الألفي: الصفقة ستقود المزيد من عمليات الدمج والاستحواذ في القطاع مستقبلاً
حرك إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودى نيته الاستحواذ على شركة سيرا للتعليم المياه الراكدة حول صفقات القطاع في مصر خاصة وأنها أولى الصفقات التى تم الإعلان عنها بعد تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
ويتمتع قطاع التعليم في مصر بزخم قوى وفرص واعدة ولكنه نادر التمثيل في البورصة المصرية، حيث يوجد نحو 5 شركات مدرجة بهذا القطاع. ورغم ذلك فإنه يستحوذ على حصة ليست قليلة من إجمالى التداولات.
ويصل نسبة مساهمة قطاع الخدمات التعليمية نحو 1.3 % من إجمالى رأس المال السوقي للاسهم المقيدة بنحو 21.9 مليار جنيه، فيما تصل نسبة مساهماته من قيم التداولات إلى نحو 3.34% بقيمة تصل إلى 93.7 مليون جنيه، وفقًا لبيانات البورصة المصرية.
ويرى عمرو الألفى رئيس قطاع استراتيجيات الأسهم بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إن الصفقة يشير إلى جاذبية قطاع التعليم في مصر، حيث طال الارتفاع أيضًا باقي أسهم قطاع التعليم لاسيما شركة “تعليم” التى شهدت أسهمها ارتفاعًا بختام الأسبوع.
ماهر: الاهتمام بـ”سيرا” يؤكد النظرة الإيجابية للاقتصاد المصري
وأغلق سهم شركة تعليم لخدمات الإدارة مرتفعًا بنسبة 2% بختام تداولات الخميس ليصل إلى مستوى سعري 7.5 جنيه للسهم، مستحوذًا على مليونى جنيه من إجمالى تداولات الخميس.
وأضاف الألفي، أن الفرصة واعدة للغاية خاصة وأن نموذج عمل سيرا متنوع ويقدم تعليم خاص بداية من التعليم ما قبل الأساسي إلى الجامعات، مع استهداف الشريحة فوق المتوسطة مما يمثل قاعدة كبيرة.
وتابع أن السعر السوقي للسهم تجاوز سعر عرض الشراء، موضحًا أن مضاعف ربحية الشركة مرتفع نظرًا لاتجاهها للاقتراض خلال الفترة الماضية.
وأكد على أن أسهم قطاع التعليم لها نظرة إيجابية خاصة وأنها شبه مضمونة، نظرًا للدخل المتكرر من مصروفات الطلاب مما يعطى رؤية واضحة إلى جانب قطاع كونه قطاع دفاعي.
وتوقع أن تقود الصفقة المزيد من عدد صفقات الدمج والاستحواذ في هذا القطاع خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن التركيز سيكون على صفقات الحجم الكبير أى الكيانات الكبرى التى تتمتع بنموذج متنوع.
ووفقًا للموقع الاليكترونى، تمتلك شركة سيرا للتعليم 27 مدرسة في مرحلة التعليم قبل الجامعي، إجمالي عدد طلابها 34 ألفًا، كما تمتلك جامعة بمدينة بدر يدرس فيها 20 ألف طالب، وحصلت على الموافقات الحكومية اللازمة لإنشاء جامعة جديدة بمحافظة أسيوط.
جاد: سعر عرض الشراء يعكس مضاعف ربحية يصل إلى 40 مرة
وأكد على أن التوسع الإقليمي المرتقب للشركة بعد إتمام الصفقة سترفع من تواجدها الأقليمي إلى جانب زيادة هوامش الربحية، موضحًا أن الشطب الناتج عن عمليات الاستحواذ ليس إيجابيًا لسوق المال.
أعلنت شركة سوشيال إمباكت كابيتال، المساهم الرئيسي في شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية “سيرا للتعليم” المقيدة في البورصة المصرية عن توقيع اتفاقية مشروطة، تكتتب من خلالها الشركة السعودية المصرية للاستثمار “SEIC” في أسهم جديدة تصدرها شركة “سوشيال إمباكت كابيتال”، والاتفاقية تتضمن تمويل عملية الاستحواذ ليصل إجمالي نسبة مساهمة شركة سوشيال إمباكت كابيتال ما بين 75% و100% من أسهم شركة “سيرا للتعليم”، بسعر 14 جنيهاً للسهم الواحد.
وأغلق سهم شركة سيرا للتعليم مرتفعًا عن عرض الشراء بختام جلسة تعاملات الأسبوع الماضي ليصعد 2.6% ويصل إلى 14.12 جنيه للسهم متجاوزًا سعر عرض الشراء، وحددت بحوث الأهلى فاروس لتداول الأوراق المالية في مذكرة بحثية، لها السعر العادل لسهم شركة سيرا للتعليم 18.42 جنيه للسهم، فيما يتم يتداول أسهم الشركة عند مضاعف ربحية لعام 2024 يصل إلى 23.5 مرة.
وتوقعت وصول إيرادات الشركة إلى 3.4 مليار جنيه خلال العام المالي 2023-2024 متأثرة بعض الشئ بارتفاع هوامش أسعار الفائدة خلال الفترة.
وقال رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، محمد ماهر، إن تقدم الصندوق السيادي السعودي بعرض للاستحواذ على شركة سيرا للتعليم يؤكد النظرة الإيجابية للصندوق لمستقبل الاقتصاد المصري بصفة عامة وقطاع التعليم بوجه خاص، ويفتح الباب لجذب المزيد من الاستثمارات في القطاع، سواء من صناديق الاستثمار العربية أو الشركات الأجنبية المتخصصة في ظل ما يتميز به قطاع التعليم في مصر من نمو مضطرد بسبب الزيادة السكانية الهائلة والطلب المرتفع على كل مراحل التعليم.
القطاع يقدم فرصة استثمارية مضمونة مع وجود دخل متكرر من مصروفات الطلاب
وترى مؤسسة كوليرز إنترناشيونال، إن عام 2019 بمثابة نقطة التحول في استراتيجية مصر الخاصة بملف التعليم، حيث أعلنت حينها الحكومة عن برنامجها التطويري الضخم “التعليم 2″، حيث شهد إطلاق العديد من المبادرات التي تستهدف رفع مستوى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الفصول وصولًا إلى تغيير النظرة العامة تجاه منظومة التعليم في مصر.
وعلى الرغم من التحسن الملحوظ الذي شهده القطاع فيما يتعلق بإتاحة الخدمات التعليمية لشريحة أكبر من المواطنين، إلا أن العملية التعليمية لا تزال تواجه بعض التحديات، ومن بينها ارتفاع كثافة الطلاب بالفصول ونقص عدد المدرسين مقارنة بالطلبة؛ وهي التحديات التي طالما أثرت على جودة عملية التعليم ومعدل استفادة الطلاب.
ويرى محمود جاد رئيس قطاع البحوث بشركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن سعر عرض الشراء المقدم من السيادى السعودى على أسهم سيرا للتعليم يعكس مضاعف ربحية يصل إلى 40 مرة للسهم، في حين أن متوسط مضاعف ربحية القطاع في مصر يترواح بين 20-25 مرة، مقارنة بـ19 مرة في دول أفريقيا والشرق الأوسط، وعالميًا بنحو 17 مرة.
وأشار إلى أن الشركة ينتظرها نمو مرتقب خلال السنوات المقبلة، نظرًا لكون القطاع في الأساس من القطاعات الجاذبة للغاية للاستثمار به في مصر.
وأرجع جاذبية القطاع إلى زيادة التعداد السكانى في مصر مما يرفع بدوره الطلب على الخدمات التعليمية والاستهلاكية، فتستفيد الشركات التى تقدم خدمات في قطاعات لايمكن الاستغناء عنها.
الأهلى فاروس تحدد القيمة العادلة لسهم الشركة عند 18.42 جنيه
وتابع أن الانفاق على التعليم الخاص بات يشهد طفرة كبيرة في مصر بعد تبنى عدد لا بأس به من العائلات بسياسة الاستثمار في تعليم الأبناء، فبات يدفعهم للبحث عن جودة تعليم حتى ولو بتكلفة أعلى كنوع من أنواع الاستثمار بالتزامن مع تغير النظرة الاجتماعية للتعليم الخاص في مصر على مدار السنوات الماضية.
وتابع أن الصفقة ستحفز العديد من الشركات فى قطاعات مختلفة أن تكون متواجدة على شاشة البورصة، خاصة وأن أغلب الصفقات التى تتم في الأونة الأخيرة على شركات مدرجة، نظرًا لتوافر المعلومات لكاملة حولها، وكذلك لتنافسية الأسعار خاصة في ظل كونها كيان ناجح ومؤثر.
وأكد على أن جاذبية القطاع باتت تغرى رجال الأعمال بالاستحواذ على جامعات ومدارس وتأسيس شركات جديدة لضمها، مرجحًا أن تلك الشركان لن نستبعد أن نراها تتداول في سوق المال في فترة لاحقة.
ويرى أن جزء لايتجزأ من جاذبية قطاع التعليم المصري للاستثمار كونه أحد أفرع الاستثمار العقاري، مع مراعاة الدخل المتكرر بمعنى أن الأصل موجود ويرتفع ثمنه بالإضافة إلى كونه يدر عوائد قوية بصورة مستمرة من المصروفات الخاصة بالطلاب وليس دخل لمرة واحدة ناتج عن بيع إحدى الوحدات العقارية.
وأشار إلى أن الدخل المتكرر أغرى المطورين العقاريين بعقد شراكات مع مديرى الخدمات التعليمية لتدشين المدارس والجامعات في مشروعاتهم العقارية لاسيما بالم هيلز للتعمير، وأوراسكوم للتنمية مصر.
وتابع أن شركات هذا القطاع ستشهد زخمًا على مستوى صفقات الدمج والاستحواذ خاصة في ظل وجود محفظة أراضي قوية وأصول يزداد ثمنها، وكذلك دخل متكرر.
وتابع أن شركة سيرا للتعليم تجذب عدد من الوافدين للدراسة بجامعتها نظرًا لجودة التعليم مقابل السعر، مما يخدم بدوره ملف السياحة التعليمية في البلاد.
وأكد على ضرورة أن تولى الحكومة المصرية أهمية لملف السياحة التعليمية في البلاد خاصة وأن الطلاب الوافدين ليسوا سياح قصيرى الأجل بل تصل فترة إقامتهم لسنوات.
شكري: القطاع جاذب لرؤوس الأموال الأجنبية لكن تمثيله بالبورصة محدود
ارتفع الإنفاق على ملفي الصحة والتعليم إلى 304.4 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو إلى مارس من العام المالي 2024/2023 مقسمة بين 124.8 مليار جنيه على ملف الصحة بزيادة 31.5 مليار جنيه بنسبة نمو 33.7%، وبين 179.6 مليار جنيه على ملف التعليم بزيادة 28.4 مليار جنيه بنسبة نمو 18.8%، وفقًا للتقرير المالي الشهري لوزارة المالية.
ومن جانبها قالت نعمت شكري رئيس إدارة البحوث المالية بشركة إتش سى لتداول الأوراق المالية، إن قطاع التعليم في البورصة المصرية جاذب للاستثمار، ولكن عدد شركات التعليم المدرجة بالبورصة محدود.
وأضافت إنه بعد الإصلاحات الهيكلية التي شهدتها مصر مؤخراً أصبح القطاع أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي والذي ينتقي القطاعات الاقتصادية الواعدة في البلاد، والتى يعد التعليم إحداها.
وفى مارس من العام الجاري قامت الحكومة المصرية بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار ليصل إلى نحو 48 جنيه، مقابل 31 قبل التعويم، بعدما استطاعت تامين حصيلة دولارية من صفقة رأس الحكمة التى وفرت تدفقان نقدية من العملة الصعبة للحكومة المصرية بلغت قرابة 35 مليار دولار، مما ساعد مصر للخروج من أزمة النقد الأجنبيى التى شدت وثاقها على الاقتصاد على مدار عامين.
وتتبنى شركة سيرا للتعليم خطة استمارية قوية للعامين الجاري والمقبل، حيث تخطط لضخ استثمارات بقيمة تقترب من 1.5 مليار جنيه فى التوسعات التى ترتكز بصورة أساسية فى قطاع الجامعات، فيما ستضخ نحو 700 مليون جنيه كل عام على حسب الخطة الاستثمارية التى تركز على استكمال باقى الأعمال التوسعية فى جامعة بدر والمراحل الجديدة فى كليات أسيوط.
وتترقب أيضًا إطلاق المرحلة الأولى من جامعة ساكسونى سيصل حجم الاستثمار بها نحو مليار جنيه بغرض افتتاحها بحلول سبتمبر من العام الجارى، فيما ستتضمن نحو 4 كليات فى قطاعات مختلفة بين كليات الرعاية الصحية، والهندسة، وإدارة الأعمال، وبالتزامن ستقوم بوقف عمليات التوسع بتدشين مدارس جديدة فى التعليم الأساسى خلال عامين بغرض تخفيف الضغط على هوامش الربحية.
وسجلت الشركة صافى ربح بلغ 298.341 مليون جنيه منذ بداية سبتمبر حتى نهاية فبراير 2024، مقابل 234.215 مليون جنيه أرباحاً خلال الفترة نفسها من عامها المالى الماضى. وارتفعت إيراداتها خلال الستة أشهر الأولى من عامها المالى الجاري إلى 2.034 مليار جنيه، مقابل 1.305 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضى.