تعتزم “إيرباص” زيادة إنتاج طائرتها المتطورة من طراز “A350” عريضة البدن، حيث تسعى شركة صناعة الطائرات إلى الاستفادة من ارتفاع الطلب بينما لا تزال منافستها الرئيسية “بوينج” غارقة في أزمة ثقة.
تستهدف صانعة الطائرات الأوروبية الوصول إلى معدل إنتاج 12 طائرة من طراز “إيه 350” شهرياً بحلول 2028، مستبدلة الخطط السابقة للوصول بمعدل الإنتاج إلى 10 طائرات شهرياً بحلول 2026، وفق تصريحات الشركة خلال الإعلان عن نتائج الربع الأول.
بلغت أرباح “إيرباص” قبل الفوائد والضرائب 577 مليون يورو (619 مليون دولار)، ولم تصل إلى 815 مليون يورو التي توقعها المحللون في استطلاع رأي أجرته “بلومبرج” في ظل ارتفاع التكاليف.
شهدت الشركة خروجاً لسيولة نقدية قيمتها 1.79 مليار يورو، نتيجة زيادة المخزون استعداداً لرفع معدل الإنتاج، فضلاً عن مشكلات سلاسل التوريد. وارتفعت الإيرادات إلى 12.8 مليار يورو، وأكدت “إيرباص” دليلها التوجيهي لنتائج الأعمال الصادر في فبراير الماضي.
اضطرابات سلاسل التوريد مستمرة
حظيت “إيرباص” ببداية أكثر سلاسة للعام، مقارنة مع “بوينج” التي غرقت في أزمة بعد حادث كاد يتسبب في كارثة مطلع يناير الماضي. ونتيجة لذلك، استأثرت صانعة الطائرات الأمريكية باهتمام الرأي العام في الصناعة العالمية التي تهيمن عليها هي ومنافستها، بينما استغلت “إيرباص” أفضليتها بهدوء، فاقتنصت طلبيات من عملاء “بوينج” الأوفياء الذين يسعون إلى شراء مزيد من الطائرات.
مع ذلك، تستمر معاناة “إيرباص” في التعامل مع سلاسل التوريد التي لا تزال محدودة، في وقت ترفع فيه الشركة إنتاجها لتلبية الزيادة الكبيرة في الطلب.
ولا تزال الشركة تتوقع تسليم 800 طائرة في 2024، فيما تواجه “بوينج” استمرار الانتقادات ضدها من الجهات التنظيمية والمشرعين والعملاء بسبب جودة التصنيع في أعقاب انفجار جزء من بدن طائرتها طراز “737 ماكس 9” في 5 يناير.
قال الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص”، جيلوم فوري، في مكالمة مع وسائل الإعلام: “حققنا نتائج الربع الأول من 2024 في ظل عدم وجود بوادر على تحسن البيئة التشغيلية. فالتوترات الجيوسياسية واضطرابات سلاسل التوريد مستمرة”.
أزمة الموردين
لا تزال “إيرباص” تواجه أزمة في إمدادات أجهزة ومعدات المقصورات، والأنظمة، والهياكل الهوائية، شاملة تلك التي توردها شركة “سبيريت إيروسيتسمز”، بحسب “فوري”، كما أن إعلان “بوينج” اهتمامها بإعادة شراء “سبيريت” دفع “إيرباص” إلى بدء مفاوضات للاستحواذ على الأقسام التي تزودها بالإمدادات في الشركة.
قال “فوري” في مقابلة منفصلة مع تليفزيون “بلومبرج”: “نفضل ألا نشتري إمداداتنا المهمة من منافستنا الرئيسية والوحيدة تقريباً. لذلك علينا العثور على طريقة للمضي قدماً تناسب الطرفين، إلا أننا لا نريد فرض رغباتنا على أي طرف”.
لفت “فوري” إلى أن عملية المفاوضات مع “سبيريت” لا تزال في “بدايتها”، حتى بعدما قال الرئيس التنفيذي لشركة “بوينج” ديفيد كالهون يوم الأربعاء إنه يتوقع التوصل إلى صفقة مع شركة التوريد بنهاية الربع الجاري.
أوضحت “إيرباص” أن بعض الموردين قد يحتاجون إلى دعم تمويلي مباشر على الرغم من تقديمها دعماً بشكل أساسي عبر الموظفين، ودورها في تيسير عملية التواصل بهدف توفير الائتمان من البنوك. وفي تلك الحالة، ستتخذ الشركة هذا القرار بناءً على “الهدف الاستراتيجي والأهمية”.
طلب قوي
شهدت صانعة الطائرات الأوروبية طلباً قوياً على طراز “إيه 350″، الذي ينافس طرازي بوينغ “787 دريملاينر” و”9-777″ الذي لم يُعتمد بعد.
قالت شركة الطيران الهندية “إنديجو” المتخصصة في رحلات الطيران منخفضة التكلفة، في وقت سابق من يوم الخميس إنها وقعت طلباً نهائياً لشراء 30 طائرة طراز “إيه 350 – 900″، مع خيار شراء 70 طائرة أخرى.
أشارت “إيرباص” إلى أن إنتاج طراز “إيه 220” الأصغر حجماً يتجه للوصول إلى معدل 14 طائرة شهرياً في 2026، وأن البرنامج المماثل لطراز “إيه 320” يتجه نحو إنتاج 75 طائرة شهرياً في 2026، مع توقع دخول طائرة الرحلات الطويلة من طراز “A321XLR” الخدمة خلال الربع الثالث من العام الجاري.
ويوضح تسارع معدل التصنيع تباين الحظوظ بين الشركتين، فعلى خلاف “إيرباص”، اضطرت “بوينج” إلى إبطاء إنتاج طراز “737”، إذ طالبت الجهات التنظيمية الشركة بتحسين عمليات تصنيع طرازها الرئيسي.
قالت “بوينج” يوم الأربعاء إنها أنفقت 3.9 مليار دولار خلال الربع الأول، وإن رصيد السيولة والأوراق المالية قصيرة الأجل انخفض من 16 مليار دولار في مطلع 2024 إلى 7.5 مليار دولار بنهاية الشهور الثلاثة الأولى من العام.
ارتفع سهم “إيرباص” بنحو 14% منذ بداية العام، فيما هبط سهم “بوينج” 38%، مسجلاً أدنى مستوياته في أكثر من عام.