“البورصة” و”الكورة” كلمتان بعيدتان عن بعضهما كل البعد، خصوصا فى مصر، التى لاتزال تستكشف طريقها فى تبنى اقتصاديات الرياضة بشكل عام.
وشهد سوق المال المصرى قبل سنوات محاولة لطرح شركة كرة القدم فى نادى غزل المحلة ولكنها لم تكتمل، رغم الدعم الذى تلقته التجربة من شركات قطاع الأعمال الحكومية آنذاك.
وتسعى الأندية لتأسيس شركات لنشاط كرة القدم لديها حتى تتوافق مع القواعد العالمية فى هذا الشأن، ويجوز لهذه الشركات طرح أسهمها فى اكتتاب عام وفقاً لأحكام قانون سوق رأس المال، كما يجوز قيد أسهمها ببورصة الأوراق المالية، ويمكن أن يؤدى طرح شركات كرة القدم فى البورصة إلى تحسين أدائها المالى والرياضى معًا لتحقيق عوائد مناسبة للمساهمين.
رياض: من الممكن أن نعيد تجربة طرح “غزل المحلة” مرة أخرى
وقال عمر رياض عضو مجلس إدارة والمدير التنفيذى لنادى غزل المحلة لكرة القدم لـ”البورصة”، إنه من الممكن أن يتم إعادة تجربة طرح نادى غزل المحلة فى البورصة المصرية مرة اخرى، ولكن لم يتم تحديد إطار زمنى لتنفيذ هذا الطرح مرة أخرى.
وأكد رياض، أن إدارة النادى تدرج الأهمية الكبرى لخطوة الاكتتاب العام الأولى وأهميتها كمصدر دخل للنادى، وتمويل التوسعات التى يطمح إليها.
وحاول النادى فى منتصف عام 2022 طرح أسهم شركة “غزل المحلة لكرة القدم” للاكتتاب العام الأولى، إلا أن الطرح لم يكتمل وشهد إقبالًا ضعيفًا ليتم تغطية الطرح العام للشركة بنسبة 18% فقط من المستهدف، فيما يعتبر النادى من أوائل الأندية التى أسست شركة لكرة القدم.
وبشكل عام فإن معظم الأندية المدرجة فى بورصات موجودة فى القارة الأوروبية، وأشهرها على الإطلاق مانشيستر يونايتد ويوفينتوس وروما ولاتسيو فى إيطاليا، وبروسيا دورتموند فى ألمانيا، إضافة إلى أندية اسكتلندية وبرتغالية وتركية.
القيعى: النادى الأهلى يبحث كل السبل لتعظيم إيراداته
ومن جانبه يرى عدلى القيعى رئيس شركة الكرة بالنادى الأهلي، أن إدراج شركات الأندية فى البورصة لها عدة معايير وشروط أهمها استقرار الميزانيات وتقييم الأصول بشكل نهائى وهذا يتم تحقيقه بعد فترة زمنية من إنشاء الشركة وعندها يمكن الطرح.
وعن نية النادى الأهلى فى طرح أسهم شركته فى البورصة، قال القيعى إن كل ما يحقق صالح النادى الأهلى ويعظم من إيراداته ولا يؤثر على مصالحه وقراراته واستقراره سيقوم النادى بتنفيذه بلا شك.
وأشار إلى أنه لا توجد أى عوائق بيروقراطية حول تحول الأندية حاليًا للشركات خاصة ولأن النسبة الحاكمة البالغة 51% بحوزة النادى.
وفى عام 2021 أسس النادى الأهلى شركة كرة قدم مساهمة وفقَا لقانون الاستثمار الرياضى لعام 2017.
وتستهدف وزارة الشباب والرياضة وصول مساهمة الرياضة فى الناتج المحلى إلى 3% بحلول عام 2030.
برزى: موارد الأندية الرياضية محدودة للغاية
وقال هانى برزى عضو مجلس إدارة نادى الزمالك، إن النادى حتى الآن لم ينشئ شركة كرة قدم، ولم يتم اتخاذ قرار نهائى حول إمكانية تأسيس الشركة وطرح أسهمها فى البورصة المصرية.
وأوضح أن الأمر محكوم بقوانين معينة خاصة أن النادى يجب أن يمتلك أكثر من 51% من أسهم الشركة، وهذا قد يكون غير جاذب لبعض المستثمرين، ولولا تلك التحديات الموجودة على الساحة لكان النادى بدأ فى تنفيذ تلك الخطة.
وأكد على أن الاستثمار الرياضى فى مصر يواجه عدة تحديات متمثلة فى ضعف موارد الأندية ومشاكل حضور الجماهير، وعقود الرعاية والبث التى لا تتناسب تمامًا مع مصروفات النادى.
وعادة ما تعتمد النوادى فى إيراداتها على حقوق البث التليفزيونى، وتذاكر المبارايات، والأنشطة التجارية، وبيع اللاعبين، إلى جانب الأنشطة الثانوية المنبثقة.
عمارة: تجربة “غزل المحلة” تسببت عن عزوف الأندية عن الطرح
وقال ياسر عمارة رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، إنه مع وجود قانون الاستثمار الرياضى لعام 2017 أصبح متاح للأندية تأسيس شركات مساهمة مصرية لكرة القدم ما يمكنها فى مرحلة لاحقة من طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولى والإدراج بالبورصة المصرية.
وأضاف عمارة، أن القطاع جاذب للغاية ومن الممكن أن يجذب استثمارات من شانها إنعاش النوادى التى تقدم على تلك الخطوة، وأكبر مثال الأندية العالمية المدرجة بالبورصات الخارجية، موضحًا أن الفكرة القديمة بأن النوادى أغلبها حكومية مملوكة للدولة مازالت مسيطرة حتى الآن على المسئولين.
وعن تجربة نادى غزل المحلة فى طرح أسهمه فى البورصة التى لم تكلل بالنجاح، رأى عمارة أن السبب الرئيسى فى فشل التجربة هو عدم التحضير المدروس للطرح بالإضافة إلى الترويج الذى اعتبره غير كافى، موضحًا أن فشل طرح النادى تسبب فى عزوف عدد من الأندية على القدوم على تلك الخطوة.
وأشار إلى ضرورة بدء الأندية الشعبية والشركات الكبيرة مثل شركة الكرة بالأهلى وشركة وادى دجلة للاستثمار بالمبادرة حتى يقودوا باقى الأندية الى طرح أسهم السوق الرياضى فى البورصة.
وطالب عمار اتحاد الاوراق المالية بتينى فكرة الترويج وتشجيع الأندية على طرح أسهمها فى البورصة المصرية مما يحسن من تنافسية القطاع الرياضى المصري.
كمال: من المهم ترويج لفكرة طرح الأندية فى البورصة
وقال محمد كمال عضو مجلس إدارة شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية، إن اتجاه أى نادى لطرح أسهمه فى البورصة ذات أثر إيجابى سواء للبورصة أو للنادي، ولكن يتوقف نجاح الطرح على عدة عوامل أبرزها: الترويج الجيد، والتوقيت المناسب، والتسعير العادل حتى يتسنى للطرح تحقيق النجاح المرجو منه.
ورجح كمال غياب الاستثمار الرياضى عن البورصة وعدم طرح أى نادى أسهم شركته بنقص المعرفة لدى مسئولى الأندية.
ويرى أن من المهم ترويج فكرة الاستثمار فى البورصة ومميزات الطرح وعرضها على مجالس الأندية للتأكيد على أهمية إدراج شركتهم فى سوق المال من خلال الاقناع الجيد بالعائد على الاستثمار والهامش الربحى من قبل المروجين سيدفع المسؤولين عن الأندية بالتأكيد لأخذ خطوات نحو دخول القطاع الرياضى سوق البورصة.
رانيا: الوقت المناسب حاليًا لقيام الشركات بإتمام طروحات أسهمها
وترى رانيا يعقوب رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية، أن اختيار التوقيت المناسب أحد أهم عوامل نجاح أى طرح، إلى جانب الترويج الجيد سواء محليًا أو خارجيًا.
بالإضافة إلى تقديم خصم على سعر السهم عن القيمة العادلة له لجذب المستثمرين، مشيرة إلى أن القطاع الرياضى رغم أهميته، إلا أنه غير ممثل بالبورصة المصرية.
وترى أن التوقيت حاليًا مناسب لاستعداد الشركات لإجراء طروحاتها خاصة الأندية الرياضية فى حال أقدمت على تلك الخطوة، خاصة وأن هذا القطاع قادر على جذب استثمارات أجنبية، ولاسيما بعد حل أزمة سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
وترى أن عدم الوعى من جانب المستثمرين والمسئولين بأهمية الطرح فى البورصة ومساهمته فى توسيع قاعدة الملكية وجذب مستثمرين أجانب وعرب وتوفير سيولة تساعدهم فى اعادة هيكلة انديتهم بتمويل رخيص مقارنة بقروض البنوك هى الأزمة الكبرى التى تعرقل هذا الاستثمار، فهو قطاع سوف يشهد زخم كبير إذا تم تداوله فى سوق المال بسبب شعبية اللعبة التى تسيطر على شريحة كبيرة جدا من الجماهير.
وتابعت أن الأمر لا يقتصر فقط على الأندية الجماهيرية، بل تستطيع النوادى الخاصة أن تنافس وتنجح فى ظل قدرة النادى على إدارة الأموال وتحقيق أرباح كبيرة، فبالطبع ما يجذب المستثمرين فى المقام الأول هى الربحية.
كتب- عمرو طارق: