ماكينات “فورى” تتجاوز عدد الماكينات المملوكة للقطاع المصرفى بأكمله
تراجع عدد نقاط البيع المملوكة للبنوك خلال النصف الثانى من العام الماضى، للمرة الأولى فى 5 سنوات على الأقل.
وأظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزى المصرى، نمو نقاط البيع المملوكة للبنوك بوتيرة أقل من نمو نقاط البيع المملوكة للشركات ميسرى الدفع، على أساس سنوى بنهاية يونيو الماضى.
وانخفضت نقاط الـ”POS” المملوكة للبنوك إلى 212.7 ألف نقطة فى ديسمبر مقابل 215.9 نقطة فى يونيو، فيما ارتفعت لدى ميسرى الدفع إلى 1.075 مليون نقطة مقابل 893.1 ألف نقطة فى يونيو.
وبحسب التقرير السنوى فإن شركة “فورى” تمتلك 331.4 ألف نقطة بيع مقابل 280.1 ألف نقطة فى 2022، أى أكثر مما تملكه البنوك مجتمعة بنحو 50%.
وأرجع ميسرو الدفع ذلك الاتجاه إلى مرونتهم المرتبطة بصغر حجمهم، وانخفاض التكلفة مقارنة بالبنوك، وتركيزهم على المدفوعات بشكل أساسى فى نموذج عملهم، لكنهم توقعوا أن يبدأ ذلك الاتجاه فى التباطؤ لصالح الـ”سوفت بى أو إس”، أى استخدام الهاتف المحمول كنقطة بيع.
مصرفى: البنوك دخلت السوق بشكل غير مباشر عبر شركات الدفع التى أسستها
فيما قال رئيس قطاع التجزئة فى أحد البنوك العامة، إن العديد من البنوك لجأت لتدشين شركات مدفوعات رقمية أو المساهمة فيها، لتستفيد من مرونة تلك الشركات فى الانتشار ونموذج عملها الأكثر مرونة.
أضاف أن البنوك تركز على تطبيقاتها الرقمية الداخلية وتيسير استخدامها، وكذلك الربط مع تطبيق “إنستاباى” الذى كان طفرة أغنت الكثير من التجار عن استخدام نقاط البيع.
وبنهاية يونيو 2023، كان عدد البنوك الحاصلة على ترخيص لتقديم خدمات نقاط البيع “pos” وعددها 9 بنوك، وهى الأهلى ومصر، والقاهرة، والإسكندرية، والتجارى الدولى، وقطر الوطنى، والعربى الأفريقى، والزراعى المصرى، وبنك “إيه بى سى”.
الملاح: نقاط البيع الخاصة بميسرى الدفع توفر خدمات أكثر تلبى احتياجات المستهلك
قال سامح الملاح الرئيس التنفيذى لشركة ضامن للمدفوعات الإلكترونية، إن وتيرة نمو وانتشار نقاط البيع الخاصة بشركات ميسر الدفع سريعة، وستواصل نموها لأنها تقدم خدمات متعددة مثل دفع الفواتير أو سداد الأقساط والرسوم أو التبرع.
وأوضح الملاح أن نقاط البيع الخاصة بالبنوك يفضل استخدامها فى المحلات التجارية الكبرى، خاصة فى سداد المعاملات المالية الكبيرة التى لا يمكن إجراؤها من نقاط البيع الأخرى.
“ضامن” تطلق تطبيقها للدفع الإلكترونى عبر الهاتف المحمول
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار ماكينات نقاط البيع تأثرًا بارتفاع سعر الدولار، سيؤدى لتباطؤ وتيرة انتظارها مقارنة بالسنوات الماضية، لأن ذلك سيدفع الشركات إلى التأنى فى اختيار المناطق الجغرافية المستهدفة والتى تحقق عائدا يعوض ارتفاع التكاليف.
وتطرق إلى أن ارتفاع تكلفة الماكينات سيفتح مجالا للسوفت “بى أو إس”، وربما ستحتاج بعض الوقت حتى يتقبلها المستهلك النهائى الذى يرغب فى الحصول على مستند ورقى بشأن معاملاته المالية، ولكنها خطوة مقبلة لا محالة.
ربيع: السوق سيتوجه نحو “سوفت بى أو إس” بسبب ارتفاع أسعار الماكينات
وقال محمد ربيع العضو المنتدب لشركة بايمنت المتخصصة فى مجال المدفوعات الإلكترونية، إن ماكينات نقاط البيع الخاصة بشركات مُيسر الدفع انتشرت على نطاق أوسع من نقاط البيع الخاصة بالبنوك.
وأضاف ربيع أن الشركات كان لها النصيب الأكبر فى الانتشار على حساب البنوك، خاصة أن البنوك وجدت أن الانتشار من خلال الشركات أقل تكلفة من التواجد المباشر.
وأوضح أن مُيسرى الدفع سيقلصون الاعتماد على الماكينات واستخدام التطبيقات الهاتف أو نظام “كيو آر كود”، بسبب ارتفاع سعر الماكينة إلى متوسط 200 دولار ومع ارتفاع سعر الدولار، سيكون من الصعب استرداد تكلفتها على المدى القصير.
وذكر أن الشركات التى مازالت تعتمد على ماكينات نقاط البيع تستهدف التوسع والاستحواذ على حصص أكبر فى السوق، ولكن السوق سيشهد تطورًا جديدا نحو “سوفت بى أو إس” والحلول الرقمية الأخرى، للتغلب على ارتفاع أسعار الماكينات.