بدأت شركات مصرية البحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة فى دول أفريقيا، فى محاولة للتكامل مع السوق المصرى فى توريد بعض مدخلات التصنيع المستوردة.
قال أحمد المهندس، رئيس شركة الجوهرة بلس للاستثمار الزراعى والصناعى، إن الشركة دخلت فى شراكة مع مستثمر كينى لزراعة أكثر من 100 فدان بالشاى، وستقوم الشركة بتوريد كامل الإنتاج إلى السوق المصرى.
اضاف أن السوق الكينى يحتاج إلى منتجات غذائية، فمن الممكن أن تطبق الشركة نظام الصفقات المتكافئة من خلال توريد الشاى إلى السوق المصرى، واسيراد منتجات غذائية على سبيل المثال.
لفت إلى أن الشركة تفاضل لزراعة السمسم فى السودان أو تنزانيا بدافع توريده إلى مصانع الحلاة الطحينية فى مصر، ومن الممكن التعامل مع بنظام الصفقات المتكافئة بعيدًا عن استخدام الدولار.
أوضح أن المستثمرين فى دول أفريقيا يجدون صعوبة فى تحويل الأموال، بالإضافة إلى صعوبة حماية الاستثمارات بسبب عدم الاستقرار السياسي الذى تشهده بعض الدول.
ووفقًا لوزارة الصناعة، فإن تأسيس “المركز المصريّ اللوجيستيّ لخدمات التخزين والمناولة للصادرات المصريّة فى كينيا سيدعم عمل الشركات المصرية للتواجد فى هذه الأسواق.
الجبلى: الحكومة تسعى لبناء شخصية المنتج المصرى فى العمق الأفريقى
قال شريف الجبلى رئيس اللجنة الأفريقية بمجلس النواب، إن السوق الأفريقى يمتلك قدرات وموارد غير مستغلة، ولاحظنا خلال العام والماضى والجارى توجه مستثمرين مصرين لإقامة مشروعات فى دولتى كينيا وأوغندا لتوفير مستلزمات إنتاج مصانعهما العاملة فى مجال التعدين والصناعات الغذائية.
أضاف لـ”البورصة”، أن الحكومة طالبت المستثمرين بتكثيف التعاون مع دول أفريقيا لزيادة التبادل التجارى معها، خاصة وأن مشاركة المستثمر والعامل الأفريقى فى عملية التصنيع يساعد فى نجاح المشروع.
أشار إلى أن التوسع فى إقامة مشروعات لتصنيع المنتجات التى تستوردها مصر فى السوق الافريقى، ستخفف وتيرة الطلب على العملة الصعبة، وتساعده فى توفير مستلزمات التصنيع لقطاعات كبيرة بدلا من التعرض بشكل مستمر لضغوط سلاسل الإمداد نتيجة الاضطرابات فى الأسواق الأوروبية.
تابع أن الاستثمارات الجديدة المرتقب دخولها السوق الأفريقى ستساهم فى إعادة بناء شخصية المنتج المصرى داخل العمق الإفريقي، فى ظل التحديات التى تعرقل وصول المنتجات المصرية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن.
ونمت قيمة التبادل التجاريّ بين مصر والسوق الإفريقي بنسبة 8.1% لتسجّل 780 مليون دولار خلال أغسطس من العام الماضي مقابل 721 مليون دولار خلال الشهر نفسه من 2022، بحسب نشرة التجارة الخارجيّة الصادرة عن الجهاز المركزيّ للتعبئة العامّة والإحصاء.
الشرقاوى: عدم الاستقرار لأمنى عائق لدخول أغلب أسواق أفريقيا
قال يسرى الشرقاوى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن مصر لديها قطاع خاص قوى يمكن من خلاله ضخ استثمارات جديدة الفترة القادمة فى دول افريقيا بقطاعات الزراعة والأمن الغذائى والإنتاج الحيواني.
وأضاف لـ”البورصة” أن الدول الأفريقية هى هدف مصر تلقيل الفاتورة الاستيرادية، وجميع منظمات الأعمال تسعى إلى التكامل مع نظيرها فى دول أفريقيا لتمكين الشركات المصرية من دخول تلك الأسواق.
أوضح أن دول أفريقيا تقدم حوافز استثمارية كبيرة للمستثمرين المصريين أبرزها منح الأراضى الصناعية بأسعار رمزية، وتقديم حوافز جمركية للمعدات، بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية المختلفة.
وذكر أن قيمة الاستثمارات المصرية فى أفريقيا تتراوح بين 11 و12 مليار دولار، بينما تصل قيمة الاستثمارات الأفريقية فى مصر إلى مليارى دولار، والحكومة المصرية تمتلك نحو 11 مزرعة نموذجية فى القارة السمراء.
وأوضح أن الصعوبات التى تواجه الاستثمار فى دول أفريقيا تتمثل فى عدم الاستقرار السياسي، وتحويل ودخول وخروج الاستثمارات والأموال، بالإضافة إلى نقص الأيدى العاملة المدربة.
وطالب الحكومة بإعداد دراسات كافية وضرورية لفتح فروع للبنوك المصرية، بأفريقيا لدعم العديد من منظمات الأعمال.
قال وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات، إن شركات مواد البناء لديها فرص واعدة بدول أفريقيا، جميعها يدرس السوق خلال الفترة الحالية لإنشاء مراكز وتعزيز القدرة التصديرية.
وأضاف أن التيسيرات التى تقدمها الدول الأفريقية لجذب الاستثمارات الأجنبية تتمثل فى منح أراضى بسعر مخفض، وطاقة مدعمة و إعفاءات ضريبية واسعة.
وأشار إلى أن من الصعوبات التى تواجه المستثمر فى افريقيا هى عمليات تحويل العملة.