مع ارتفاع تكاليف النقل البحرى نتيجة التوترات الملاحية فى البحر الأحمر، يبحث المصدرون المصريون عن بدائل لتسهيل دخول منتجاتهم إلى الأسواق الإقليمية، وتبرز الأردن كخيار استراتيجى ملائم نظرًا لموقعها الجغرافى وتوافر البنية التحتية اللوجستية اللازمة.
وتقع الأردن فى جنوب غرب آسيا ولها حدود مشتركة مع سوريا من الشمال، وفلسطين من الغرب، والعراق من الشرق، والمملكة العربية السعودية من الجنوب والشرق.
وفى العام الماضي، بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والأردن نحو 864 مليون دولار مقارنة مع 990 مليون دولار فى عام 2022.
الواثق بالله: توترات البحر الأحمر أعادت إحياء خط الجسر العربى
يحيى الواثق بالله، رئيس جهاز التمثيل التجاري، أوضح أن الأردن تعتبر دولة ترانزيت مهمة لعبور الصادرات المصرية إلى أسواق العراق، وسوريا، والسعودية، بالإضافة إلى حدودها المشتركة مع الضفة الغربية فى فلسطين عبر معبر الملك حسين.
وأضاف لـ”البورصة”، أن تزايد التوترات الملاحية فى البحر الأحمر أدى إلى تفعيل الخط العربى لنقل الصادرات الأردنية عبر الأراضى المصرية برًا إلى موانئ البحر المتوسط، والعراق تدرس الانضمام هى الأخرى إلى الخط العربي.
ودشنت شركة الجسر العربي، المرحلة الأولى من المسار الجديد ديسمبر العام الماضى، كخط جديد بديل وحيوى لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، بالتزامن مع وجود اضطرابات فى حركة الملاحة البحرية فى البحر الأحمر، وإعلان عديد من شركات الشحن الكبرى إيقاف عملها فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأشار الواثق بالله إلى أن، الأنظار تتجه حاليًا إلى السوق المصرى لتعويض تأخر البضائع نتيجة التوترات الملاحية فى البحر الأحمر، وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين، وطول الفترة الزمنية لوصول البضائع.
وأوضح أن تواجد الشركات المصرية فى السوق الأردنى يتيح الفرصة للتعامل مع شركات من جنسيات مختلفة والدخول فى شراكات جديدة تمتد إلى دولهم.
وأكد أن التواجد فى الأردن ليس مهمًا فقط بالنسبة للسوق الأردني، ولكن يمتد ليشمل الدول المحيطة به، والتى يصعب فى بعض الأحيان الوصول إليها لأسباب أمنية أو لصعوبة الحصول على شروط الدخول مثل العراق.
وأوضح أن عملية نقل البضائع من مصر إلى الأردن لا تتعدى 24 ساعة، ونقل البضائع من العقبة إلى معبر بين الحدود مع العراق يصل إلى حوالى 400 كيلومتر، وهو أقل من الفترة الزمنية لنقل البضائع المصرية من العقبة إلى سوريا.
“الصياد”: المجلس بصدد دراسة السوق الأردنى لمرور البضائع للدول المجاورة
قال شريف الصياد، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، إن السوق الأردنى أحد أهم الأسواق التصديرية للقطاع، خاصة بالنسبة للبوتاجازات، حيث تصدرت الأردن قائمة الدول المستوردة من مصر خلال شهر يناير الماضي.
تابع أن المجلس بدأ يعتمد على الأردن كمدخل جيدًا للبضائع والمنتجات إلى الدول المجاورة، وأبرزها دول الخليج والدول العربية مثل العراق والسعودية.
وأشار إلى أن المجلس بصدد دراسة السوق الأردنى كنافذة لمرور البضائع ومنتجات الصناعات الهندسية إلى عدة أسواق أخرى، بالتزامن مع وجود اضطرابات فى حركة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر.
سامح جبران، مدير التصدير بشركة تاج الملوك للصناعات الغذائية، أوضح أن الأردن توفر تسهيلات للمصدرين لتخزين البضائع مما قد يجعلها مركزًا لوجيستيًا لتوزيعها إلى الدول المحيطة.
وأوضح أن شركته بصدد توقيع عقود مع شركات مستوردة فى الأردن خلال الشهر الجارى لزيادة قيمة الصادرات إليها، واستخدامها كوسيط لنقل البضائع إلى الدول المحيطة.
قال أحمد السعداوي، رئيس مجلس إدارة شركة السعداوى للمنتجات الطبية، أن شركته وقعت مؤخرًا عقودًا تصديرية مع شركة أردنية، لنقلها إلى الدول المجاورة.
“الضوى”: 10% زيادة مستهدفة لصادرات “الصناعات الغذائية” إلى الأردن بنهاية العام
ونظم المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، بعثتين تجاريتين إلى الأردن آخرهما فى مايو الماضى بمشاركة 28 شركة مصرية لزيادة الصادرات والتواجد فى الأسواق العربية، وفقًا لتميم الضوى، المدير التنفيذى للمجلس.
وأضاف أن المجلس يحرص على زيادة نسب صادرات القطاع إلى الأردن بنسبة 10% خلال العام الجارى لأنها من الأسواق الحيوية التى تساهم فى دخول البضائع والمنتجات الغذائية إلى جميع الأسواق المجاورة، خاصة بعد تشغيل الخط البديل بين الموانئ الأردنية والمصرية المطلة على البحر المتوسط.