ناقشت وزارة التجارة والصناعة مع ممثلى 137 شركة عالمية متخصصة فى مجال تصنيع الحديد والصلب خططهم إلى الاعتماد على الطاقات النظيفة، فى محاولة لخفض الانبعاثات الكربونية لاستمرار نفاذ منتجات القطاع إلى الأسواق الخارجية.
وطالب أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، الشركات بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر فى تصنيع البيليت والحديد الأسفنجى والصلب المستدام، بالإضافة إلى إيجاد حلول مبتكرة تتمثل فى استخدام أفران القوس الكهربائى للوصول إلى المعدلات المستهدفة فى خفض الانبعاث الكربونى.
وقال الوزير، إن أبرز التحديات التى يواجهها القطاع حاليًا تتمثل فى آلية تعديل حدود الكربون المقرر تنفيذها عام 2026، إذ تهدف هذه الآلية إلى ضمان تكافؤ الفرص من خلال فرض سعر للكربون على السلع المستوردة، بما يفرض التحول الاستراتيجى نحو إزالة الكربون للحفاظ على قدرات مصر التنافسية والتصديرية.
كشف أن الحكومة تتواصل مع مراكز أبحاث عالمية لدعم تحول مصنعى الحديد والصلب إلى أساليب الإنتاج الأنظف تماشيًا مع المتغيرات العالمية.
أشار إلى صناعة الحديد والصلب تمثل ركيزة تعتمد عليها قطاعات البنية التحتية والتشييد والبناء، ما ساهم فى تبوء مصر مكانة بارزة بين أفضل منتجى الصلب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اقرأ أيضا: مصر تنتهى من إعداد مسودة السوق الإلزامى لشهادات الكربون مع البنك الدولى
أوضح أن إنتاج مصر من الصلب بلغ خلال العام الماضى 9.8 مليون طن، مما عزز مكانة مصر لتكون أكبر منتج للصلب فى أفريقيا، وهو ما يعكس القوة الحالية للصناعة وإمكاناتها الهائلة للنمو المستقبلي.
ولفت إلى أن وزارة التجارة والصناعة تدرك الدور المهم لمنتجى الحديد والصلب فى النجاح الاقتصادى لمصر، وتلتزم بتمكين المنتجين من النجاح والنفاذ للأسواق العالمية من خلال تبسيط إجراءات التصدير والتفاوض على اتفاقيات تجارية مواتية تضمن تعريفات جمركية بسيطة.
بالإضافة إلى توفير حصول المصدرين على آليات تمويلية للصادرات من خلال فهم الاحتياجات المالية للمصدرين، إلى جانب الاستثمار فى البحث والتطوير من خلال إرساء بيئة تعاونية للبحث والتطوير، ودعم استكشاف التقنيات المتطورة مثل إنتاج الصلب الأخضر وكفاءة استخدام الموارد.
قال على هامش زيارته للشركات العالمية لمصانع شركة صلب مصر، المالكة لشركة السويس للصلب، والتى تنتج جميع منتجات الصلب من الأطوال واللفات بالإضافة إلى البَكَر ومنتجات القطْع والثني، تحت علامة “حديدنا” التجارية، إن الشركة عبارة عن مجمعاً متكاملاً لإنتاج الصلب، حيث تضم مصنع الاختزال المباشر، ومصنعين لصهر الحديد، و3 مصانع للدرفلة، ومصنع لتشكيل الحديد.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف خلال الفترة المقبلة إنتاج مكورات الحديد والحديد الأسفنجى والبيليت وقضبان حديدية ولفائف الصلب المسطح المخصوص، وثانى أكسيد التيتانيوم، والحديد الزهر السائل، لتلبية احتياجات السوق المحلى والتصدير للأسواق الخارجية.
اقرأ أيضا: “حديد عز”: إنشاء مصنع لإنتاج ألواح الصلب لا يزال قيد الدراسة
وقفزت صادرات مصر من حديد التسليح خلال الربع الأول من العام الجارى بنحو 22% على أساس سنوى لتسجل 355 ألف طن مقابل 291 ألف طن فى الربع الأول من 2023.
قال هشام سعد الشربيني، المستشار الفنى للشركة العربية لصناعة الصلب، إن استخدام الهيدروجين الأخضر فى عملية التصنيع يعد المسار الرابع الذى تكتمل به صوره قطاع صناعه الصلب، ومايجب ان يكون عليه مستقبلا من حيث توفير الطاقه وتخفيض الانبعاثات.
وأوضح أن صناعة الصلب المستدام والنظيف تعتمد على 4 ركائز رئيسية، الأول على مصادر الطاقه المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، والثانى هو التحول الى استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل للغاز الطبيعي، والثالث إعاده تدوير الخردة، والرابع الإدارة البيئية للمخلفات الناتجة عن التصنيع.
قال محمد حنفى المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن حوالى 4 مصانع تعمل فى تصنيع الحديد والصلب تعتمد على الغاز الطبيعى كمصدر للطاقة، والباقى يعتمد على الكهرباء، وجميع الشركات تسعى إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة لخفض الانبعاثات الكربونية لاستمرار نفاذ صادراتها إلى السوق الأوروبى.
أضاف لـ “البورصة”، أن الغرفة تعمل وفق استراتيجية جادة تركز على استخدام المصانع للطاقة النظيفة فى عملية التصنيع، من خلال التواصل مع مكتب الالتزام البيئى والمؤسسات الدولية لمعرفة المستندات المطلوبة من قبل الشركات لتوفيق أوضاعهم البيئية.