بينما أتأمل فى قوة التعليم التحويلية، أتذكر رحلتى من مدارس يافا إلى قاعات الجامعة الأمريكية فى بيروت، إلى قيادة المؤسسات التعليمية الدولية وشركات التدريب العالمية، التى كان لى شرف تأسيسها وتشغيلها.
التعليم هو شغف رافقنى طوال حياتى، هو حجر الزاوية الذى تُبنى عليه المجتمعات، والمحرك الرئيسى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبينما يتمتع النظام التعليمى الحالى بمتانة فى تقاليده، إلا أنه غالبًا ما يخفق فى مواكبة الوتيرة السريعة للابتكار الرقمى، وكمربٍّ ومنشئ للمؤسسات، لقد شهدت أوجه القصور فى نظام يركز على الحفظ والاستذكار بدلاً من التفكير النقدى، والمعرفة النظرية بدلاً من المهارات العملية، ويبرز هذا الخلل على نحو خاص فى الجنوب العالمى، حيث لا تزال الفجوات فى الوصول إلى التكنولوجيا والتعليم الجيد قائمة.
فى أدوارى القيادية، بدأً من مجموعة طلال أبوغزالة إلى التحالف العالمى للأمم المتحدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية، لقد دعوت إلى إدراج الثقافة الرقمية فى المناهج الدراسية.
إن الثورة الرقمية ليست مستقبلاً بعيدًا؛ إنها الحاضر، ويجب تحويل نظامنا التعليمى لإنتاج رواد ومبتكرين وقادة جاهزين لهذا العصر الجديد، وليس مجرد خريجين.
لا شكَّ بأن الصلة بين التعليم والتقدم الاقتصادى وثيقة، ولا يمكن إنكارها، وبصفتى مؤسساً لشركة الخدمات المهنية الرائدة عالميًا TAG Global أدرك أهمية تزويد الشباب بأدوات التعليم والابتكار.
طلال أبو غزالة يكتب: ارتفاع حجم الدين العام.. تحذير من أزمة مالية عالمية
وذلك من خلال تعزيز البحث والتطوير داخل المؤسسات الأكاديمية، وبهذا يمكننا تمهيد الطريق للنمو الاقتصادى، وخلق فرص العمل وتعزيز القدرة التنافسية فى السوق العالمية.
يتطلب تحقيق التحول فى نظامنا التعليمى جهدًا متضافراً من قِبل القادة السياسيين والمعلمين والمنظمات الدولية، إنها دعوة رددتها فى رئاساتى، ومن خلال عملى مع العديد من الكيانات العالمية.. يجب أن نستثمر فى أعظم أصولنا – رأس المال البشرى – وبذلك، نضع الأساس لمستقبل مزدهر وعادل.
نقف حاليًا عند مفترق التعليم والحدود الرقمية، حيث يتعين علينا التصرف بحكمة وإلحاح ورؤية، يجب أن نبنى نظامًا لا يلبى احتياجات اليوم فقط، بل يتوقع أيضًا متطلبات الغد وتحسين عالمنا والأجيال القادمة.
أستلهم من تجاربى كمربٍ، وقائد، ومتعلم مدى الحياة، داعيًا زملائى المربين، وصانعى السياسات، والمبتكرين للانضمام إليّ فى هذا المسعى النبيل، معًا، يمكننا خلق نظام تعليمى يعكس عصرنا الرقمى، ويشمل الجميع، بغض النظر عن الموقع الجغرافى أو الظروف.. دعونا نرتقى إلى التحدى، ونحوّل عالمنا من خلال قوة التعليم.
أفتخر بتأسيسى للعديد من المؤسسات التعليمية لبناء هذه القدرة الرقمية الجديدة المطلوبة عالمياً فى جميع الشركات وجميع التخصصات، مما يمكّن الموظفين التقليديين من أن يصبحوا عمالًا رقميين.
إن هذه الكفاءة الرقمية أساسية ويجب على الجميع السعى لاكتسابها، وقد بذلت جهودًا لتوفيرها بأعلى جودة وأقل تكلفة من خلال معهدى الأخير، جامعة طلال أبوغزالة العالمية للتعليم الرقمى (TAG-GDU) والتى تقدم مجموعة من الدورات والبرامج لمساعدة العمال على التطور فى محيط العمل الرقمى السريع التطور.