استقبلت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، نظيرها ديميتريوس كاريديس وزير الهجرة واللجوء اليوناني والوفد المرافق له، والذي يقوم بزيارة إلى مصر بهدف بحث سبل وأطر تعزيز التعاون المشترك في ملفات الهجرة والتدريب من أجل التوظيف، والاتفاق على محددات العلاقة المستقبلية بين الجانبين، وأطر التعاون والعمل المشترك، وتسريع وتيرة تنفيذ المستهدفات تفعيلًا للعلاقة التعاقدية بين الجانبين.
في بداية اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، بوزير الهجرة اليوناني، مشيرة إلى أن العلاقات المصرية اليونانية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، بل وشهدت نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التعاون الثنائي، الذي يؤكد عمق وثبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، معربة عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية العيد الوطني لليونان الذي نظمته السفارة اليونانية بالقاهرة، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء.
وأضافت الوزيرة أنه منذ إطلاق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في 2017 المبادرة الرئاسية “إحياء الجذور- نوستوس” وهي تمثل اللبنة الأولى على مستوى العالم لاحتفاء دولة بحجم مصر بالجاليات الأجنبية التي عاشت على أرضها، وتستهدف ترسيخ التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وتعزيز الترابط بين شعوب الدول الثلاث، موضحة أن أحد أول الملفات التي تناولتها بعد توليها المسئولية كان استضافة الاجتماع الثلاثي بالقاهرة بين زملائها المناظرين المعنيين بملفات الهجرة والجاليات في اليونان وقبرص، معربة عن تطلعها للاجتماع رفيع المستوى في دورته القادمة باليونان، وعن تطلعها لفعاليات النسخة القادمة من المبادرة الرئاسية “إحياء الجذور- نوستوس” لخدمة دول المبادرة الثلاث مصر واليونان وقبرص.
كما استعرضت وزيرة الهجرة جهود الوزارة في ملف التدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع مختلف الدول؛ وألقت الضوء على تجربة المركز المصري الألماني، كونها الأولى من نوعها بمصر التي تدشن التعاون ما بين حكومتين لتوفير أعلى مستوى لتدريب العمالة وفقًا للمعايير الدولية، وجلسات التأهيل النفسي ما قبل المغادرة، ودوره المتميز في توفير فرص الهجرة والعمل الآمنة في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي للعمالة الماهرة والمدربة.
وأشارت أيضا إلى أهمية الإسراع في تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين مصر واليونان بشأن العمالة الموسمية المصرية تمهيدا لإرسالهم إلى اليونان للعمل في قطاع الزراعة، بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية لنخدم أهداف التعاون بين البلدين.
كما شددت السفيرة سها جندي على أهمية وضع استراتيجية للعمل المشترك بين البلدين، سواء في مجال تحديد مسارات الهجرة النظامية أو مواجهة الهجرة غير الشرعية أو التدريب لتحقيق التنمية لدى البلدين، لافتة إلى أن المركز المصري الألماني التابع لوزارة الهجرة يمثل إحدى أهم أذرع الدولة المصرية في ملف التدريب من أجل التوظيف، واصفة إياه بأنه قدم عددا كبيرا من قصص النجاح لشباب المصريين، وذلك من خلال دوره المهم في تقديم النصح والمشورة والتدريب والتأهيل اللازم للسفر والاندماج مع ثقافة المجتمع المضيف، وتعليم المستويات المطلوبة من اللغة، وإرساله عددا من المصريين المدربين والمؤهلين للعمل في ألمانيا، وتوفير أيضا فرص عمل بالداخل في الاستثمارات والشركات والغرف الأوروبية العاملة في السوق المصرية، كما يجري العمل على تدشين مراكز مماثلة مع العديد من الدول الأوروبية التي سعت لدينا بناء على رغبتها في محاكاة النموذج الناجح للمركز المصري الألماني، مؤكدة أن الهجرة تعد ركنًا أساسيًا في خطط التنمية المستدامة والازدهار والتقدم الآن في حال تمت إدارتها بشكل جيد.
من جانبه، أشاد ديميتريوس كاريديس، وزير الهجرة واللجوء اليوناني، بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان، فضلا عن مستوى التنسيق السياسي المتميز بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على التقدير لمواقف مصر تجاه اليونان، سواء على المستوى الثنائي أو في الإطار الأوروبي، إلى جانب التعاون الثنائي المثمر، مؤكدا احتياج اليونان لمصر لتستمر شابة وتتخطى مسألة ارتفاع سن المجتمع ونقص الأيدي العاملة اللازمة في عدد من المجالات، مبديا رغبة سيادته في تكثيف هذا التعاون خلال الفترة المُقبلة وصولًا إلى التكامل الذي يخدم مستقبل البلدين، ويساعد على إنجاح خططهما في مواجهة الهجرة غير الشرعية، من خلال تدريب العمالة وصقلها بالتأهيل والمهارات اللازمة للعمل في الخارج والاندماج في المجتمعات الخارجية والتأقلم معها.
كما ثمّن “كاريديس” جهود وزارة الهجرة المصرية في ملف التدريب من أجل التوظيف، معربا عن تطلعه للتعاون بشأن هذا الملف الذي من شأنه توفير عمالة مدربة وفقا للمعايير الأوروبية والعالمية، مشيرا في ذلك للاتفاقية التي وقعتها دولة اليونان مع مصر بخصوص توفير الأيدي العاملة، واهتمام سيادته بالتنسيق مع وزارة الهجرة تحت مظلة التعاون المصري الأوروبي المشترك، والاستفادة من تجربة وزارة الهجرة المميزة في هذا الشأن.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على استكمال الترتيب والتنسيق بشأن استراتيجيات ونظم اللجوء ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والترتيب لزيارة ثنائية في أقرب فرصة، والموافاة بكل ما هو جديد في هذا الشأن، وتطوير فرص التكامل، خصوصا مع وجود فكر وتاريخ مشترك والتطلع إلى مستقبل يجمع البلدين ويخدم شعبيهما، إلى جانب بحث مختلف الأطر والفعاليات المرتبطة بالتعاون تحت مظلة المبادرة الرئاسية “إحياء الجذور”، خصوصا في مجالات الشباب والتدريب والسياحة، ووجود العديد من الموضوعات التي يتعين تطوير التعاون المشترك بشأنها كالاستثمار.
كما قامت السيدة الوزيرة بإهداء الوزير اليوناني درع وزارة الهجرة تقديرًا وتكريمًا لسيادته.
حضر اللقاء كل من الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي، والسفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والأستاذة دعاء قدري، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والأستاذة سارة مأمون، معاون وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والتعاون الدولي، والأستاذ كريم حسن، المستشار الإعلامي لوزارة الهجرة، ومن الجانب اليوناني: نيكولاس باباجيورجيو، سفير اليونان في مصر، ماريوس كالياس، محافظ مصلحة اللجوء، واثيناسيوس لويسيس، نائب رئيس البعثة بالسفارة اليونانية بالقاهرة، وسوفوكليس منداليديس، المستشار الدبلوماسي للوزير، وديميتريوس ثوماكوس، مستشار الوزير، وجورجيوس جياناكولاس، مساعد الوزير.