الصفقات الصغيرة تمثل نحو 92% من النشاط خلال عام 2023
قالت مجموعة برايس ووتر هاوس فى تقرير لها، إن نشاط المدمج والاستحواذ فى مصر تراجع 60% خلال العام الماضى، مما دفع بدوره إلى تباطؤ النشاط فى منطقة الشرق الأوسط لتسجل إجمالى الصفقات فى المنطقة نحو 447 صفقة، بتراجع 30% مقارنة بالعام السابق له، بينما حافظت المملكة العربية السعودية، والإمارات المتحدة على مستويات مرتفعة من الصفقات.
وأضاف التقرير الذى حصلت “البورصة” على نسخة منه، أن تراجع الأداء فى مصر غير المسار الإيجابى الذى كانت تسير عليه، عندما كانت تحقق أكبر عدد من الصفقات فى المنطقة، مشيرًا إلى أن التراجع نتيجة لانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وارتفاع أسعار الفائدة والتحديات الاقتصادية بشكل عام، إلا أن انخفاض الجنيه كان لصالح المشترين، وجذب مجموعة من المستثمرين فى قطاعات الطاقة والصحة، والخدمات المالية، والسياحة، بالتحديد من بين القطاعات الأخرى.
ويرى التقرير أن الاحتياجات التى تولدها النسبة المرتفعة للسكان والبنية التحتية الحالية لمصر، قادرة على الاستمرار فى جذب المزيد المستثمرين الأجانب، كما حدث فى صفقة الأخيرة لاستثمار “إيه دى كيو ADQ” فى منطقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، لتحويلها إلى منطقة سياحية عالمية.
وذكر التقرير أن صفقة استحواذ “جلوبال للاستثمار” الإماراتية على حصة 30% من أسهم الشركة الشرقية للدخان بقيمة 625 مليون دولار والتى تعد أكبر منصع للتبغ فى مصر، استحوذت على المركز الثالث من حيث حجم الصفقات خلال 2023، لتأتى ضمن أكبر الصفقات فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أن سوق الدمج والاستحواذ فى الشرق الأوسط أظهر أداء متامسكًا خلال 2023، بالرغم من تباين أداء السوق العالمى على مدار العام، حيث تحسن أداء الصفقات فى النصف الأول من العام الماضى، مقارنة بالنصف الأول من عام 2022، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة، وتكلفة التمويل، وتباطؤ النشاط الاقتصادى فى عدة مناطق حول العالم كلها عوامل أعاقت هذا الأداء الجيد، مانعة النشاط من التعافى.
وانكمش نشاط الدمج والاستحواذ عالميا إلى 2.5 تريليون دولار فى 2023، مقارنة بأعلى قمته فى 2021 حينما حقق 5 تريليونات دولار، كما تراجعت أعداد الصفقات بواقع 17%، مسجلة 55 ألف صفقة العام الماضى، مقارنة بعدد 65 ألف صفقة فى 2021، وأدى الأداء المتراجع إلى نشر الحذر بين صناع الصفقات، وحثهم على الاتجاه نحو معاملات أكثر استراتيجية وانتقائية.
وأشار التقرير إلى أن صانع الصفقات قاموا بمجموعة من الصفقات ذات الحجم الصغير، نظرًا لسهولة تنفيذها فى ظل الظروف العسيرة للحصول على تمويلات، والتى بدورها استطاعت أن تحرك من عجلة النشاط.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط ومن حيث حجم الصفقة، فكان الاتجاه العام للمنطقة، هى الأخرى، نحو الصفقات صغيرة الحجم، إذ كانت قيمة الصفقات المنفذة فى حدود 100 مليون دولار، أو أقل فى النصف الأول من عام 2023، حيث تميز هذا النوع من الصفقات بقوة جذب بسبب مرونته الملحوظة فى مواجهة تأثير ارتفاع أسعار الفائدة، وتشديد الشروط للحصول على تمويلات، وبنهاية 2023 مثلت الصفقات الصغيرة نحو 92% من إجمالى الصفقات.