أصبح لدى المستثمرين في الأسواق العالمية قواعد لعب محددة جيدًا لكيفية التداول، حال فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية؛ بالتزامن مع سيطرة الأوضاع الراهنة على الأسواق المالية.
وأوضحت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير لها، أنه حتى أواخر الأسبوع الماضي، كان عام 2024 يدور حول صعود الشركات العملاقة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لتنتقل بعد ذلك إلى مؤشر “راسل 2000” المعروف كونه مؤشر رأس المال الصغير، حيث انتقل من الثبات منذ بداية العام الجاري إلى ارتفاع بنسبة 10% يوم الأربعاء الماضي عندما سجل أقوى أداء أسبوعي متفوق على مؤشر “راسل 1000” الذي يضم شركات أكبر.
وأشارت إلى أن الوضع الراهن من انعكاس الاتجاهات من الاستثمار في الشركات العملاقة إلى شركات رأس الصغير يذكرنا بالوضع نفسه عندما فاز ترامب بشكل مفاجئ في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وافترضت أن المخاوف بشأن أجندة أكثر حمائية خلال الفترة المقبلة، من شأنه أن يؤدي إلى عمليات بيع في سوق الأسهم، كما أن إطلاق العنان حول التخفيضات الضريبية سيعزز لولادة “تجارة ترامب” التي لم تتغير مبادئها الأساسية وتتمثل في التركيز على الشركات الصغيرة ذات التوجه المحلي وصناعات الاقتصاد القديم على حساب عمالقة التكنولوجيا؛ بالإضافة إلى ارتفاع عجز الموازنة وانخفاض الهجرة عن طريق بيع السندات وشراء الدولار وبيع البيزو المكسيكي.
ويشير مصطلح “تجارة ترامب” إلى ظاهرة السوق، حيث كان من المتوقع أن تستفيد قطاعات أو أصول معينة من السياسات والإجراءات المرتبطة برئاسة دونالد ترامب، وخاصة تلك المتعلقة بتخفيض الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية، والإنفاق على البنية التحتية.
ومع ذلك، هناك مشكلة محتملة تتمثل في أن تداولات عام 2016 لن تكون بالضرورة منطقية في عام 2024، حيث يُنظر إلى ترامب الآن على أنه أكثر تعاطفا مع العملات المشفرة من ذي قبل ولهذا السبب ارتفعت عملة البيتكوين لكن التغييرات الأخرى يصعب تحليلها فقد تلقى ترامب دعمًا عامًا من الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، واختار جيه دي فانس، الذي لديه علاقات مع مليارديرات وادي السيليكون، كمرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي.
وبما أن الرئاسة الولايات المتحدة قد تقلل المساعدات المقدمة لشركات صناعة السيارات الكهربائية مثل تسلا في حين تحميها أيضا من الشركات المصنعة الصينية، فإن النتيجة النهائية غير مؤكدة.
وعلى نحو مماثل، قد تستفيد شركات التكنولوجيا الكبرى إذا لم تتطابق إدارة ترامب مع حماسة إدارة بايدن لمكافحة الاحتكار وبالنسبة لشركات النفط والغاز الكبرى، فإن المكاسب غير المتوقعة الناجمة عن انخفاض الحواجز البيئية يمكن تعويضها من خلال وفرة الإنتاج.
واختتمت “وول ستريت جورنال”، بأن الدرس المستفاد هنا هو أن كسب المال من الانتخابات أمر صعب لأسباب ليس أقلها أن القوى العلمانية غالبا ما تتجاهل الأجندات السياسية، وقد يكون المستثمرون الأذكياء قادرين على استخدام نفوذهم مثل “تجارة ترامب” ولكن التجارة والاستراتيجية السياسية شيئان مختلفان.