عادةً ما يتبادر إلى أذهان الناس، الدولار الأمريكي عندما يفكرون في العملات الأكثر قوة وشهرة في العالم.
الدولار في الواقع أكثر العملات تداولاً في العالم، وبالتالي فهو ليس العملة الأقوى بل الدينار الكويتي.
تناولت مجلة “فوربس” الأمريكية تفاصيل أرخص العملات في العالم بناءً على قيمتها النسبية مقابل الدولار الأمريكي.
كيف تُسعر العملات الأجنبية؟
دائمًا ما يجري تداول العملات الأجنبية وفقًا لأسعارها المقارنة بعملات أخرى، وهو ما يُعرف بسعر الصرف، فعلى سبيل المثال، يمكن شراء الروبية الهندية مقابل الدونج الفيتنامي أو الدينار العراقي.
توجد عملات عائمة، مما يعني أن قيمتها تتغير اعتماداً على العرض والطلب، وهناك عملات أخرى قيمتها مُثبتة، مما يعني أن قيمتها مستقرة عند معدل متفق عليه.
ويؤثر سعر الصرف على تسعير السلع والخدمات بعملة أجنبية، فعلى سبيل المثال إذا تدهورت قيمة الروبية الإندونيسية مقابل الروبية الهندية، فإن العطلة في الهند ستكلف أكثر بالروبية الإندونيسية.
ووسط التطرق لأسعار صرف العملات مقارنة بالدولار الأمريكي، فقد سمح البنك المركزي الإثيوبي مؤخرًا لعملته الوطنية “البير الإثيوبي” بالتداول بحرية، وهو إصلاح رئيسي مطلوب لتأمين تمويل يزيد على 10 مليارات دولار ولتخفيف أعباء الديون التي كانت تتفاوض عليها مع صندوق النقد الدولي.
ما أرخص عملات في العالم اعتباراً من يوليو 2024؟
الريال الإيراني.. يعتبر العملة الأقل قيمة في العالم، وهذا يُفسر بعدة عوامل، مثل انسحاب المستثمرين الأجانب من البلاد بعد الثورة الإسلامية في 1979، كما لعب البرنامج النووي وحرب إيران والعراق دوراً كبيراً، مما أثار أزمات مالية واضطرابات سياسية في إيران. هناك أسباب أخرى مثل تعرض العملة للضغط بسبب العقوبات الاقتصادية كتلك التي أعادت الولايات المتحدة فرضها في 2018 وأخرى فرضها الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا.
الدونج الفيتنامي.. لطالما اتبعت البلاد اقتصادًا مركزيًا، ورغم أن الحكومة بدأت في تشكيل اقتصاد سوق، إلا أن الطريق ما يزال طويلاً. وتعتبر العملة حالياً منخفضة القيمة بشكل كبير، لكن هناك احتمالات لتحسنها، نظراً لتحسن الاقتصاد.
ورغم أوجه القصور، قال البنك الدولي إن فيتنام تحولت “من واحدة من أفقر دول العالم إلى دولة ذات دخل متوسط منخفض، وأصبحت الآن واحدة من أكثر الدول الناشئة ديناميكية في منطقة شرق آسيا”.
الليرة اللبنانية.. سجلت الليرة اللبنانية هبوطًا قياسيًا أمام الدولار الأمريكي، على خلفية اقتصاد الدولة شديد التدهور، ومعدل البطالة المرتفع بشكل تاريخي، بجانب الأزمة المصرفية المستمرة والفوضى السياسية والتضخم المذهل.
الروبية الإندونيسية.. لم تتحسن العملة خلال الأعوام السبعة الماضية، وهناك عدة عوامل تسهم في تدهورها مثل انخفاض احتياطياتها من العملات الأجنبية، كما تعتمد إندونيسيا بشكل كبير على سوق الصادرات، ومع انخفاض أسعار السلع، تدهورت قيمة العملة بشكل أكبر.
الفرنك الغيني.. تعاني غينيا من الفساد وانعدام الاستقرار السياسي، مما يؤدي إلى تدهور قيمة العملة على مر السنين.
الشيلينج الأوغندي.. شهدت أوغندا العديد من النكسات تحت حكم عيدي أمين، الذي أثرت سياساته، بما فيها سياسات الهجرة، سلبًا على اقتصاد البلاد، والذي لا يزال يؤثر على تطوير البلاد. ومع ذلك، شهدت الأعوام الأخيرة تحسنًا في قيمة العملة.
العوامل التي قد تؤثر على أسعار صرف العملات
يعد سعر الصرف أمراً أساسياً لتحديد صحة اقتصاد بلد ما، وهو يعتمد عادةً على قيمة العملة.. ومن هنا، إليك العوامل المهمة التي تؤثر على قيمة العملة، والتي تتمثل في:
معدل التضخم.. ربما يؤثر التضخم على أسعار صرف العملات، فعندما يكون معدل التضخم منخفضاً، ترتفع أسعار السلع والخدمات بشكل تدريجي وثابت.. وعندما ينخفض التضخم، تزيد قيمة العملة، والعكس صحيح.
الركود.. يؤثر الركود على نمو الاقتصاد في البلد، وسوق الصرف الأجنبي ليس استثناءً. وعادةً ما تنخفض أسعار الفائدة خلال فترة الركود، مما يقلل من قيمة رأس المال الأجنبي، وتنخفض قيمة العملة عندما يكون رأس المال الأجنبي شحيحاً والفائدة منخفضة.
أسعار الفائدة.. كلما زادت الفائدة، انخفضت قيمة العملة، وهذا عامل أساسي يمكن أن يؤثر على سعر الصرف.
الدين العام… إذا واجهت دولة ما ديناً، فإن احتمالات توفر أموال أكثر تكون ضئيلة، مما قد يثير التضخم، وبالتالي سيشعر المستثمرون الأجانب بحيرة بشأن الاستثمار نظراً للتضخم المرتفع، مما سيؤدي إلى انخفاض قيمة العملة.
انعدام الاستقرار السياسي.. عادةً ما يؤثر انعدام الاستقرار في الحكومة سلبًا على الأداء الاقتصادي للبلد، ولن يحقق المستثمرون أرباحاً من ذلك، لكن الإدارة المستقرة تجذب العديد من المستثمرين الأجانب، والاستثمارات من شأنها زيادة قيمة العملة المحلية وتعزيز رأس المال الأجنبي.