قامت حروب وصراعات شهدها العالم منذ اكتشاف البترول، ومُسحت دول من خريطة العالم، وقامت أخرى أيضًا؛ من أجل امتلاك الطاقة والسيطرة على الممرات المائية التي كان يُنقل من خلالها مصدر الطاقة قديمًا، وهو النفط.
واليوم ومع تجاوزنا لعصر ثورة التكنولوجيا الرقمية وولوجها إلى عصر الذكاء الاصطناعي؛ لنؤسس لمرحلة جديدة سيشهد من خلالها عالم الطاقة نقلة نوعية، تختصر الوقت والجهد في الاكتشافات أو التصنيع أو سبل النقل الآمن من المصدر إلى المستهلك، ومع تزايد حاجة المجتمعات إلى الطاقة النظيفة والمتجددة والتي لا يمكن أن تكفي حاجة الأسواق، سيكون هناك ازدياد في الطلب على المعروض من النفط والغاز والكهرباء، والتي سيقدم الذكاء الاصطناعي أرقامًا وإحصائيات دقيقة حول الاحتياج والبدائل.
وسيسهم الذكاء الاصطناعي في سهولة إقبال الدول على الطاقة النووية السلمية، من حيث توظيف هذا المصدر المهم وتقليل النفقات؛ حيث سيساهم الابتكار الذكي في تقليل الكلفة المالية العالية لمحطات توليد الطاقة النووية.
كما سيسهم الذكاء الاصطناعي في بناء الشبكات الذكية التي تقلل الهدر وتوفر الطاقة، وخصوصًا في الدول التي تعاني نقصًا في الطاقة الكهربائية وزيادة الأحمال في فصل الصيف.
كما يعمل الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بحالة الأسواق والأحوال الجوية المصاحبة لنقل الطاقة، واستشعار مخاطر أسواق الطاقة، وتخزين معلومات التنقيب والبحث والاستكشاف، وتطوير أنظمة الصيانة، والصيانة الوقائية لشبكات الطاقة ومحطات الإنتاج ومنشآت الطاقة النووية التي تحتاج إلى تكلفة باهظة في قياس الإشعاع والتحكم في أمنه وسلامة منشآته.
كما سيقودنا تسخير الذكاء الاصطناعي إلى التحكم في قياس واستشعار الإشعاع، وسيمكننا كذلك من قياس معدلات الكربون وانبعاثاته.
وستكون للذكاء الاصطناعي إسهامات في طاقة الغاز الطبيعي والتنبؤ بمخزونات ومكامن الاستكشافات، لا سيما أن الحاجة للغاز ستتضاعف في العقدين القادمين، كما تشير الإحصائيات.
نحن اليوم أمام عصر جديد، من يحجز له مكانًا فيه سيكون له مكان على خارطة طاقة المستقبل، ومن يتهاون في تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيتخلف، ولن يكون له مكان على هذه الخارطة التي ستشكل النظام العالمي الجديد للطاقة وأمن الطاقة.
من هنا جاء قرارنا ببناء أول مختبر للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الإفريقي في مركز “سيف بن هلال لدراسات وأبحاث علوم الطاقة” في “جمهورية مصر العربية” في الربع الأخير من هذاا لعام.