زهير: تحسن أوضاع التشغيل فى الشركات يدعم استئناف خططها التوسعية
تحسنت ظروف التشغيل للقطاع الخاص خلال يونيو الماضى بشكل ملحوظ وهو ما أظهره مؤشر مديرى المشتريات الذى بات قريبًا من نقطة الحياد التى تفصل بين الانكماش والنمو عند 50 نقطة، مع تسجيله 49.9 نقطة فى يونيو الماضى.
وأظهرت دراسة “باروميتر الأعمال” للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية أن الشركات فى مصر ارتفعت أعمالها خلال الربع الأول من 2024 للمرة الأولى فى 3 سنوات.
وذكر أن توقعات الربع الثانى من عام 2024 تشير إلى تفاؤل بتحسن مؤشرات الإنتاج والمبيعات والصادرات بفضل إجراءات ضبط سعر الصرف وتوافر العملة الصعبة، بالإضافة إلى توقعات بانخفاض أسعار المنتجات النهائية.
“القطاع الخاص فى مصر يشهد تحسنًا يشجعه على استئناف خططه التوسعية فى مختلف القطاعات، كما أنه يمتلك بيئة مُحفزة لتنفيذ عدد أكبر من المشروعات الجديدة خاصة خلال الفترة الحالية” بحسب آية زهير، رئيس قسم البحوث فى شركة زيلا كابيتال.
وأوضحت أن القطاع الخاص يشهد دعما من الدولة عبر التخارج من أغلب القطاعات الاقتصادية، بما يُتيح الفرص أمامه لزيادة مساهمته فى الناتج المحلى، متوقعة أن يحقق أو يقترب من تحقيق مستهدفات وزارة التخطيط فى ضخ 50% من الاستثمارات العام المالى الحالى.
وعدلت وزارة التخطيط منهجية حساب الاستثمار الخاص بهدف تحسين تقدير استثمار القطاع الخاص غير المنظم، وتضمين كل بيانات الاستثمار فى البحث والتطوير وبخاصة صناعة الوسائط والرقائق الإلكترونية والبرمجيات وتطوير البنية التحتية التكنولوجية.
ونتج عن ذلك عن رفع تقديرات الاستثمار الخاص من 298.5 مليار جنيه فى العام المالى 2022-2023 إلى 499.2 مليار جنيه تمثل 36.4% من جملة الاستثمارات الكلية.
ومن المتوقع أن تصل إلى 600 مليار جنيه بنهاية العام المالى الماضى بعدما بلغت وفق المنهجية الجديدة 154 مليار جنيه.
حمدى: إزالة التحديات الاقتصادية قد تستغرق وقتًا أطول
وقال هشام حمدى نائب رئيس قسم البحوث فى شركة النعيم القابضة، إن القطاع الخاص لديه قدرة على استيعاب مزيد من المشروعات الاستثمارية، سواء إن كان بالتنفيذ من البداية، أو بالاستحواذ على ما تتخارج منه الدولة.
أضاف، أن ذلك لا يتنافى مع حقيقة أن القطاع الخاص يواجهه تحديات خلال الفترة المقبلة بينها بطء تنفيذ برنامج الطروحات.
وأضاف حمدي، أن تشديد البنك المركزى للسياسات النقدية، رغم أنه جنى ثماره على مؤشر التضخم، إلا أنه يحد من التوسع الاستثمارى نتيجة تكلفة الاقتراض المرتفعة، وكذلك أزمة تخفيف الأحمال وعدم توافر الغاز.
وبحسب التصريحات الحكومية انتهى برنامج تخفيف الأحمال بعدما تعاقدت وزارة البترول على 21 شحنة من الغاز الطبيعى، وهو ما اعتبره إيجابيا للفترة المقبلة.
وتسلمت مصر 5 شحنات من الغاز الطبيعى المُسال بكمية إجمالية 155 ألف متر مكعب بالفعل ومن المنتظر أن يشهد نهاية العام حلا جذريا للأزمة مع زيادة توليد الطاقة من مصادر متجددة وتعديل التعريفة.
ويرى حمدى، أنه من الصعب توقع تحقيق الاستثمارات الخاصة مستهدفاتها التى تتوقعها الحكومة خلال العام المالى الحالى، لأن التعامل مع التحديات الاقتصادية الحالية قد يستغرق وقتًا أطول.
متولى: توافر العملة الأجنبية واستقرار التضخم يحفزان الشركات على ضخ استثمارات
وقال على متولي، محلل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى إحدى شركات الاستشارات فى لندن، إن القطاع الخاص فى مصر ينمو بشكلٍ كبير منذ سنوات، بدعم من انتعاش نشاط قطاع الاتصالات فى المقدمة، والنقل والمواصلات، والزراعة، والإنشاءات، والإسكان.
وقال متولى إن التحسن فى ظروف التشغيل سيساعد الشركات على زيادة الاستثمارات رغم تحدى الفائدة المرتفع، خاصة مع تراجع التضخم الذى يؤدى لتحسن فى طرق احتساب التكاليف ويحفز الطلب ويجعل الرؤية أوضح للتخطيط للنشاط المستقبلى.
وأضاف أن توفير سيولة دولارية بعد إتمام مصر لصفقة رأس الحكمة وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، أسهم فى تدعيم عمليات الإنتاج المعتمدة على الواردات من الخارج.
وتوقع أن يسهم نشاط القطاع الخاص وزيادة استثماراته فى توفير فرص عمل وخفض معدلات البطالة إلى 6.5%، خلال العام المالى 2026-2027.
وكشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، انخفاض معدل البطالة إلى 6.7% خلال الربع الأول من العام 2024، بمعدل تراجع 0.2%، مقارنة بالربع الأخير 2023.
شفيع: هناك حاجة للنظر فى تكاليف الطاقة للقطاع الخاص وتوطين الصناعات
ويرى مصطفى شفيع، رئيس قطاع البحوث فى شركة عربية أونلاين أنه يجب الاهتمام بالقطاع الخاص كونه منتشر فى العديد من الصناعات.
وأشار إلى أن الحكومة اتخذت عددا من الخطوات مثل سياسات الحياد التنافسى والحوافز الضريبية وغير الضريبية ومبادرات التمويل الميسر، تدعم نموه وضخ المزيد من الاستثمارات.
ولكنه أشار إلى أن هناك حاجة للنظر فى الطاقة والكهرباء التى تدخل فى تكلفة الإنتاج والاهتمام بتوطين الصناعات لدعم نمو أكبر للقطاع وفتح فرص أكبر أمامه.