واصلت الوظائف الجديدة لأصحاب الياقات البيضاء التراجع خلال الربع الثانى من العام الحالى مع تركز معظمها فى القاهرة الكبرى التى استحوذت على 90%.
وبحسب تحليل الطلب فى سوق العمل المصري خلال الربع الثاني من العام الحالى الصادر عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، كان قطاع تكنولوجيا المعلومات الأكثر توليدًا للوظائف بحصة 22% من الفرص المتاحة يليه إدارة العقارات بنسبة 13%، ثم التسويق والإعلان بنسبة 5%.
وأشار التحليل إلى أن مجال خدمة ودعم العملاء أنتج ثلث الوظائف خلال الفترة وهو تغيير جوهرى بعد انخفاض دام نحو عام ونصف، وأن أكثر من ثلثي الوظائف فى قطاع تكنولوجيا المعلومات تتمثل فى وظائف خدمة العملاء بنسبة 83%.
وأظهر أن جميع الوظائف المتاحة لذوى الياقات البيضاء خلال الفترة تطلب العمل من مكان العمل، وليس هناك وظائف تطلب العمل من المنزل.
واستقر عدد الفرص المتاحة لحديثى التخرج لثالث ربع على التوالى بينما تراجعت الفرص المتاحة لذوى الخبرة فى الربع الثانى من 2024.
وبالنسبة لذوي الياقات الزرقاء، أظهر التحليل استمرار تراجع الفرص الربع الرابع على التوالى، وبلغت نسبة التراجع في الربع الثاني من 2024، نحو 7% مقارنة بالربع السابق.
واستحوذت القاهرة الكبرى على 74% من الوظائف، وكان مجال المبيعات هو الأكثر توليدًا للوظائف في الربع الثاني من 2024 بنسبة 41%.
وتشترط 53% من وظائف ذوى الياقات الزرقاء أن يكونوا ذكورًا، كما تتطلب 43% من الوظائف مؤهل عالى، وتشترط أكثر من ثلثي الوظائف خبرة متوسطة، و12.2% فقط من الوظائف تقبل حديثي التخرج.
وتضمنت الدراسة تحليلاً تفصيليا لإقليم القناة، وعلى الرغم أن العدد الكبير للمناطق الصناعية والموانئ المتعددة فى الإقليم، إلا أن إنتاج وظائف ذوي الياقات البيضاء يقترب من الصفر.
وأوضح التحليل وجود زيادة ملحوظة فى عدد الوظائف المتاحة بصفة عامة خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالنصف الثاني من عام 2023، حيث أنتج نحو 422 وظيفة خلال الربع الثاني.
وتستحوذ الاسماعيلية على 42.4% من إجمالي الوظائف في إقليم القناة، وتعد محافظة السويس هى الأكثر استقرارا وبورسعيد الأكثر تراجعا.
ويعد قطاع التعليم هو الأكثر إنتاجا للوظائف على مستوى إقليم القناة بالنسبة لذوى الياقات البيضاء، يليه الخدمات والتعهيد والصناعة، وهو توزيع مختلف بشكل جوهري عن المتوسط العام للجمهورية.
وتبين من التحليل، أن 4% فقط من الوظائف في إقليم القناة تقبل حديثي التخرج مقابل 42% على مستوى الجمهورية، بينما زاد الطلب على ذوى الخبرة.
وقالت عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز، أن منطقة القناة نصيبها محدود من الوظائف وتشغيل الشباب، لذا تعانى من ارتفاع البطالة.
وأضافت أن التراجع المستمر الذي يسجله الطلب على الوظائف في القطاع الصناعي يعتبر أمرًا مقلق للغاية، ولا يتناسب مع العدد الكبير للمناطق الصناعية والموانئ فى منطقة القناة، جاء ذلك خلال ندوة للمركز المصري للدراسات الاقتصادية حول تحليل الطلب في سوق العمل المصري خلال الربع الثاني من العام الثالث 2024.
وقال ماجد عثمان المدير التنفيذي للمركز المصري لبحوث الرأى العام “بصيرة”، إنه من الضروري اتساق سياسات التشغيل مع السياسات العامة الأخرى فى مصر، ومن أهمها سياسات الاستثمار، فى إطار متكامل لرؤية مصر 2030.
وأضاف عثمان، أن اختفاء العمل من المنزل أمرًا متوقعًا، لأنه كان قاصرًا على فترة كوفيد 19، ولم يتم تأهيل المجتمع لثقافة العمل من المنزل ووضع ضوابط له حتى لا تقلع الشركات عن ذلك.
وقال عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب سابقا عن محافظة السويس، إن محافظته لم تحصل على نصيبها الذي تستحقه من التنمية وتعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، رغم ما تملكه من شركات صناعية تعمل فى كل المجالات من أهمها البترول و5 موانئ، وأكد أن إغلاق عدد من المصانع فى المحافظة يهدد بتفاقم مشكلة البطالة وما ينتج عنها من تأثيرات اجتماعية خطيرة، مطالبا بإحداث تنمية حقيقية فى محافظات القناة.
كتبت – فرح أحمد: