يشهد سوق الأجهزة الكهربائية حراكاً مؤخراً بعد التراجعات المتتالية فى الأسعار نتيجة توفير احتياجات المنتجين من مدخلات الإنتاج وزيادة نشاط شركات التمويل الاستهلاكى التى تساعد فى تقسيط الأسعار.
وقال تجار لـ«البورصة»، إن الشراء من خلال شركات التمويل الاستهلاكى أصبح وسيلة الشراء السائدة حتى وصلت لتقسيط الأجهزة الأقل سعراً، ما ساهم فى زيادة فى الطلب على الشراء وظهور شركات تمويل جديدة ومتنوعة.
«مبروك»: نشاط ملحوظ فى مصانع الأجهزة الكهربائية
قال حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الصناعات المصرية، إن شركات الأجهزة الكهربائية أبلغت الغرفة بانخفاضات متباينة فى الأسعار لمدة أسبوعين وصلت لـ10% بشكل تدريجى بعد تراجع تكلفة الإنتاج الناتجة عن انخفاض سعر العملة، وتمكن المصنعين من استيراد مستلزمات الإنتاج، وفتح اعتمادات مستندية جديدة.
وتراجعت أسعار منتجات مختلفة لشركات مثل «سامسونج» و«فريش» خلال الأسابيع الأخيرة.
أضاف مبروك لـ«البورصة»، أن هناك زيادة فى حجم الطلب على شراء الأجهزة الكهربائية خاصة بعد هبوط الأسعار تدريجياً فى السوق.
وأشار إلى أن مصانع الأجهزة الكهربائية استعادت نشاطها بعد إمدادها بمستلزمات الإنتاج واستجابة البنوك لفتح اعتمادات مستندية جديدة لتعمل بطاقة تتراوح بين 70 و75%.
وأوضح أن المنتجين باتوا يتنافسون على خفض أسعارهم لزيادة معدلات الإقبال بعد زيادة الطلب.
وذكر رئيس الشعبة أن شراء الأجهزة الكهربائية من شركات التمويل الاستهلاكى أصبح وسيلة الشراء السائدة حتى وصلت لتقسيط الأجهزة الأقل سعراً وهو ما نتج عنه ظهور شركات تمويل جديدة ومتنوعة.
وقال عماد جمعة، المدير المالى لشركة رويال بلاس إنترناشيونال للأجهزة الكهربائية، إن الشركة خفضت أسعار منتجاتها بنسبة وصلت إلى 10% تدريجياً لمدة من 5 لـ10 أيام نتيجة زيادة القوى الشرائية.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة استعادت العمل بكامل طاقتها الإنتاجية لتلبية حجم الطلبات على الشراء بعد خفض الأسعار، وزيادة الطلب عبر شركات التمويل الاستهلاكى، وتقسيط الأسعار بدلاً من الشراء الفورى.
«أيمن»: الشركات قدمت خصومات تصل إلى 30% على منتجاتها لزيادة معدلات الشراء
وقال محمد أيمن، مدير عام شركة السامر جروب لتوزيع الأجهزة الكهربائية، إن شركات الأجهزة الكهربائية قدمت خصومات تصل إلى 30% على منتجاتها لزيادة معدلات الشراء، بالإضافة إلى خفض أسعارها بنحو 3 آلاف جنيه خلال 15 يوماً.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تتعامل مع شركة تمويل استهلاكى لتلبية احتياجات العملاء بطلب تقسيط الأجهزة وهو ما ينعكس بدوره على تنشيط حركة المبيعات.
«حسونة»: الأجهزة الكهربية تستحوذ على 45% من حجم محفظة الشركات
قال وليد حسونة، الرئيس التنفيذى لشركة فاليو ـ للشراء الآن والدفع لاحقاً التابعة لمجموعة إى أف جى القابضة، إن الفترة الأخيرة شهدت تغييراً فى أنماط تفكير الناس من حيث اللجوء لعمليات التقسيط، فاتجه الاعتقاد العام إلى أن معدلات التضخم ستكون أعلى من معدلات الفائدة، لذلك ستكون تكلفة التقسيط أقل، ما دفع زيادة الطلب على عملية اللجوء للتقسيط.
وأشار «حسونة» لـ«البورصة»، إن هناك طبقات جديدة ومختلفة انضمت للمحفظة مثل شراء السيارات والتعليم وحتى المركبات المائية، وأغراض سياحية، لذلك فالتمويل الاستهلاكى لم يعد يقتصر فقط على الأجهزة الكهربائية.
وأوضح أن سوق التمويل الاستهلاكى كان فى الماضى يقتصر بشكل واضح على تقسيط الأجهزة الكهربائية، فكان يستحوذ على 85% من حجم محفظة التمويل، ولكن فى الوقت الحالى أصبح لا يتعدى الـ45% من حجم المحفظة.
«حمدى»: تراجع القوة الشرائية وراء زيادة الطلب على الشراء بالتقسيط
ورجح هشام حمدى، المحلل المالى بشركة النعيم، أن انخفاض القوة الشرائية هو أحد عوامل نمو الطلب على خدمات التمويل الاستهلاكى، فضلاً عن ارتفاع أسعار السلع واتجاه مقدمى خدمات التمويل الاستهلاكى لإضافة خدمات ومنتجات جديده لدعم محفظة الأعمال، ولكن من ناحية أخرى يمكن أن تكبح معدلات الفائدة المرتفعة من حجم النمو الكبير لقطاع التمويل الاستهلاكى.
وارتفع حجم التمويل الاستهلاكى خلال الربع الأول من العام الحالى بمعدل 19%، لتصل 12.1 مليار جنيه، مقابل 10.2 مليار جنيه خلال الفترة نفسها العام الماضى، على الرغم من انخفاض عدد العملاء بنحو 5.8%، لتصل إلى 805 آلاف عميل مقابل 854 ألف عميل.
ووفقاً لتقرير هيئة الرقابة المالية، استحوذت الأجهزة الكهربائية والمنزلية والإلكترونيات على 4.1 مليار جنيه من إجمالى حجم المحفظة بنهاية مارس الماضى.