الإعلان عن بيانات أمريكية إيجابية يخفض مؤشر الخوف
تسبب رفع طفيف لأسعار الفائدة اليابانية وتراجع الوظائف الأمريكية فى عاصفة ضربت الأسواق المالية العالمية أمس.
وعاشت الأسهم اليابانية واحدة من أسوأ أيامها منذ عام 1987 مع تراجع مؤشر نيككاي 225 نحو 12.4% فيما انخفض مؤشر “توبيكس” نحو 12.2%.
وفى باقى الأسواق الآسيوية انخفض مؤشر شنجهاى الصينى نحو 1.54% ومؤشر “هنج سنج” نحو 1.46%،
وأغلقت معظم البورصات العربية على انخفاض، ليتراجع مؤشر سوق دبى المالى نحو 4.5%، ومؤشر أبوظبى المالى نحو 3.4%، ومؤشر “تاسى” السعودى نحو 2.3%، ومؤشر بورصة الكويت نحو 1.97%، ومؤشر بورصة البحرين 1%، ومؤشر بورصة مسقط نحو 0.97%.
وارتفع مؤشر بورصة قطر 0.10 نقطة ليصل إلى 10,057.23 نقطة.
فى المقابل انتعش مؤشر الخوف، الذى يقيس التقلبات المتوقعة خلال 30 يوم فى أسهم ستاندرد أند بورز 500 الأمريكى، بأكثر من 150% قبل أن يقلص مكاسبه إلى نحو 42% عند إعداد هذا التقرير، بعد صدور بيانات إيجابية عن قطاع الخدمات فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأظهر مؤشر مديرى المشتريات “آى إسم إم” للقطاع الخدمى فى أمريكا استمرار توسع القطاع خلال شهر يوليو حيث سجل 51.4 نقطة مقابل توقعات أن ينمو 51.1 نقطة.
والنتيجة المُسجلة فى يوليو تمثل زيادة قدرها 2.6 نقطة عن الرقم المسجل في يونيو البالغ 48.8 نقطة وهى المرة الخامسة التي يكون فيها المؤشر المركب في منطقة التوسع في عام 2024
ونما مؤشر الطلبات الجديدة إلى 52.4 نقطة في يوليو، بزيادة قدرها 5.1 نقطة عن نسبة يونيو البالغة 47.3 نقطة؛ ومع ذلك، فإن القراءة الحالية للمؤشر هي رابع أدنى قراءة له منذ بداية الجائحة
وتوسع مؤشر التوظيف للمرة الثانية فقط في عام 2024؛ والقراءة البالغة 51.1% تمثل زيادة قدرها 5 نقطة مقارنة بنسبة 46.1 نقطة في يونيو.
رغم ذلك استمر أداء مؤشرات بورصة “وول ستريت” متراجعًا، وعند الساعة السادسة بتوقيت القاهرة كانت التراجعات بنسبة 2.33% فى مؤشر دواجونز للأسهم القيادية، و3% لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقًا وناسداك انخفض نحو 3.81%.
وتخشى الأسواق أن يكون الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى تأخر فى خفض أسعار الفائدة بصورة أضرت الاقتصاد أكثر من اللازم، بعدما وفر الاقتصاد نحو 114 ألف وظيفة فقط بدلًا من 176 ألف وظيفة متوقعة وارتفع معدل البطالة لأعلى مستوى فى عامين.
تشديد السياسة النقدية فى اليابان يُربك تجارة الفائدة
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستين جولسبي، أن البنك المركزي سيتصرف إذا ظهرت علامات ضعف في الاقتصاد، وأشار إلى أن أسعار الفائدة قد تكون مشددة بشكل مفرط في الوقت الحالي.
أضاف خلال مقابلة على برنامج “سكواك بوكس” على قناة “سى إن بى سى” أنه لا معنى للإبقاء على سياسة “مشددة” إذا كان الاقتصاد في حالة ضعف.
قال جولسبى “وظيفة الاحتياطي الفيدرالي واضحة جدًا: تعظيم التوظيف، استقرار الأسعار، والحفاظ على الاستقرار المالي” هذا ما سنقوم به.”
أضاف أن أرقام الوظائف جاءت أضعف من المتوقع، لكنها لا تبدو حتى الآن كركود.
وبحسب أداة “فيدووتش” فإن 95.5% من المستثمرين باتوا يتوقعون خفض الفائدة الأمريكية 0.5% فى سبتمبر، ويقدر 56.8% منهم أن تكون أسعار الفائدة بنهاية العام أقل بنحو 1% بنهاية العام عن مستوياتها الحالية، ونحو 24.5% يتوقعون أنها ستكون أقل بنحو 1.25%، فيما يتوقع 18.2% أن تكون أقل بنحو 1.5%
ولم يقتصر التراجع على الأسهم بل امتد لتجارة الفائدة مع تخلى الصناديق عن الرهان على تلك الاستثمارات في ظل تراجع حاد عالمي في الأصول ذات المخاطر،بحسب “سى إن بى سى”.
عضو الفيدرالى الأمريكى: قادرون على إصلاح التدهور فى الاقتصاد
وإلى جانب البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة، فإن تراجع الأسهم في أغسطس قد زاد من حدته أرباح الشركات التقنية الكبرى المخيبة للآمال والسياسة الأكثر تشددًا لبنك اليابان.
وأدى التغيير في السياسة النقدية اليابانية إلى تحذير أحد الاستراتيجيين من “الانفجار” في تجارة الفائدة المبنية على الين على المدى القصير.
وتشير تجارة الفائدة إلى العمليات التي يقترض فيها المستثمر بعملة ذات معدلات فائدة منخفضة، مثل الين الياباني، ويعيد استثمار العائدات في أصول ذات عوائد أعلى في أماكن أخرى، وقد كانت هذه الاستراتيجية التجارية شديدة الشعبية في السنوات الأخيرة.
ووفق بيانات منصة “تريدنيج فيو” ارتفع الين اليابانى والفرنك السويسرى وهما عملتا ملاذ آمن، وكذلك اليورو مقابل الدولار، وتخطت مكاسب الين نحو 2.4% حتى توقيت كتابة السطور ليسجل زوج الدولار/ين نحو 143.1 ين يابانى.
فيما تراجعت عملات المخاطرة الدولار النيوزلندى والدولار الاسترالى بنحو 0.35% مقابل الدولار، والجنيه الإسترلينى بنحو 0.29%.
“نظرًا لأن الارتفاعات الأخيرة في قيمة الين تقلل من مخاطر ارتفاع التضخم، نتوقع أن يقوم بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بمعدل دورة واحدة كل ستة أشهر، بدلاً من وتيرة أكثر تكرارًا،” حسبما قال يوشيمسا ماروياما، كبير الاقتصاديين في أسواق المال في شركة SMBC نيكو للأوراق المالية لـ”رويترز”.
ارتفاع “الين” و”الفرنك” يضعفان جاذبية الذهب كملاذ آمن
وقال راسل نابيير، المؤسس المشارك لمنصة أبحاث الاستثمار “إي آر أي سى”، في آخر تقرير له، إن المستثمرين حصلوا الآن على لمحة عن تأثير تغيير السياسة النقدية اليابانية على الأسواق المالية الأمريكية، بحسب سى إن بى سى.
وفى نهاية يوليو الماضى قرر البنك اليابان المركزى رفع أسعار الفائدة إلى 0.25% من 0.1%، فى خطوة قد تكون متأثرة بتراجع الين اليابانى حينها لأدنى مستوى فى 38 عام عند 161 ين للدولار.
وقال إد روجرز، من “روجرز إنتفستمنت أدفيزوز”، إن تجارة الفائدة القائمة على الين لم تمت بعد لأنه ما زال هناك فارق في معدلات الفائدة يمكن الاستفادة منه ولكن… الكثير من الناس يتطلعون لتغطية المراكز الحالية، وفق قناة سى إن بى سى الأمريكية.
وعلى صعيد السلع، تراجعت أسعار النفط فى تداولات الإثنين نحو 0.6% لبرميل خام برنت إلى 76.35 دولار للبرميل، بعدما كانت الخسائر تزيد عن 2% فى بداية التداولات، فيما وسع الذهب خسائره لتصل إلى 1.3% فى ظل تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة الأخرى.