باتت مهمة جني الأرباح للمستثمرين أكثر صعوبة الآن، أكثر من أي وقت مضى؛ نظرًا لحالة عدم اليقين السياسي بالتزامن مع انتخابات تشهدها معظم الدول حول العالم.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكيةـ في تقرير لها، إلى أن هناك العديد من المفاجآت والتقلبات بالأسواق العالمية بسبب الانتخابات، ولا تكمن المهارة في التوقع الصحيح عندما تكون نتائج استطلاعات الرأي خاطئة فحسب بل في تحديد رد فعل السوق تجاه النتيجة أيضا.
وأكدت أن الدرس الواضح هو أن التداولات القائمة على نتائج التصويت مقامرة على استطلاعات رأي غير موثوقة، حيث شهد المستثمرون في الهند والمكسيك وإلى حد ما في فرنسا والولايات المتحدة تقلبات كبيرة نتيجة لهذه الرهانات فضلًا عن بعض الخسائر الكبيرة هناك.
ففي الولايات المتحدة، أصبح المستثمرون أكثر اقتناعًا بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لن يفوز بالرئاسة فحسب بل أيضًا بالكونجرس الأمريكي بعد الأداء السيئ في المناظرة بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي.
النمسا ترفع الإعفاء الضريبي بنسبة 4% اعتبارا من 2025
ومن خلال اكتساح نظيف، لن يفرض ترامب سوى القليل من القيود على أجندته ــ وهو ما تفهمه الأسواق على أنه يعني عجزا أكبر وأسعار فائدة أعلى.
وقفز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنسبة 0.2 نقطة مئوية من أدنى مستوى يوم الجمعة إلى أعلى مستوى يوم الاثنين، قبل أن يتراجع قليلاً، ربما كان من الممكن أن تكون هذه الخطوة أكبر لولا بعض بيانات التصنيع المخيبة للآمال والتي تشير إلى ضعف اقتصادي أمريكي محتمل.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن المستثمرين حتى الآن لا يهتمون بالانتخابات في المملكة المتحدة، حيث ترك نظام التصويت على أساس الأغلبية حالة كبيرة من عدم اليقين؛ لافتة إلى أنه حتى في حال فوز زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر فإنه لن يسرف في الإنفاق على الرغم من حملة حزب المحافظين الحاكم التي ركزت على التحذير من مخاطر الأغلبية العظمى لحزب العمال.
ومطلع الأسبوع الجاري، تعافى حزب الأصول الفرنسي من عمليات البيع الحادة التي تعرض لها في حملته الانتخابية، في حين أن هناك توقعات بفوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من التصويت يوم الأحد المقبل.
ارتفاع الأسهم الأوروبية في المستهل مع انطلاق الانتخابات البريطانية
وانخفض فارق عوائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات على السندات الألمانية – وهو مقياس للمخاطر السيادية الفرنسية التي ارتفعت بشكل حاد بعد الدعوة للانتخابات قبل ثلاثة أسابيع – بأكبر قدر في يوم واحد منذ عام 2022، فضلا عن ارتفاع أسهم البنوك المتضررة بشدة.
أما عن الهند والمكسيك، كانت التحركات بعد الانتخابات أكبر حيث أظهرت الأسواق الناشئة قدرة الانتخابات على إحداث الصدمة، ففي الهند أشارت استطلاعات بعد حاجة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى تشكيل ائتلاف للحكم، انخفضت الأسهم بنسبة 6% تقريبًا وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ بداية جائحة كورونا.
وفي المكسيك، أدت النتيجة المعاكسة تماما إلى استجابة مماثلة في السوق، فازت كلوديا شينباوم بالرئاسة البلاد بأغلبية ساحقة مفاجئة، وانخفضت الأسهم بنسبة 6%، وهي أيضًا أكبر نسبة منذ عام 2020، فضلا عن انخفاض البيزو المكسيكي.
ورأت “وول ستريت جورنال”، أن كافة النتائج السابقة من المقرر أن تسهل على المستثمرين الأذكياء سياسيا تفسيرها وهم يعتقدون أن الفوز الواضح لحزب مارين لوبان في فرنسا أو دونالد ترامب في الولايات المتحدة يعني المزيد من الهبات غير المثمرة من قِبَل حكومة تعاني بالفعل من ديون ضخمة وسيتبع ذلك ارتفاع عوائد السندات.