهاجرين والتدريب من أجل التوظيف.